جبراكة نيوز: كمبالا
أكد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” التزامهم للشعب السوداني بالذهاب إلى المفاوضات القادمة في عاصمة سويسرا جنيف بإرادة حقيقية لوقف الحرب فوراً ودون تأخير أملاً في انهاء معاناة الملايين من السودانيين.
ودعا الطرف الآخر الجيش السوداني للاستجابة لنداء السلام لرفع معاناة الشعب.
وأعلن قائد قوات الدعم السريع عن تشكيل قوة خاصة لحماية المدنيين تبدأ أعمالها فوراً ثم تتوسع تدريجيًا لتوفر الأمان الكامل للناس وعودتهم وبقائهم في منازلهم، وحسم أي تفلتات من أي جهة كانت.
وأوضح أن مهام هذه القوة حماية أرواح المدنيين وممتلكاتهم وحماية الأعيان المدنية، وتسهيل وحماية العمليات الإنساني، وتأمين موظفين الإغاثة والمنظمات الدولية والعاملين في الحقل الإنساني، والتنسيق مع الإدارات المدنية في انفاذ القانون وتعزيز حماية المدنيين، بالإضافة إلى تسهيل العودة الطوعية للنازحين والمتأثرين بالحرب الى مناطقهم، والتنسيق مع الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية (SARHO) فيما يخص المساعدات الإنسانية.
وقال قائد الدعم السريع في خطاب، اطلعت عليه “جبراكة نيوز”، اليوم الاثنين، أن الحرب في السودان أشعلها فلول النظام السابق وأنهم أجبروا على خوضها مكرهين، وأضاف: “سعينا لتلافيها وتجنيب البلاد ويلاتها حتى وقع الهجوم الغادر علينا والذي لم يترك لنا خيارًا سوى القتال دفاعاً عن أنفسنا”.
مبادارت السلام
ودعا حميدتي إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية لمعرفة من أشعل الحرب ومحاسبته على جميع افرازاتها مؤكدًا أنهم على أتم الاستعداد للتعاون في هذا الصدد.
وتابع: “نود أن نعيد التأكيد كذلك بعدم وجود أي حكومة شرعية في السودان بعد انقلاب الخامس والعشرون من أكتوبر وحرب الخامس عشر من أبريل التي بسببها حدث انهيار دستوري كامل بالبلاد وأن العصابة المتواجدة في بورتسودان لا تمثل إلا نفسها ومصالحها المتمثلة في نهب ثروات شعبنا”. وأشار إلى أن قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب ظلت تقدم خيار السلام على الاستمرار في الحرب.
وتابع القول: “ولذلك وافقنا على كل المبادرات اعتبارا من المبادرة السعودية الأمريكية عقب أسابيع معدودة من اندلاع القتال ووقعنا إعلان جدة في 11 مايو 2024، وكنا على وشك التوقيع على اتفاق وقف عدائيات، الا أن وفد القوات المسلحة انسحب من منبر جدة وقام بتصعيد القتال بدلاً عن التوجه للسلام. وكذلك في جدة الثانية اقتربنا من التوقيع على اتفاق وقف العدائيات ولكن للمرة الثانية تدخلت أيادي الحركة الإسلامية لتعرقل الاتفاق لأنه لن يعيدهم للسلطة”.
ولفت إلى أنهم استجابوا لدعوات الأشقاء في منظمة الإيقاد لعقد لقاء بين قيادتي الدعم السريع والقوات المسلحة في كمبالا على هامش قمة رؤساء إيقاد في منتصف يناير الماضي، وتغيب الطرف الآخر في اللحظة الأخيرة دون مبررات مقنعة أو تفسير منطقي سوى غياب الإرادة الجادة لتحقيق السلام، طبقًا لقوله.
وأشار إلى أنهم انخرطوا عقب ذلك بمبادرة من الأشقاء في مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية في مباحثات المنامة، التي أسفرت عن توقيع وثيقة أسس ومبادئ الحل الشامل الأزمة بين قائد ثاني قوات الدعم السريع ونائب القائد العام للقوات المسلحة، وعقب ذلك انسحب وفد الجيش بمبررات وصفها بالمضحكة.
وقال إنه منذ أن جددت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية الدعوة للعودة لمنبر جدة في الأشهر الماضية، وافقوا على العودة مباشرة ودون تردد، وظل الطرف الآخر يتمنع ويماطل مستجيباً لأوامر قيادة الحركة الاسلامية التي يخضع لها، ومتجاهلاً رغبة الشعب في وقف الحرب وتحقيق السلام لانهاء هذه المعاناة الصعبة.
ولفت إلى أن الأمم المتحدة دعت لمباحثات جنيف حول ايصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، فذهبوا إليها بجدية وقدموا التزامات واضحة خاطب بها الأمين العام للأمم المتحدة، وقال إن الطرف الآخر ماطل ورفض تقديم اي التزامات او تعهدات.
وأضاف “ومع كل هذه الممارسات التي تؤكد أن الحركة الاسلامية وعناصرها المتحكمة في الجيش، التي اشعلت الحرب، لن تسمح لقيادة القوات المسلحة باختيار وقف القتال، إلا أننا لن نغلق باب السلام أبداً، وعليه أجدد مرة أخرى موافقتنا على الدعوة الاميركية لانعقاد مباحثات لوقف العدائيات في جنيف في 14 أغسطس الجاري”.
وتابع “انني اشعر بما تمرون به من معاناة، وأعمل قصارى جهدي لإنهائها وتخفيفها ما استطعت، ومن أهم القضايا التي ظلت مصدر قلقي المستمر هي قضية غياب الأمن في مختلف أنحاء البلاد وتعرض الناس لانتهاكات مختلفة. اننا في قوات الدعم السريع ظللنا نحارب بيد دفاعاً عن أنفسنا ونحارب باليد الأخرى المتفلتين الذين روعوا الناس”.
الحل الناجح
وأكد على أن البلاد تمر بحالة من الانهيار جراء هذه الحرب، متسببة في فراغ أمنى كبير وفوضى وهي حالة دائما ولمزيد من الجهد المنظم لحفظ الأمن وحماية المدنيين في مناطق سيطرتنا.
وقال: على الرغم من جميع الإجراءات والتدابير التي نتخذها، فإن العمل من أجل ايقاف الحرب وتحقيق السلام، والعودة إلى الحكم المدني، الذي يؤدي إلى تحول ديمقراطي كامل، هو الحل الناجح، الذي ينهي انتهاكات حقوق الإنسان والمآسي والحروب في السودان.
وجدد حميدتي التزامه بالحكم المدني والتحول الديمقراطي وخروج العسكريين وبشكل نهائي من السلطة وابتعادهم من السياسة والأنشطة الاقتصادية بما يؤدي إلى بناء سودان جديد، تنتهي فيه سيطرة النظام القديم على مؤسسات الدولة وتسود فيه الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة بين جميع المواطنين. مؤكدًا على أنهم سوف يبذلون امكانيتهم لتأمين حياة الناس ومعاشهم والتخفيف من معاناتهم الناتجة عن الحرب وويلاتها.
وجاء خطاب قائد قوات الدعم السريع قبل يوم من تاريخ بدء المفاوضات المقررة في جنيف والتي دعت لها الولايات المتحدة الأمريكية الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لبحث سبل وقف إطلاق النار في السودان وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين، وأعلنت حكومة السودان على لسان المتحدث باسمها وزير الثقافة والإعلام جراهام عبد القادر اليوم مقاطعتهم للمشاركة في مفاوضات جنيف.
وفي منتصف أبريل 2023، خاض الجيش وقوات الدعم السريع حربًا ضارية، كانت شرارتها الأولى في عاصمة السودان الخرطوم، وسرعان ما انتقلت لإقليم دارفور ثم ولايات كردفان والجزيرة والطرف الشمالي لولاية النيل الأبيض، وتمددت مؤخرًا لولايتي سنار والنيل الأزرق، وأسفرت عن آلاف القتلى المدنيين، ونتج عنها حوالي 11 مليون نازح بينهم مليوني شخص لجأوا لدول الجوار، وأوقعت الحرب المستمرة لـ 15 شهرًا أزمات إنسانية، وما يزيد عن 25 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية، بحسب الأمم المتحدة.
أحدث التعليقات