جبراكة نيوز: الفاشر

نجح “55 ” معتقلا خلال الأيام الماضية في الفرار من سجون قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، بعضهم ينتمي للقوات الأمنية وآخرون للمقاومة الشعبية، كما كان من بينهم خمس سيدات.

وقال أحد الناجين لـ”جبراكة نيوز” أن الدعم السريع اعتقلتهم على فترات متباعدة، إلا أن البعض أكمل عاما وثلاثة شهور، مشيرا إلى أن ذلك وقع بعد أحداث مدينة طويلة في العام الماضي.

ويروي العريف بالجيش “ب ج”، أحد الناجين من المعتقل، تفاصيل الهروب ويقول: أثناء انشغال قوات الدعم السريع بالمعارك الأسبوع الماضي كان حراس السجن يتابعون حالة زميل لهم يعاني مرضا ما، وفي الوقت ذاته هطلت أمطار غزيرة، فتمكنا من التسلل وكسر قفل السجن وهربنا مستغلين ظلام الليل إلى أن وصلنا إلى قيادة الفرقة في غرب المدينة، كما أن بعضنا اختار الذهاب شرقًا إلى ريفي الفاشر وفضل آخرون دخول المدينة.

ويكشف العريف “ب ج” في حديثه لـ”جبراكة نيوز” عن طبيعة السجن الذي كانوا معتقلين فيه ويقول إنهم وجدوا أسوأ معاملة من أفراد الدعم السريع داخل السجن حتى أن أحد المعتقلين فقد بصره بالكامل جراء التعذيب الأمر الذي جعله يسقط على الأرض أثناء هروبه مع بقية رفاقه.

واسترسل قائلا إنهم طوال فترة اعتقالهم كانوا يتناولون وجبة واحدة في اليوم وهي عبارة عن قطع خبز قليلة ممزوجة بالماء فقط. مضيفا إنه كلما مرض أحدهم وطلبوا من حراسات السجن السماح لهم بمداوته أو عرضه على الطبيب يقولون لهم “دعوه يموت”.

وقال معتقل آخر ينتمي للمقاومة الشعبية – فضل حجب اسمه – إن قوات الدعم السريع وبعد استلامها الميناء البري شرق الفاشر استغلوا المباني والحاويات هنالك لسجن المدنيين والعسكر معا.

وأضاف في إفادته لـ”جبراكة نيوز” إنهم طيلة فترة سجنهم ظلوا يدفنون موتى الدعم السريع بطريقة لا تليق بمسلم، هذا غير سوء المعاملة والضرب المبرح من حراس السجن، مشيرا إلى أن بعض المعتقلين تمكنوا من النجاة بعد دفع فدية مقابل إطلاق سراحهم تطلب من أهل السجين بعد تهديدهم بقتله.

وتشهد مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان، منذ منتصف مايو الماضي، اشتباكات متكررة بين الجيش السوداني والحركات المتحالفة معه ضد قوات الدعم السريع، أدت إلى مقتل المئات من المواطنين ونزوح الآلاف من المدينة.

وسبق أن حذرت الأمم المتحدة من تفاقم القتال في الفاشر آخر معاقل الجيش السوداني في دارفور، إلا أن المعارك العنيفة لا تزال مستمرة والتحشيد متواصل ‏من قبل قوات الدعم السريع التي تحاصر المدينة من ثلاثة اتجاهات وتحظر وصول البضائع والمواد الإغاثية إليها.

وتمثل الفاشر منطقة استراتيجية من كافة الجوانب ‏التاريخية والحضارية لكثير من القبائل المختلفة الأعراق في إقليم ‎دارفور غربي البلاد.