الخميس, مارس 13, 2025
الرئيسيةمقالاتوقف الحرب في السُودان كرت انتخابي أمريكي

وقف الحرب في السُودان كرت انتخابي أمريكي

 

وقف الحرب في السُودان كرت انتخابي أمريكي

نضال عبدالوهاب

كنت من حوالي شهرين قد كتبت رسالة وجهتها للرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن والإدارة الأمريكية من الديمُقراطيين طالباً وحاثاً إياهم بالعمل على وقف الحرب في السُودان ومحاولة تذكيرهم أن فشل الإدارة الأمريكية الحالية في إيقاف الحرب والمأساة والكارثة الإنسانية بسببها ومع استمرار تزويد الإمارات بالسلاح الأمريكي المُستخدم في الحرب لصالح مليشيا الدعم السريع، بأن هذا الفشل في وقف الحرب واستمرارها سيكون له تأثيره عن إحجام الناخبين من الأصول السُودانية والمُتعاطفين معهم من الأصول الأفريقية والعربية وحتي مُحبي السلام من التصويت لصالح جو بايدين “قبل إنسحابه الرسمي الحالي” والديمُقراطيين في الانتخابات الرئياسية القادمة في نوفمبر من هذا العام ٢٠٢٤، وعلى العكس إن نجحت إدارة بايدن في الضغط علي طرفي الحرب ومن يدعمهم وأخذت قرار وقف الحرب بجدية فإن ذلك سيُسهم في رفع أسهم مُرشح الحزب الديمُقراطي وحزبه في تلك الانتخابات المهمة وحشد مزيد من التأييد.

ومعلوم الموقف الصعب الحالي للحزب الديمُقراطي، في مُقابل ارتفاع نسبة فوز دونالد ترامب المُنافس من الحزب الجمهوري وفق قياسات الرأي العام، خاصة بعد المُناظرة التي جرت بينهما في السابع والعشرين من يونيو المُنقضي بولاية جورجيا، وأظهرت جو بايدن أقلّ حيوية ومقدرة في مُقارعة ترامب، مما دفع العديدين داخل الحزب الديمُقراطي ومن أنصاره للمُطالبة بإنسحابه وترشيح آخر يُمثل الحزب، وهذا ما حدث فعلاً بترشيح كاملا هاريس نائبة الرئيس الحالية كمُرشح الحزب الديمُقراطي الأمريكي للرئياسة في نوفمبر القادم، وهذا ما أعاد بعض التوازن والأمل للديمُقراطيين في كسب هذه الانتخابات والفوز بها، خاصة أيضاً بعد أن كاد اليأس يتسرب إليهم جراء الدعم الذي وجده دونالد ترامب بعد محاولة اغتياله الفاشلة أثناء قيامه بمخاطبة لأنصاره في بنسلفانيا هذا الشهر، وكان لنجاته والطريقة التي تم تأمينه بها أثر كبير في ارتفاع شعبيته وإظهاره بمظهر الرجل القوي في مُقابل جو بايدن قبل انسحابه الرسمي من الترشُح.

ضاعفت الإدارة الأمريكية جهودها لأجل التوصل لوقف لإطلاق النار والحرب في السُودان والسماح لعمليات الإغاثة بالعمل والعون الإنساني لإنقاذ الملايين من مُتضرري الحرب، وفي هذا الاتجاه وعلي مستوى وزارة الخارجية الأمريكية ووزيرها أنتوني بلينكن قامت بتقديم دعوات رسمية لطرفي الحرب في الجيش ومليشيا الدعم السريع بالجلوس المُباشر في جلسة مفاوضات بسويسرا في الرابع عشر من أغسطس القادم، في حضور وزيري الخارجية الأمريكي والسعودي إضافة لمُمثلين آخرين من دول مؤثرة والمؤسسات الدولية والإقليمية في المُجتمع الدولي، وهذا الاهتمام الأمريكي يُعتبر استشعاراً لأهمية التوقيت بالنسبة للإدارة الأمريكية والحزب الديمُقراطي ومرشحتهم كاملا هاريس في السباق الإنتخابي القادم على الأبواب.

وفي الاتجاه الآخر ومن خلال المُخاطبة التي أجراها بالأمس دونالد ترامب لأنصاره بولاية منيسوتا أعلن أنه في حال فوزه سيعمل على أن يسود السلام العالم، وهذا يعني توقف الحروب به، وعلي رأسها تأتي الحرب الإسرائيلية الفلسطينية والحرب الروسية الأوكرانية إضافة لحرب السُودان، وهذا الإعلان من ترامب لا شك سيُحفز الديمُقراطيين والإدارة الحالية بذل أقصى الجهود للنجاح على الأقل في وقف حرب السُودان وإيجاد حل لوقف إطلاق النار في الحرب الإسرائلية الفلسطينية، وهذا بالضرورة يتطلب إقناع قيادة الجيش والحكومة التي تمثلهم بالقبول بمفاوضات ١٤ أغسطس بين الجيش ومليشيا الدعم السريع، وبذل كُل الجهود للنجاح في ذلك، سواء بتقديم إغراءات أو التلويح بعقوبات واستخدام كروت ضغط أخري وآليات في سبيل ذلك.

إذاً فإن الانتخابات الأمريكية القادمة سيكون لها تأثير كبير في وقف الحرب في السُودان ووقف إطلاق دائم لإطلاق النار، بعد أن تحولت إلى ورقة مهمة وكرت انتخابي يتصارع عليه الحزبان الديمُقراطي والجمهوري في أمريكا ومُرشحيهما للرئاسة.

ونستطيع أن نقول إن هذا في صالح السُودان والسُودانيون لا شك، وعلى كُل القوى الرافضة للحرب في السُودان التوحد لأجل أن يكون صوتها حاضراً ومؤثراً في فرض إرادة السلام في السُودان ووضع حد لمُعاناة كُل السُودانيين الناتجة عن هذه الحرب وآثارها الكارثية ودعونا نتفاءل بأن يتم وقف الحرب قريباً بالسُودان وأن يسود صوت العقل والحكمة في هذا من أطراف الحرب والجميّع.

 

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات