الأربعاء, مارس 12, 2025
الرئيسيةمقالاتالفاشر أداب العاصي/ صلاح بوش

الفاشر أداب العاصي/ صلاح بوش

الفاشر أداب العاصي

صلاح بوش

دوي صدي هذه الحرب اللعينة لاح في الافق خلال صرخة إستهجان نجم الهلال الاسبق إبن فاشر السلاطين “خليل قمرالدين”, بتسجيل صوتي حزين ظل يضرب علي وتر القلوب، حيث أباح خليل رفضه وإستنكاره للواقع الأليم الذي فرض علي إنسان الفاشر الطيب المسالم، من حصار خانق وهجوم بربري شرس, وقصف عشوائي بالدانات الحارقة التي هزت أركان المدينة العامرة وخلفت ورائها آثار الدمار والخراب والموت الزؤام.

ناح خليل ناعياً أصدقائه وكل الابرياء الذين قُتِلوا غدراً بنيران “الجنجويد”, وزاد في النوح فراق زملائه و ظرفاء المدينة الذين نزحوا ولجأؤا وتبعثروا في المهاجر بحثاً عن الأمن والأمان..
يتساءل خليل مستنكراً:لماذا تقصفون الفاشر؟ أليس فيكم رجل رشيد؟

ثم ذهب خليل قمر الدين يسرد عن معالم المدينة، عوالمها، مدارسها، خلاويها، حلقات ذكرها، شيوخها واوليائها، مستفرداً مجالاً واسعاً بذكر مشاهير المدينة وظرفائه في سرد جميل وشيق. أبحرت سفينة خليل بذكرياته الحنينة عباب البحر من شاطئ الطفولة البريئة، قاطعة محطات عديدة بها ذكريات وريفة، وشجنٍ أليم لماضي جميل ولي ولم يعد، حتي انتهت به المطاف في وحل الحرب اللعينة فتحطمت وصارت اشلاءً منثوراً.

رغم الصعاب والمحن لم ينسد أفق الرجاء أمامه، فظل يبشر سكان مدينته المنكوبة بضوء آخر النفق البهيم، متحدياً بكل بسالة كتائب الخونه اللئآم التي تحاصر مدينة الفاشر، أنهم مهما فعلوا المنكرات وعظائم الامور وقصفوها بالدانات والكاتوشا وهجموها بالمنجنيق وحرقوها بالقنبلة الذرية، ستظل الفاشر آداب العاصي صامدة صمود الجبال.

وختم إبن الفاشر الهمام خليل قمرالدين قائلاً: قد خاب من ظن يوماً بأن الفاشر جبال ورمل وشجر وبيوت خاوية علي عروشها..
الفاشر في الفؤاد الفاشر نبض ودم وخلايا تتكاثر وتزداد علي مر السنين والعصور…. الفاشر تاريخ وريادة وعلم الفاشر وتسامح …..الفاشر إنسان بمعني الكلمة، لا تستطيعون أن تبيدوه ولا تستطيعون أن تمحوه من الوجود..رغم القهر سيعود كل الذين نزحوا منها ونعمرها قشة بقشة.

الدرس المستفاد من هذه الرسالة، أن كتائب الدعم السريع “الجنجويد” وفرق مرتزقته العابرة للحدود ،مهما فعلوا لم ولن يستطيعوا أن ينزعوا الفاشر عنوةً من احضان أهلها الذين توحدت قلوبهم كالبنيان المرصوص.

إن تلاحم وتعاضد سكان الفاشر في حماية مدينتهم فاق كل التصورات الإقليمية والدولية، وفضح المنجمون والمحللين السياسين كما صرح به دكتور وليد مادبوا بأن الفاشر قد تسقط في خلال عشرة أيام مع ذلك لقد إنتهت الأيام العشرة وإذدادت شهراً ،ها هي الفاشر صامدة كالطود العظيم، وفي كل يوم يحصد فيه أرواح رحط من الجند المعتدين الذين هم في غمرة ساهون، سيبقي الفاشر رغم الداء والاعداء صامدة بإذن الاله، ويبقي رسالة خليل قمرالدين في قلوب الملايين.

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات