جبراكة نيوز: تقرير
انتشرت الأسلحة بشكل ملحوظ في مدينة الضعين عاصمة شرق دارفور، وبشكل خاص بين فئة الشباب مما ضاعف من معدلات جريمة القتل العمد، إلى جانب ظاهرة المجموعات المسلحة المتخصصة في اصطياد كبار التجار وأصحاب رؤوس الأموال بهدف خطفهم وابتزازهم ماليا.
ويتخوف مواطنون من أن تسيطر المجموعات المتفلتة على المدينة في ظل السيولة الأمنية الناتجة عن حرب 15 أبريل وغياب الجهات الشرطية والعدلية، مشيرين إلى أن الفوضى هي السمة الغالبة في الضعين الآن.
وبحسب مواطنين تحدثوا لـ”جبراكة نيوز” وقعت جرائم قتل ونهب واختطاف داخل الضعين من قبل مجموعات مسلحة وأفراد، إذ تعرض التاجر آدم يعقوب في يوليو من العام الماضي لمحاولة قتل بعد أن أطلق مسلحون عليه النار قبالة شارع الرعاية الصحية بالقرب من مجمع الإدارات، وأصيب إصابة بالغة حول بموجبها لجمهورية مصر لتلقي العلاج.
كما اختطف مسلحون في مايو 2023 شابا يعمل في موقع لشحن الهواتف من سوق “6” بشارع المطار وأخذوه إلى منطقة العد بحي المطار، وتمت مساومة ذويه بدفع مبلغ مالي من أجل إطلاق سراحه.
ويروي المواطن “أ ص” لـ”جبراكة نيوز” عملية اختطاف مجموعة مسلحة لرجل الأعمال أنس هاشم شايب، منتصف العام ٢٠٢٣م، إذ تم احتجازه ومساومة أهله لإطلاق سراحة مقابل فدية مالية طائلة، ولكن الضغط الشعبي أثر على المجموعة المسلحة فأطلقت سراحه.
ويضيف “أ ص” أن الصيدلي الطيب رماح ابراهيم يعقوب اغتيل رمياً بالرصاص في أبريل الماضي عند البواية الشرقية لمدينة الضعين.
ويقول: في أواخر يوليو٢٠٢٤م قتل مسلحون بساحة الحرية تاج الدين إبراهيم عمر، عضو الجهاز الفني لمنتخب الضعين.
وتابع أن مسلحين آخرين قتلوا في الثاني من أغسطس ٢٠٢٤م بسوق الدليبة بالمدينة، شابا في العقد الأول من عمره أثناء مشاجرة.
وتعود تفاصيل هذه الحادثة، بحسب “أ ص”، إلى أن شابا دخل في مشاجرة مع صاحب محل لصيانة الهواتف بعد مطالبته بهاتفه، وفي الأثناء تطور النقاش إلى أن سدد المتهم بواسطة سكين أكثر من ثلاث طعنات للقتيل لكنها لم تصبه بأذى، فحمل سلاحه الناري وأطلق عليه الرصاص ففارق الحياة على الفور.
وأشار إلى قوات الدعم السريع تدخلت في هذه الحادثة وتم القبض على الجاني وأغلقت السوق تماما وتوقفت عن مزاولة الأنشطة التجارية.
نهب مسلح
في يوم الثالث من أغسطس ٢٠٢٤م تعرض فريق عمل إحدى المنظمات الطوعية بولاية شرق دارفور إلى عملية نهب مسلح من قبل عصابة مسلحة تتشكل من ثلاثة أشخاص أثناء عودة الفريق من محلية ياسين الي مدينة الضعين.
وقال “ي ب” أحد أعضاء فريق المنظمة لـ”جبراكة نيوز” إنهم كانوا في مأمورية رسمية لمحلية ياسين بهدف توزيع تقاوى زراعية للمزارعين. وقال: في أثناء عودتنا تعرضنا لحادث النهب في منطقة “السنطة” التابعة لمحلية عسلاية، إذ أطلق المسلحون علينا وابلا من الرصاص، ولكن بحمدلله نجونا ولم يصب أحد بأذى.
وطالب يحيى الإدارات الأهلية في المنطقة بمحاربة ظواهر النهب المسلح. وقال إن هذا مؤشر خطير ويجب على الجميع أخذه في الاعتبار والعمل على الحد منه وإيقافه. مشيرا إلى أن النهابين بابتوا يمارسون عملياتهم الإجرامية في وضح النهار.
حملات منعية
ومنذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ١٥ أبريل ٢٠٢٣م قدمت المبادرات الشبابية الطوعية والإدارات الأهلية جهودا جبارة في سبيل بسط الأمن والاستقرار ومحاربة الظواهر السالبة في ولاية شرق دارفور.
ونفذت قوات الدعم السريع عددا من الحملات المنعية لدك أوكار الجريمة ومحاربة المتفلتين، إلا أن الأوضاع لا تزال كما هي بل ازدادت سوءا، حسب إفادة بعض المواطنين.
وقال مصدر أمني – فضل حجب اسمه – لـ”جبراكة نيوز” إن عدد المقبوض عليهم تحت المادة “130” القتل العمد تجاوز الـ130 فردا جميعهم يقبعون بسجن الضعين الكبير، الذي أغلق في الأشهر الأولى من الحرب وأعيد افتتاحه من جديد قبل شهر من الآن.
يذكر أن مدينة الضعين وكامل ولاية شرق دارفور تخضع بالكامل لسيطرة قوات الدعم السريع بعد انسحاب الفرقة التابعة للجيش السوداني في شهر نوفمبر الماضي، وتتعرض المدينة من فترة لأخرى لقصف عنيف بواسطة الطيران الحربي التابع للقوات المسلحة.
أحدث التعليقات