جبراكة نيوز: عيسى دفع الله

في الوقت الذي يتحدث فيه الجيش السوداني عن قرب تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من قبضة قوات الدعم السريع أعلنت الاخيرة الخميس عن سيطرتها على مدينة السوكي، التي تقع على الضفة الشرقية للنيل الأزرق وتبلغ مساحتها حوالي 5500 كيلومتر مربع، ويسكنها حوالي (30) ألف نسمة، وهي من ضمن (7) محليات بولاية سنار وتتشكل من ثلاث وحدات إدارية هي “مدينة السوكي واللكندي وكركوج”.

تصفيات جسدية

سيطرت الدعم السريع على المدينة بعد معارك طاحنة استمرت من يوم الأربعاء 24 يوليو حتى الخميس، بينما قالت غرفة طوارئ مدينة السوكي بولاية سنار، إنها رصدت حركة نزوح واسعة وسط المواطني تجاه قرية حمدنا الله وسنار سيراً على الأقدام.

واتهمت الغرفة، الدعم السريع بارتكاب انتهاكات واسعة بحق المدنيين العزل، كما أكد شهود عيان نزحوا من المدينة أن جنود الدعم السريع يقومون بتصفية كل من يتهم بالاستنفار إلى جانب الجيش داخل منازلهم، وأمام أسرهم، اضافة إلى تصفية كبار السن بذريعة دعمهم الاستنفار، مشيرين إلى أن أعداد من تم تصفيتهم من المستنفرين كبير جدا، وأن حالة من الرعب تسود المدينة.

مأساة السوكي

الناشط الحقوقي أبوذر عثمان، أكد لـ”جبراكة نيوز” أن الأخبار الواردة من السوكي مرعبة ومحزنة وتدعو للغضب الشديد. وقال إن “عصابات الجنجويد الإجرامية قامت بقتل المدنيين دون تمييز وأحيانا بناء على القبيلة والعرق ونهبت المواطنين لدرجة خنق النساء لانتزاع الحلى منهنّ”. مضيفا أن قوات الدعم السريع أذلت سكان السوكي وأرغمتهم على الانبطاح أرضا للتفتيش المهين ثم السير على أقدامهم عبر طريق واحد دون أي مقتنيات للنجاة من بطشها.

وأعاب أبوذر، تعامل الناشطين مع مأساة السوكي ببرود وصفه بالعجيب. وأضاف “حين كانت المدينة تستباح وأهلها يقتلون كان البعض يتكلم عن برودة الجو بعد الأمطار الأخيرة وكان البعض الآخر يزين الشوارع بصور تمجد البرهان”.

نهب وتخريب

تكرار معأناة أهالي جبل موية والدندر وسنجة في ولاية سنار ونقل التجربة على مدينة السوكي التي نزح لها الآلاف من المدنيين من المناطق التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع اعتبرها مراقبون انتصارات عسكرية تحسب للدعم السريع بيد إنها تجلب لها الكراهية بفعل الانتهاكات التي يرتكبها عناصرها ضد المدنيين ونهب ممتلكاتهم كأنما هم طرف أصيل في الحرب.

بدورها قالت منصة نداء الوسط إن “ميليشيا” الدعم السريع قامت بتصفية (5) مواطنين بدم بارد داخل منازلهم في مدينة السوكي بعد اجتياحها. وأشارت في بيان الجمعة، إلى أن “الميليشيا” تمارس حاليا عمليات نهب وتخريب واسعة للممتلكات الخاصة والعامة، ونددت ما وصفته بـ”السلوك الإجرامي المتوحش للميليشيا”.

تجنيد إجباري

وندد حقوقيون بمنع المواطنين من الخروج من السوكي إلا بعد تسليم كل ممتلكاتهم وأموالهم إلى قوات الدعم السريع بعد تفتيش قاس ومهين ضد النساء، فضلا عن التجنيد الإجباري للشباب الذي قال الحقوقيون إنه يتم لتعزيز القوة تمهيدًا لمهاجمة مدينة سنار في الايام المقبلة بعد أن فرض عليها حصار من كل الجهات وقطع خطوط الإمداد عنها.

أزمة إنسانية

من جانبه أكد تجمع شباب سنار أن القوات المسلحة تسيطر على محليتين من جملة (7) اجتاحتها قوات الدعم السريع وقالت إنها “تتمدد في جنوب وشرق ولاية سنار كالسرطان في الجسد”، وأشارت إلى إنهم “يمارسون هوايتهم المحببة من انتهاكات ونهب وتنكيل للمواطنين العُزل”.

وقال تجمع شباب سنار في بيان إن “أي منطقة تدخلها قوات الدعم السريع تصبح حياة المواطن في خطر ووجودهم يفاقم من الأزمة الإنسانية الموجودة أصلاً بسبب قطع الطرق واستخدام المدنيين كسلاح حربي”.

وأفاد التجمع إنه بعد مرور وقت بسبب انقطاع الشبكات والاتصالات في مناطق شرق سنار عموماً، وصلت قوات الدعم السريع إلى قرى كل من التريرات، الكوفة، وإبراهيم جانقوه، كوع النحل، وتريرة مدني، والخليج، مروراً بقلاديمة.

وأضاف أن “رقعة سيطرتهم لا تزال تتمدد وتمارس أبشع الانتهاكات بما فيها عمليات نهب واسعة طالت جميع الأهل في القرى المختلفة، وأيضاً تشهد المنطقة  نزوح اعداد كبيره من المواطنين رغم الحصار”.