جبراكة نيوز: وكالات
قالت وكالة رويترز للأنباء في تقرير نشرته اليوم الجمعة إن قوات الدعم السريع تنشر الفوضى في المناطق الزراعية بالسودان، بعد اندلاع الحرب في البلاد العام الماضي.
واعتمد التقرير على إفادات مواطنين – مزارعين – في ولاية الجزيرة التي تضم أكبر مشروع زراعي في السودان، وفي ولايات أخرى.
وبحسب التقرير فإن عشرات المقاتلين من الدعم السريع اقتحموا قرية “شرفت الحلاوين”، على متن دراجات نارية وشاحنات صغيرة مطلقين النار في الهواء، وحدث ذلك بعد أن اشتكى كبار رجالها إلى قادة القوات شبه العسكرية. وذكروا أن المقاتلين، وبعضهم كانوا يرتدون زيا رسميا، انتقلوا من منزل لآخر وسرقوا الأموال والأغراض الثمينة مما دفع الآلاف إلى الفرار.
وأوضحت رويترز أن روايات السكان تتطابق مع أخرى من مختلف أنحاء ولاية الجزيرة بوسط السودان، وهي منطقة زراعية رئيسية ومفترق طرق استراتيجي إلى الجنوب مباشرة من العاصمة الخرطوم.
دوامة النهب والخطف
وكشف التقرير عن إجراء “رويترز” لمقابلات مع 43 شخصا من 20 منطقة من بينهم سكان وناشطون ومسلحون في قوات الدعم السريع استفاضوا في وصف دوامة النهب والخطف والقتل منذ أن سيطرت عناصر الدعم السريع على معظم أنحاء الولاية في ديسمبر الماضي.
وبين التقرير أن قوات الدعم السريع حرصت على نشر مقاطع فيديو لتظهر أنها تحمي المدنيين وتوفر لهم الطعام والخدمات. لكن السكان قالوا إن القوات شبه العسكرية تعتمد على مزيج من المقاتلين غير النظاميين يشكل المال الدافع الرئيسي لكثير منهم وإنها كثيرا ما تجد صعوبة في السيطرة عليهم.
وبحسب التقرير نفذت القوات المسلحة السودانية، ضربات جوية في ولاية الجزيرة إلا أن قوام قواتها البرية هناك قليل، وفقا لسكان ونشطاء محليين. وذكروا أن الجيش يحشد المدنيين للدفاع عن مناطقهم مما يتسبب في عمليات انتقام دموية ضدهم.
وتقول الأمم المتحدة إن العنف دفع أكثر من 850 ألف شخص إلى النزوح من منازلهم، وعطل نشاط الزراعة الحيوي لإنتاج الغذاء في السودان وأثار تساؤلات حول قدرة قوات الدعم السريع على فرض أي هدنة بعد مرور ما يقرب من 16 شهرا منذ اندلاع الحرب.
وقال آلان بوسويل من مجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة بحثية مقرها بروكسل “يقر بعض مسؤولي قوات الدعم السريع بأن المجموعة ستواجه تحديات داخلية ضخمة إذا توقفت الحرب يوما ما… ما يربطها ببعضها البعض هو الغزو وغنائم الحرب، حسبما جاء في التقرير.
وقالت رويترز إن الدعم السريع أرسلت إليها بيانا جاء فيه “قام منسوبو الجيش وكتائب الإسلاميين المتحالفة معه ومعتادي الإجرام بنهب الولاية واستمر ذلك بشكل ممنهج لإدانة قواتنا… على الرغم من أن قواتنا مهمومة بإدارة المعارك لكنها أيضا واجهت المتفلتين، بل اشتبكت معهم وفي سبيل ذلك استشهد لنا قادة وجنود في عدد من القرى في مواجهات مسلحة مع المتفلتين”.
انعدام الأمن الغذائي
وأوضح التقرير أن العميد نبيل عبد الله المتحدث باسم الجيش السوداني رفض اتهامات قوات الدعم السريع ووصفها بأنها أكاذيب، وقال “ميليشيا ومرتزقة الدعم السريع الإرهابية ارتكبت كل ما يمكن تصوره من انتهاكات بحق مواطني الجزيرة، نهبوا ممتلكات المواطنين بكل القرى التي اجتاحوها”.
وفي أنحاء السودان، تفوقت قوات الدعم السريع مرارا على الجيش بفضل التحالفات التي أبرمتها مع الميليشيات القبلية والجماعات المسلحة الأخرى. واستغلت ولاية الجزيرة في يوليو كنقطة انطلاق للتقدم إلى ولايات سنار والنيل الأبيض والقضارف، مما أدى إلى موجات جديدة من النزوح وتوسيع الصراع في قلب المناطق الزراعية بالسودان.
ووفقا للأمم المتحدة، فر خُمس سكان البلاد البالغ عددهم 50 مليون نسمة من منازلهم ويواجه حوالي نصفهم خطر انعدام الأمن الغذائي لا سيما في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع. ويصف مسؤولو المنظمة الدولية الأزمة الإنسانية في السودان بأنها الأسوأ في العالم.
ولم تفلح الجهود الدولية للتوسط بين الجانبين في تحقيق تقدم يذكر، رغم أن الولايات المتحدة تقود جهودا لعقد محادثات في جنيف.
وبحسب التقري فإن قوات الدعم السريع ذكرت إنها منفتحة على التفاوض بشأن وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية، فيما يقول الجيش إنه لا يمكنه التفاوض قبل أن تخرج قوات الدعم السريع من المناطق المدنية وتكف عن ارتكاب الانتهاكات.
أحدث التعليقات