جبراكة نيوز: أمدرمان
وصف الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، العميد الركن نبيل عبدالله، التقرير الذي نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، وينسب انتهاكات ضد النساء لأفراد من الجيش السوداني، بأنه “يفتقر تماما إلى الشفافية والحياد، ومحاولة يائسة لتشويه سمعة القوات المسلحة”.
وقال نبيل عبدالله، في تعميم صحفي، الأربعاء، إن الصحيفة لم تلتزم بأي معيار مهني يضمن شفافية وتوازن تقريرها، مضيفا “أنها تحمل دوافع خفية”.
وتابع أن تقرير صحيفة الغارديان يحتوي على مغالطات وأكاذيب صارخة ضد أفراد القوات المسلحة في أمدرمان.
وكانت صحيفة الغارديان البريطانية نشرت تقريرا، الثلاثاء، على موقعها الإلكتروني يتناول انتهاكات في مدينة أمدرمان، مشيرا إلى إجبار نساء على ممارسة الجنس مع جنود ينتسبون للجيش السوداني، مقابل منحهم الطعام.
وذكرت الصحيفة أن حوالي 20 امرأة تحدثن حول الموضوع. وأن ممارسة الجنس مع أفراد الجيش هو وسيلة النساء الوحيدة للحصول على الطعام أو السلع الغذائية، أو لدعم أسرهن الفقيرة في مواجهة الجوع.
وحدد التقرير مكان حدوث هذه الانتهاكات بشكل رئيسي في منطقة “المصانع” غربي أمدرمان، حيث يتوفر معظم الطعام في المدينة.
وقال الناطق الرسمي باسم الجيش إن مراسلة الصحيفة تجنبت الاتصال بأي من أفراد القوات المسلحة لعرض ما ادعت أنها حصلت عليه من قصص النساء اللاتي زعمن تعرضهن للانتهاكات.
وأضاف: “فضلا عن أن المراسلة لم تطلب تصريحا رسميا من السلطات للعمل في المنطقة، وهو ما يثير المزيد من الشكوك حول دوافع التقرير ويشير إلى أن مهمة الصحافية ربما تكون إخفاء أجندة لخدمة جهات تعمل عمدا وبجد على تشويه صورة القوات المسلحة السودانية”.
وتابع في تصريحه أن الدليل الأكيد لدحض مثل هذه الاتهامات الملفقة هو أن المواطنين العاديين يفرون من أي منطقة تدخلها قوات الدعم السريع التي وصفها بالإرهابية، وأنهم يلجأون إلى مناطق الجيش لأنهم يشعرون بالأمان على أرواحهم وممتلكاتهم وشرفهم.
ونقلت الغارديان عن إحدى الضحايا قولها إنها من أجل تدبير الطعام ذهبت الي جنود الجيش، وكانت هذه هي الطريقة الوحيدة من أجل الحصول على الطعام لوالديها المسنين وابنتها الصغيرة.
وفي السياق ذاته، أعلنت المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الإفريقي “شبكة صيحة” في تقرير أمس الثلاثاء، توثيق نحو 250 حالة عنف جنسي ضد النساء في أرجاء السودان منذ اندلاع الصراع المسلح في السودان، بينها 75 حالة عنف جنسي واغتصاب ارتكبتها قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة وسط السودان، وأدت لـ 14 حالة حمل غير مرغوب فيه.
وفي وقت سابق من العام الجاري، كانت كل من الممثلة الخاصة للأمين العام للعنف الجنسي براميلا باتن، ومساعده العام للشؤون الإنسانية، جويس مسويا، دعتا إلى المزيد من المشاركة الدولية لمكافحة العنف الجنسي ضد النساء والفتيات في السودان بعد مرور عام من الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وبالتزامن مع تعليق الناطق الرسمي باسم الجيش، سحبت صحيفة الغارديان التقرير الذي تم تداوله على نطاق واسع من على موقعها الرسمي.
ومنذ 15 شهرًا يشهد السودان صراعًا مسلحًا بين الجيش وقوات الدعم السريع، تتسع رقته يوما بعد يوم، ووصل النزاع لمعظم ولايات السودان، واسفر عن آلاف القتلى، ونحو 10 ملايين نازح.
ومنذ اندلاع الصراع ارتكبت جرائم مختلفة في حق المدنيين في مختلف الولايات التي طالها الصراع، بينها القتل والنهب والاغتصابات والتهجير القسري، بحسب تقارير أممية متعددة.
أحدث التعليقات