الخميس, مارس 13, 2025
الرئيسيةاخبار السودانحرب السودان: «مناطق آمنة» تحت قصف المدافع وهجمات المسيرات

حرب السودان: «مناطق آمنة» تحت قصف المدافع وهجمات المسيرات

جبراكة نيوز: كمبالا

لا تزال سلسلة الهجمات بالتدوين المدفعي والصاروخي وبالمسيرات الانتحارية التي تستهدف المقار العسكرية للجيش السوداني في مناطق سيطرته في المناطق الآمنة متواصلة.

ونفذت قوات الدعم السريع أمس الجمعة، قصف متعمد على مستشفى الدايات أمدرمان مما تسبب في تدمير جزئي للمستشفى وإيقاف العمل به ونقل طاقمه الطبي إلى المستشفى السعودي، وفق ما أعلنت لجنة الطوارئ الصحية بولاية الخرطوم.

وأدانت شبكة أطباء السودان في بيان أطلعت عليه “جبراكة نيوز، بشدة قصف مستشفى الدايات عقب افتتاحه، وقالت إنه يعكس انتهاكا صارخًا للقوانين الدولية والإنسانية، خاصة وأن المستشفى يخدم شريحة كبيرة من النساء الحوامل في ظل تدمير نسبة كبيرة من المرافق الطبية بولاية الخرطوم وخروجها عن العمل، وطالبت المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية بالتحرك الفوري لإدانة هذا الاعتداء الوحشي ومحاسبة الدعم السريع على استهدافه المتكرر للمرافق الطبية والبنية التحتية التي تقدم خدمات حيوية للمدنيين.

والخميس، تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي مقطعًا مصورًا يظهر عمليات قصف مدفعي يقول أنه باتجاه مدينة شندي بولاية نهر النيل التي يسيطر عليها الجيش، مما أثار مخاوف المواطنيين، ولاحقًا أكدت مصادر محلية أن المنطقة آمنة ولم تشهد قصفًا أو وقوع عمليات عسكرية، إلا أن الاستمرار في إرسال الطائرات المسيرة في المناطق الآمنة يعد مهددا للمواطنين ومصدرًا للقلق والخوف من تمدد الحرب وتعرض حياة المدنيين للخطر.

ومن جهتها، قالت لجان مقاومة حجر العسل، الخميس، إن قوات الدعم السريع قصفت منطقة “مديني”، غربي حجر العسل وأدى القصف إلى إصابة طفل.

وتقع منطقة حجر العسل عند مدخل ولاية نهر النيل الجنوبي في أقصى جنوب الولاية في الضفة الشرقية لنهر النيل، وتبعد حوالي 70 كيلومتر جنوب مدينة شندي، ونحو 100 كيلومتر من ولاية الخرطوم، وبالقرب من مصفاة الجيلي التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

وأدانت مقاومة حجر العسل في بيان يوم الخميس، أطلعت عليه “جبراكة نيوز”، ما وصفته بالقصف العشوائي الذي تقوم به القوات المتحاربة واتخاذهم المدنيين دروعًا بشرية وتبادل القصف المدفعي وسط القرى والفرقان. وفي ٢٧ يونيو الماضي قالت لجان مقاومة حجر العسل، في بيان إن الجيش وضع مدافع في مناطق وسط المدنيين ودون بها مصفاة الجيلي، ووصفت المقاومة ذلك بالاستهتار بحياة المدنيين، وكذلك ناشدوا الجيش بعدم التدوين من أماكن تواجد المدنيين لتجنب الرد من قبل الدعم السريع، وقالت المقاومة إنها تحمل الجيش مسؤولية أي إصابات في حال ردت قوات الدعم السريع بالهجوم.

واستمرت الهجمات بإرسال المسيرات مجهولة المصدر في عدد من المدن التي لم تمر بها مواجهات مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، وكان إحدى هذه المسيرات وجهت نحو مهرجان تخريج دفعة جديدة من ضباط الجيش في منطقة جبيت العسكرية بولاية البحر الأحمر في نهاية يوليو الماضي، في محاولة لاغتيال قائد الجيش الذي كان متواجدًا في حفل التخرج، ويعتبر هجوم المسيرات الأول من نوعه في ولاية البحر الأحمر منذ بدأ القتال في السودان.

محاولة اغتيال

وعقب محاولة الاغتيال الفاشلة، اتهم مستشار قوات الدعم السريع الباشا طبيق في تغريدة على حسابه في منصة “إكس”، محاولة اغتيال قائد الجيش بأن كتيبة البراء بن مالك هي من تقف وراءها، وعدها رسالة واضحة من ما وصفه بتيار الحرب داخل حزب المؤتمر الوطني المحلول، تحذر من التفاوض مع الدعم السريع الذي من المتوقع أن يبدأ منتصف أغسطس الجاري، في مدينة جنيف السويسرية، فيما لم يصدر الجيش تعليقًا رسميًا يتهم في أحد بتنفيذ الهجوم.

وبدأ في عاصمة السودان الخرطوم على نحو مفاجئ صراع مسلح بين الجيش السودان وقوات الدعم السريع منتصف أبريل 2023، بعد خلافات بين الطرفين حول دمج الأخيرة داخل الجيش، وتدريجيًا انتقلت المواجهات المباشرة إلى إقليم دارفور، ثم ولايات كردفان، وولاية الجزيرة وسط السودان وولاية سنار، وأجزاء من ولاية النيل الأبيض.

وفي أوائل يونيو الماضي استهدفت مسيرات مقار الفرقة الثالثة بمدينة شندي، وتصدت لها الدفاعات الأرضية التابعة للجيش، وفي نهاية شهر يوليو المنصرم قصفت مسيرتان مبنى أمانة الحكومة ومنزل والي ولاية نهر النيل بمدينة الأمر. وفي أواخر أبريل استهدفت كذلك ثلاث مسيرات مقار الفرقة في ذات المدينة واستهدفت محيط المهبط الجوي للفرقة،
وفي 2 أبريل الماضي، اوقع هجوم بطائرة مسيرة على إفطار رمضاني أقامته كتيبة البراء التي تقاتل بجانب الجيش، 12 قتيلا وإصابة 30 آخرون بجروح في مدينة عطبرة.

ويرى المراقبون، أن أمتداد رقعة الحرب ليس مقصورًا على القتال المباشر في أماكن اشتعال الحرب، فإن استخدام الطائرات المسيرة لاستهداف مقار عسكرية هو بمثابة تمدد لنطاق الحرب.

وفي 9 أبريل استهدفت مسيرات مقر جهاز الأمن والمخابرات بمدينة القضارف، بالإضافة إلى مقر جهاز الأمن والمخابرات بمدينة كوستي بولاية النيل الأبيض، وأدى إلى الهجوم لمقتل ضابط مخابرات، وأتى ذلك بعد أيام من قصف 4 مسيرات قاعدة كنانة العسكرية وقعت في هنكر المطار والمبنى الإداري للقاعدة الجوية.

ويسيطر الجيش على ولاية النيل الأبيض باستثناء شمالي الولاية منطقة القطنية القريبة للحدود مع ولاية الخرطوم، وتسيطر قوات الدعم السريع على الضفتين الشرقية والغربية للنيل في المنطقة، ومنذ أواخر يونيو بدأت قوات الدعم السريع توسيع عملياتها العسكرية في ولاية سنار وبسطت سيطرتها على أجزاء واسعة من محلياتها وقراها عقب سيطرتها على مدينة سنجة عاصمة الولاية أواخر يونيو الماضي، ولم تفلح في دخول مدينة سنار التي تحاول منذ أسابيع اجتياحها.

وشهدت مدينة المناقل غربي ولاية الجزيرة منتصف يوليو هجومًا بمسيرات للدعم السريع وأفلحت المضادات الأرضية للجيش في التصدي لها، وولاية الجزيرة يبسط الجيش سيطرته على محليتي المناقل و24 القرشي، فيما تسيطر الدعم السريع على المحليات والقرى الأخرى للولاية.

وفي إقليم دارفور تسيطر قوات الدعم السريع على معظم الإقليم، باستثناء عاصمة ولاية شمال دارفور الفاشر التي يسيطر عليها الجيش والقوات المشتركة التي تقاتل بجانبه، وتلاحق الاتهامات من قبل جهات حقوقية ومدنية الدعم السريع بقصفه لمدينة الفاشر مما أدى لمقتل عشرات المدنيين..

وبعد نشوب الصراع المباشر والمستمر لـ15 شهرًا، خلف آلاف من القتلى والمصابين من المدنيين، وبتقديرات الأمم المتحدة أن نحو 11 مليون شخص نزحوا من منازلهم، بينهم 2 مليون لجأوا لدول مجاورة، وما يعادل نصف سكان السودان يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية، ونذر المجاعة تلوح في 14 منطقة في السودان.

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات