جبراكة نيوز: الفاشر

قالت منظمة أطباء بلا حدود إنه لم يتبق من الغذاء العلاجي للأطفال المصابين بسوء التغذية في مخيم ‎زمزم بولاية شمال دارفور، سوى ما يكفي لأسبوعين إضافيين.

واضطرت المنظمة اليوم إلى تحديد عدد الأطفال الذين يمكنهم تلقي هذا العلاج نتيجة احتجاز قوات الدعم السريع للشاحنات المحملة بالإمدادات.

وقالت المنظمة في تغريدة، الأحد، على منصة “إكس”، إنه من دون تلقي العلاج، يرتفع خطر وفاة الأطفال المصابين بسوء التغذية الشديد في غضون ثلاثة إلى ستة أسابيع.

وأشارت إلى أن معدل اشغال الأسرة قد بلغ 126 في المئة في جناح سوء التغذية في مستشفاهم الميداني في زمزم، مما يبيّن عدد الأطفال الهائل الذين تدهورت حالتهم.

وأكدت المنظمة احتجاز قوات الدعم السريع ثلاث شاحنات كانت في طريقها إلى معسكر زمزم والفاشر، احتجزتها في كبكابية منذ أكثر من شهر، منوهةً إلى أنها تحمل إمدادات طبية منقذة للحياة تشمل الأغذية العلاجية.

وحثت المنظمة جميع الأطراف المتحاربة على تمكين نقل المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى السودان وعبر خطوط المواجهة. فمن شأن عرقلة الشحنات الإنسانية عمدًا وتأخير وصولها أن يعرّض حياة الآلاف من الأطفال للخطر ويحولان دون تلقيهم للعلاج المنقذ للحياة.

وقالت شبكة أطباء السودان، إن قوات الدعم السريع صادرت شحنة دواء تتبع لمنظمة أطباء بلا حدود، وتمنع وصول الإغاثات لمدينة الفاشر غربي السودان، بجانب احتجاز أدوية ومعينات طبية كانت في طريقها إلى مدينة الفاشر.

وأضافت في منشور على صفحتهم في الفيسبوك: في تعدٍ صريح لكل القوانين الدولية والإنسانية يتمادى الدعم السريع في حصاره على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور  ويتعدى على كل الإغاثات الإنسانية؛ مما تسبب في نذر مجاعة بمعسكرات النزوح بولاية شمال دارفور.

ونددت شبكة أطباء السودان باستمرار الدعم السريع الزج بالمدنيين في صراعه مع الجيش السوداني واتخاذهم وسيلة ضغط من خلال تكثيف القصف المدفعي عليهم، ومنع دخول الغذاء والدواء لهم، مما يعرّض مواطني مدينة الفاشر إلى مجاعةٍ  بدأت تظهر نذرها مُسبقاً بمعسكرات النزوح بالمدينة.

ومن ناحيته، نفى مستشار الدعم السريع التهم الموجهة لهم من قبل شبكة أطباء السودان.

وقال في تغريدة على صفحته الرسمية بمنصة “إكس”، إن “اتهام ما يسمى بشبكة أطباء السودان لقوات الدعم السريع بمصادرة شحنة أدوية في طريقها إلى الفاشر اتهام غير صحيح وغير مبرر ومجاف للحقيقة تماما”.

وأضاف “بالعكس قوات الدعم السريع هي من تؤمن وصول المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء الى المدنيين بل توفر الدواء الدواء والغذاء من امكانياتها الذاتية وتقدمها للمواطنين فكيف يستقيم العقل أو يصدق شخص متابع لمجريات الأحداث أن تقدم قوات الدعم السريع على هذه الخطوة”.

وتابع على كل الجهات التي تعمل على تقديم أي خدمة أو مساعدة الابتعاد عن الأجندة السياسية والتحلي بالمهنية والالتزام بالحياء، ولا يعملون على تمرير أجندة مسمومة على حساب المواطن المغلوب على أمره.

وأضاف: “قوات الدعم السريع لا تزايد على خدمة المواطنين وتعمل أقصى ما في وسعها لمساعدة المدنيين بدون منٍ أو أذى”.

وتسببت عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى ولاية شمال دارفور في احداث مجاعة حقيقية في معسكر زمزم الذي يضم  نحو نصف مليون شخص، والواقع على بعد 12 كيلومترا من عاصمة الولاية الفاشر، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة.

ومنذ أشهر تحاول قوات الدعم السريع اقتحام مدينة الفاشر، إلا أن الجيش والقوات المشتركة التي تقاتل بجانبه يتصدون لهجماتها، كما تفرض حصارا على المدينة وتقصفها عشوائيا، واثر ذلك لقي عشرات من المدنيين حتفهم، وطالت هجماتها معظم المرافق الصحية مما أدى لخروجها عن الخدمة.