الجمعة, مارس 14, 2025
الرئيسيةتقاريرتقرير: إقترب الموعد.. هل يذهب قادة الجيش إلى مباحثات جنيف؟

تقرير: إقترب الموعد.. هل يذهب قادة الجيش إلى مباحثات جنيف؟

جبراكة نيوز: تقرير – عيسى دفع الله

تباينت مواقف قيادات الحكومة السودانية والجيش حول الذهاب إلى جولة المفاوضات التي دعت لها الولايات المتحدة الأمريكية في مدينة جنيف بسويسرا في 14 اغسطس الجاري ما بين شروط تنفيذ إعلان جدة الموقع في العاشر من مايو العام الماضي، الذي لم ير طريقه إلى النور وسط اتهامات متبادلة من طرفي الصراع، ورفض الجيش مشاركة دولة الإمارات كمراقب في المباحثات الجديدة بعد اتهامه له بالتورط في دعم قوات الدعم السريع.

بالمقابل حسمت قيادة الدعم السريع امرها بالذهاب إلى جنيف لخوض جولة المفاوضات أملا في وضع حد لحرب السودان التي شردت الملايين إلى جانب مجاعة طاحنة ضربت اجزاء واسعة من البلاد.

وتوقع مراقبون استنطقتهم “جبراكة نيوز” مشاركة طرفي الحرب في مباحثات جنيف رغم الرفض المعلن الذي اعتبره المراقبون جزء من الضغط التفاوضي لتحقق أهداف قبل بدأ الجولة المتوقعة.

وحول توقعات التأجيل قال المحلل السياسي والاكاديمي طارق عبدالمجيد، لـ”جبراكة نيوز” إنها غير ممكنة لجهة إصرار الولايات المتحدة صاحبة المبادرة لإيقاف الحرب قبيل الانتخابات الامريكية لتكون جزء من اشراقات الديمقراطيين لمخاطبة الناخب الامريكي، وأكد عبدالمجيد، مشاركة طرفي الحرب في المباحثات متوقعا إن تسفر عن نتائج ايجابية.

أسباب واهية

بينما قالت عضو المجلس المركزي للحرية والتغيير، سلمى نور، في تغريدة على منصة “إكس”، إن الأسباب التي أوردتها حكومة بورتسودان وتوصيتها للقائد العام للجيش بعدم الذهاب إلى مفاوضات جنيف أسباب واهية وغير حقيقية، وتعكس عدم اكتراث حكومة بورتسودان بالوضع الكارثي في السودان وما يعانيه المواطنون اليوم.

ودعت الولايات المتحدة الشهر الماضي الجيش السوداني والدعم السريع إلى مفاوضات جنيف بشأن السودان، تنطلق منتصف الشهر الجاري من أجل إنهاء الحرب المستمرة منذ أبريل 2023، بحضور مراقبين وهم مصر والإمارات والولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.

لا مشاركة

وكان رئيس وفد الحكومة السودانية للتشاور مع الجانب الأمريكي في جدة، محمد بشير أبو نمو، أوصى الحكومة بعدم المشاركة في مباحثات جنيف وترك التقديرات النهائية للقيادة، قبل أن تصدر الحكومة مساء أمس بيانًا رسميًا تعلن فيه عدم مشاركتها.

كما أفاد أبو نمو، بأنه لم يتم التوصل إلى اتفاق مع الجانب الأمريكي خلال جولة المشاورات المتعلقة بمحادثات جنيف.

وذكر أبو نمو، ان الخطوة التي أقبل عليها الأمريكان باقتراح جنيف هي في حقيقتها تجاوز لمنبر جدة وإنشاء منبر جديد، وهو أمر لا نجد له مبرراً حتى الآن.

نزع الشرعية

رئيس حركة العدل والمساواة، سليمان صندل حقار، أفاد بأنه إذا رفضت قيادة الجيش الذهاب إلى جنيف وإستمرت في الحرب، مما يؤدي إلى قتل الشعب بالرصاص والجوع وتدمير السودان كدولة، فإنه في هذه الحالة لا يمكننا أن نضع مستقبل البلاد وشعبها وتاريخها ووحدتها الوطنية بين يدي الذين يهتمون بمناصبهم أكثر من اهتمامهم بمستقبل السودان، وحماية حياة المواطنين والأطفال والمدنيين الذين يموتون يوميًا بسبب الحرب.

وأضاف “لا يمكننا أن نُسلم مستقبل البلاد لأشخاص لا يدركون قيمة الكرامة الإنسانية أو مفهوم السيادة الوطنية، بينما يرى الشعب السوداني بين جريح ونازح ولاجئ و قتيل”.

وأشار إلى أن الشعب السوداني، مع قواه السياسية، والشباب والنساء، وثوار ثورة ديسمبر المجيدة، يتحملون مسئولية وطنية وأخلاقية للتحرك من أجل إنقاذ البلاد من هذه الكارثة المحتملة. لذا، الخيار أمامنا واضح، إما الذهاب إلى جنيف ووقف الحرب وإنقاذ البلاد والشعب، وفي حالة عدم حدوث ذلك، على الشعب السوداني والقوى السياسية والمجتمعية المذكورة البدء الفوري في إجراءات نزع الشرعية من مجموعة بورتسودان المجرمة، وإعلان حكومة وحدة وطنية عريضة بقيادة مدنية لإنقاذ البلاد، وتكون المهمة الأساسية لحكومة الوحدة الوطنية العريضة ثلاثة أهداف: “وقف الحرب، فتح المسارات الانسانية وتوصيل الاغاثة وتصميم عملية سياسية لإنهاء  الحرب في السودان إلى الأبد”.

إستجابة الدعم السريع

بدوره قال قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو، إنهم وافقوا على كل المبادرات اعتبارا من المبادرة السعودية الامريكية عقب أسابيع معدودة من اندلاع القتـال واضاف دقلو، في خطاب نشرته قوات الدعم السريع على صفحتها بمنصة “إكس” وقعنا إعلان جدة في 11 مايو 2024م، وكنا على وشك التوقيع على اتفاق وقف عدائـيات، إلا أن وفد القوات المسلحة انسحب من منبر جدة.

واوضح دقلو، في جدة الثانية اقتربنا من التوقيع على اتفاق وقف العدائـيات ولكن للمرة الثانية تدخلت أيادي الحركة الإسـلامية لتعرقل الاتفاق لأنه لن يعيدهم للسلطة.

وأشار دقلو إلى استجابتهم لدعوات الاشقاء في منظمة الايقاد لعقد لقاء بين قيادتي الدعم السريـع والقوات المسلحة في كمبالا على هامش قمة رؤساء إيقاد في منتصف يناير الماضي، ليتغيب الطرف الآخر في اللحظة الأخيرة دون مبررات مقنعة.

وقال دقلو، انخرطنا عقب ذلك بمبادرة من الاشقاء في مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية ودولة الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية في مباحثات المنامة، التي أسفرت عن توقيع وثيقة أسس ومبادئ الحل الشامل الأزمة بين قائد ثاني قوات الدعم السريـع ونائب القائد العام للقوات المسلحة، لنُتفاجأ عقب ذلك بانسحاب وفد الجيش بمبررات مضحكة.

نافذة أمل

القيادي بتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” خالد عمر، قال إن أمام القوات المسلحة خيارات واضحة لا تحتمل التأخير  اما أن تجلس للتفاوض سعياً لتحقيق السلام أو أن تختار استمرار القتال حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا، وقال عمر، إن الشعب السوداني عانى وبلات وأهوال جراء هذه الحرب، والتعويل على الحل العسكري سيضاعف من هذه المعاناة وسيطول أمد تشرد الناس وعذاباتهم، فهل تنصت قيادة القوات المسلحة لأصوات معاناة الشعب السوداني وتصم الآذان عن صخب ضجيج أصوات دعاة الحرب؟

ولفت عمر، إلى إنه عقب الاعلان عن مفاوضات جنيف وافق الدعم السريع على المشاركة في المباحثات، وهو موقف جيد ومطلوب، واستبشرت قطاعات واسعة من الشعب السوداني خيراً بفتح نافذة أمل تنهي معاناتهم التي تطاولت، وضجت الوسائط باستطلاعات رأي عديدة عبرت عن موقف شعبي كاسح مطالب بالعودة للتفاوض، في حين اعترضت جماعات قليلة من عناصر النظام البائد ومن المستفيدين من استمرار الحرب على مشاركة القوات المسلحة في مباحثات جنيف.

حالة تردد

من جانبه قال القيادي في تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية شهاب إبراهيم الطيب، إنه حتى الآن كل المؤشرات تؤكد ذهاب الجيش السوداني والدعم السريع إلى جنيف في سويسرا لبدء مفاوضات وقف الحرب، رغم أن الجيش لم يصرح بموافقته، لكنه سيخرج من حالة التردد هذه ويجب أن يذهب ولا يحطم آمال السودانيين في حل تفاوضي ينهي معاناتهم.

وأضاف شهاب، أن اجتماع جنيف بشأن السودان فرصة لمنع اتساع نطاق الحرب، ويأتي في وقت لا تزال فيه الفرصة متاحة لتجنيب أن تتجه الحرب إلى حرب أهلية أو صراع تصفية الحسابات الدولية في السودان. ويجب أن تضع آليات تنفيذ ما تم الاتفاق عليه مسبقًا.

وأوضح شهاب، أن مفاوضات سويسرا بشأن السودان بين القوات المسلحة والدعم السريع ستشهد مشاركة وحضور إقليمي لدول مهمة في المنطقة مثل مصر والإمارات والأردن والاتحاد الأفريقي وجنوب السودان وهي دول ومؤسسات إقليمية تتأثر بما يدور في السودان لذلك لها القدرة على التأثير في أطراف الحرب في السودان.

وأكد شهاب، أن اجتماع جنيف بشأن السودان رغم أنه مخصص لمفاوضات إنهاء الحرب لكن القوى المدنية لم تشارك فيه وهي تعمل في مسار آخر كما هو الحال الآن بالتوازي مع جنيف هي تناقش مسار العملية السياسية في أديس أبابا مع الاتحاد الافريقي.

 

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات