جبراكة نيوز: الخرطوم

بعد أكثر من 14 شهرًا من الانتظار والقلق أخيرًا تمكن الجيش السوداني من اتمام عملية اجلاء ناجحة لراهبات وقسيس من جمعية دون بوسكو الإيطالية، بجانب 20 مواطنًا من دولة جنوب السودان، كانوا عالقين في منطقة اقامتهم بالشجرة جنوبي الخرطوم.

وأعلن الجيش السوداني اليوم الثلاثاء في بيان اطلعت عليه “جبراكة نيوز”، أنه وجهاز المخابرات العامة، نفذوا عملية عسكرية نوعية، هدفت لاجلاء الراهبات والقسيس من جمعية دون بوسكو الإيطالية، ومعهم رعايا من دولة جنوب السودان.

وتعرف الرهبنة الساليزانية التي أسسها دون بوكسو في إيطاليا، بأنها تهدف إلى تربية الشباب المعوزين ومحاربة الإلحاد المتفشي وسط المجتمع، وأراد مؤسسها أن تأتي الجمعية صورة ناطقة لروح التسامح والتواضع والمحبة، ويتبعون طريقة تربوية ترتكز على العقل والإيمان والمحبة.

وقال الجيش في بيانه، إن هذه المجموعة ظلت عالقة لمدة عام وأربعة أشهر، بمنطقة الشجرة ويعد منزلهم جزءًا من مشروع خدمي تعليمي، وهو عبارة عن مجمع يضم حضانة ومدرسة ابتدائية، ويعرف المجمع بدار مريم.

وذكر البيان أن الدولة والقوات المسلحة السودانية استمرت كل هذه الفترة تقدم الإحتياجات الضرورية وغيرها للمجموعة ومتابعة الرعاية الطبية والغذاء وامدادات الطاقة الشمسية والوقود.

وأشار إلى أن الدار تعرضت للتدوين من قبل قوات الدعم السريع التي وصفها البيان بـ “الإرهابية”، عدة مرات في محاولة لتصفيتهم كما حاولوا ذلك بواسطة القناصة ولكنهم لم يفلحوا.

ولفتت إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر حاولت قبل ذلك اجلاء المجموعة ولكن لم تكلل العملية بالنجاح بسبب استهداف الدعم السريع لموكب الاجلاء، وعقب ذلك تقدمت الكنيسة بطلب رسمي للسلطات السودانية لاجلاء رعاياها من تلك المناطق حيث تكفلت القوات المسلحة بالاجلاء بسلام إلى أمدرمان ومن ثم إلى بورتسودان.

وتقع منطقة الشجرة جنوبي ولاية الخرطوم، تحت مرمى النيران، ويوجد في نطاقها سلاح المدرعات التابع للجيش ويحكم سيطرته عليه، وفي المقابل تشن قوات الدعم السريع عليه هجمات متواصلة، وتستهدفه بالقصف المستمر منذ بدأ النزاع بين الطرفين مما جعل من منطقة الشجرة مكانًا خطيرًا ويهدد سلامة المدنيين الذين فرت أعداد كبيرة منهم إلى مناطق آمنة.

واندلع في عاصمة السودان الخرطوم صراع مسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف أبريل 2023، وامتدت ساحاته تدريجيًا لمعظم ولايات السودان، وخلف آلاف من القتلى المدنيين، وتقدر الأمم المتحدة أعداد النازحين من مناطق الصراع بنحو 11 مليون شخص.