الجمعة, مارس 14, 2025
الرئيسيةاخبار السودانتقرير: مفاوضات جنيف.. مؤشرات ما قبل الانعقاد

تقرير: مفاوضات جنيف.. مؤشرات ما قبل الانعقاد

جبراكة نيوز: تقرير – الهادي حسن

دعت الخارجية الأمريكية لمحادثات بين الطرفين المتحاربين في السودان يوم 15 أغسطس القادم، يقودها أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، والسفير الأمريكي في جنيف.

ووافقت قوات الدعم السريع على تلك الدعوة، بينما التزمت القوات المسلحة السودانية الصمت قبل أن ترسل موافقة مشروطة عبر وزارة الخارجية، للانخراط في المفاوضات، وهي ليست المرة الأولى التي يتوجه فيها الطرفان إلى جنيف حيث سبقتها مفاوضات لفتح طرق الإغاثة والممرات الإنسانية كانت تحت رعاية المبعوث الأممي للسودان الجزائري رمضان لعمامرة، مما يفتح باب التساؤلات حول ما ستسفر عنه الجولة الجديدة ودعم الولايات المتحدة لها، وهل هي قادرة على إيقاف الحرب وانخراط الطرفين في مفاوضات جادة.

ووجدت هذه الدعوة رود أفعال متباينة من القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني في السودان، إذ أن معظمها رحبت بالدعوة الأمريكية

ووصفتها بمفوضات الفرصة الاخيرة لوقف انهيار الدولة السودانية ، بينما طالبت أطراف أخرى بضرورة مشاركتها في مفاوضات جنيف.

موافقة مشروطة

قالت الخارجية السودانية بحسب “قناة الشرق” إن الحكومة السودانية قدمت للولايات المتحدة الأمريكية ردها حول مفاوضات جنيف، إذ اعلنت الخارجية ترحيبها بالجهود الدولية المبذولة في منبر جدة التي تساهم في إنهاء الحرب، مضيفة أن رد الحكومة تضمن بعض التحفظات والملاحظات المتعلقة بالمفاوضات، مؤكدة تمسكها بمنبر جدة.

وأوضحت الخارجية أنها استفسرت نظيرتها الأمريكية حول عدم مشاورتها في وجود بعض الدول كمراقبين، بالإضافة إلى مصير ما تم الاتفاق حوله بمنبر جدة مع الدعم السريع.

مطالبات بالمشاركة

طالبت “القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح” بضرورة مشاركتها في مفاوضات جنيف القادمة، وأوضح بيان للحركات – نشرته “جبراكة نيوز” في وقت سابق – أن أي عملية سلمية تنتهي بعودة الدعم السريع إلى وضعها السابق قبل الحرب أبريل لن تحقق السلام والأمن والاستقرار مطلقاً، وأن مثل هذه العملية ليست مرفوضة بواسطة حركات الكفاح المسلح الموقعة على اتفاق ااسلام فحسب، بل هي مرفوضة من جماهير الشعب السوداني.

وأكدت الحركات أن أي مبادرة لإنهاء الحرب أو لوقف إطلاق النار تهدف إلى فرض أمر واقع بأن لهذه الحرب طرفين فقط وتقوم بالتالي على هيكلة العملية السلمية والسياسية على أساس ذلك تكون مرفوضة تماماً ولا يمكن قبولها أو قبول نتائجها.

وقال رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان خلال مخاطبته حفل تخريج ضباط بمنطقة جبيت العسكرية شرقي السوداني إلى إن القوات المسلحة لا تقاتل لوحدها، بل هنالك حركات الكفاح المسلح الموقعة على اتفاقية جوبا الى جانب المستنفرين والمقاومة الشعبية يجب عن تشملهم المفاوضات.

كتائب الإسلاميين

قال الناطق الرسمي باسم حركة جيش تحرير جناح عبدالواحد محمد النور، عبدالرحمن محمد الناير، لـ”جبراكة نيوز” إن الحديث عن مشاركة الحركات التي وقعت علي اتفاقية جوبا في المفاوضات ما هو إلا فتح باب لمشاركة كتائب الاسلاميين مثل البراء بن مالك وما يسمى بالمقاومة الشعبية وهي واجهات خلفية للمؤتمر الوطني.

واستنكر الناير مطالب الحركات بالمشاركة في التفاوض. وتابع بأنهم ليسوا جزءا من هذه الحرب التي تخص طرفيها (الجيش والدعم السريع) وجاء منبر جدة ليؤكد ذلك.

وواصف الحركات المسلحة مثلها مثل المستنفرين وكتائب البراء الذين دخلوا كفزع في هذه الحرب وبالتالي هم محسوبين على الجيش.

إفشال المفاوضات

ولفت الناير أن مطالب الحركات بالتمثيل في المفاوضات رغم عوارها البائن على حد قوله الهدف منها إفشالها، واغراقها بأطراف ليست أصيلة في الحرب.

وتابع إحساس هذه الحركات بأن نجاح مفاوضات جنيف وما يترتب عليها سوف يقضي على احلامهم ومستقبلهم السياسي في السودان وما تحصلوا عليه من مكاسب شخصية وحزبية بوضع اليد عبر اتفاقية جوبا، التي ستصبح عمله غير مبرأة للذمة – حسب وصفه.

وأردف قائلاً إن خريطة تشكيل السودان القادم سوف تلغي خلفها كل ما كان قائماً قبل حرب أبريل سواء أكان ما يتعلق بالاتفاق الإطاري أو شراكة الحرية والتغيير والعسكر أو اتفاقية جوبا.

وطالب الناير الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي بلعب دور إيجابي اكثر صرامة لحمل طرفي الصراع للتوقيع على وقف إطلاق النار .

من جانبه قال الصحفي أبو عبيدة عوض لـ”جبراكة نيوز” بأن هنالك أطراف تعمل علي إفشال مفاوضات جنيف بما فيها حكومة الأمر الواقع في بورتسودان حسب وصفه، لكن المحيط الاقليمي والعالمي يسعى لإنهاء الصراع في السودان، وأي حديث آخر غير ذلك ليس مُجديا، واي طرف يرفض الحوار سوف يجد نفسه مرغماً على ذلك.

لا تفاوض إلا مع القوات المسلحة

قالت قوات الدعم السريع على لسان ناطقها الرسمي بأنها لن تتفاوض إلا مع القوات المسلحة، ولن تسمح بإقحام أي مؤسسة في مفاوضات جنيف، وذلك في معرب ردها للخارجية السودانية التي حددت شروطا للتفاوض من أجل الانخراط في مفاوضات جنيف.

وأشارت قوات الدعم السريع إلى عدم وجود حكومة في البلاد جراء انقلاب أكتوبر والانهيار الدستوري بسبب الحرب. واعتبر بيان الناطق الرسمي الموقف الذي تم الاعلان عنه من خلال الخارجية السودانية بأنه موقف النظام القديم في إشارة الى نظام عمر البشير.

وقالت إن الدعم السريع ظلت تتعامل بإيجابية ثابتة مع المبادرات الاقليمية والدولية لايقاف الحرب وتحقيق السلام ، لوضع حد لمعاناة الشعب السوداني.

وأضاف أبو عبيدة عوض، بأن الخارجية الأمريكية كانت صريحة في دعوتها إذ لم تقدمها باسم الحكومة السودانية، لأنها تعرف جيدا أنه لا توجد حكومة شرعية في السودان.

متلازمة الفشل

قال الباحث والمحلل السياسي، ضرار آدم ضرار لـ”جبراكة نيوز” إن نجاح مفاوضات جنيف يتوقف على أن تكون شاملة تضم كل المجموعات الحاملة للسلاح، سواء أكانت الموقعة على اتفاقية جوبا أو التي لم توقع كالحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو وحركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور.

ولفت ضرار إن اختصار عملية التفاوض بين طرفين هما الجيش والدعم السريع فهذا يعني ظهور أكثر من “دعم سريع”، وحذر من أن تجاوز القوة المشتركة وكل المجموعات الحاملة للسلاح الآن وعدم إشراكها في المفاوضات سيجعل دارفور تعيش في دوامة من الصراع إلى ما لا نهاية.

وأشار إلى أن هناك عداء تقليدي بين مجموعات عرقية في كلا الطرفين يمكن أن يستثمر بشكل ضار وبالتالي يغذي من الصراع. وقال إن الحديث بأن القوة المشتركة جزء من الجيش ليس صحيحا، بدليل أن بند الترتيبات الأمنية الخاص باتفاقية جوبا لم يتم تنفيذه، منوها أن للترتيبات الأمنية شروط ومراحل معروفة تشمل التجميع وزيارة اللجان والتسريح واستيعاب ودمج البعض في الفوات النظامية، فإذا لم ينفذ كل هذا فبالتالي هذه القوة ليست جزءا من القوات المسلحة .

وطالب ضرار بضرورة مشاركة المجموعات المسلحة لأنها لم تؤسس بغرض مقاتلة احد من أطراف الصراع ، بل هي تأسست لأهدافها ومشاريعها الخاصة وطالما المشاريع والأهداف لم تتحقق لا تزال قضاياها قائمة حسب قوله.

ونوه ضرار بأن مسألة المفاوضات الثنائية هي متلازمة لفشل كل الاتفاقيات التي تم التوقيع عليه من نيفاشا، أبوجا، والدوحة وجوبا.

ما بين جدلية المشاركة والتمثيل في التفاوض والموافقة المشروطة من أحد طرفي الصراع، يبقى مؤشر نجاح المبادرة “العاشرة” من أجل وقف إطلاق النار في السودان رهين بإعادة النظر في مخاطبة كل الجهات الفاعلة على الأرض، مع وضع آليات واضحة وصارمة في تنفيذ أي اتفاق يتوصل إليه طرفا الصراع وألا تكون هذه الجولة كساباقتها بحيث لا تحدث اختراقًا في الأزمة السودانية المتطاولة.

 

 

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات