جبراكة نيوز: تقرير – الهادي حسن
من المنتظر أن تنطلق اليوم 14 أغسطس مفاوضات جنيف التي دعت لها الولايات المتحدة الأمريكية وسط تباين في مواقف الأطراف المتحاربة، إذ أعلنت قوات الدعم السريع مبكراً ترحيبها ومشاركتها في المفاوضات، بينما التزمت القوات المسلحة السودانية الصمت، لتعلن لاحقاً عبر خطاب لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أمس الثلاثاء، اشتراط المشاركة في أي تفاوض بتنفيذ بنود اتفاق جدة وخروج الدعم السريع من بيوت المواطنيين والأعيان المدينة.
الذهاب إلى جنيف
وصل وفد قوات الدعم السريع إلى جنيف الثلاثاء، بالمقابل هنالك شكوك كبيرة تحيط بمشاركة الجيش السوداني، إذ قال رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش عبدالفتاح البرهان خلال لقاء الرئيس الرواندي الاثنين “لن نشارك في أي مبادرة تفتقد للعناصر الأساسية التي نص عليها إعلان جدة. وكانت الحكومة السودانية عقدت مباحثات مع الجانب الأمريكي في جدة ولم يتم التوصل إلى اتفاق، وبحسب البيان الحكومي الذي نشرته “جبراكة نيوز” فإن الجانب الأمريكي لم يقدم أي التزامات واضحة بشأن تنفيذ إعلان جدة فضلاً عن إصرارها على مشاركة الايغاد ودولة الإمارات العربية المتحدة التي تتهمها الحكومة السودانية بدعم قوات الدعم السريع بصفة مراقبين.
اغتنام الفرصة
قال المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو، انه يأمل أن يغتنم الجيش السوداني الفرصة للعمل معهم لتحقيق نتائج حقيقية على الفور تحقق الاستقرار والسلام في السودان، من خلال الانخراط في مباحثات سلام سويسرا اليوم.
وأضاف بيرييلو الذي وصل إلى سويسرا ودخل في اجتماعات مع ممثلي دول الاتحاد الأوربي حول مباحثات السلام المرتقبة: لقد ألهمنا الزخم المتزايد من الشركاء الدوليين والمجتمع المدني السوداني قبل محادثات السلام. وقال عبر منصة “إكس” “أنا شاكر لخبراء الشؤون الانسانية والمدافعين عن حقوق الإنسان والمرأة في السودان”.
خطأ جسيم
قال الأكاديمي والقيادي بتجمع المهنيين السودانيين الدكتور نور الدين بريمة لـ”جبراكة نيوز” إن بعدم ذهابه إلى مفاوصات جنيف يكون قائد الجيش قد ارتكب خطأ جسيما جدا وعليه أن يتحمل النتائج الكارثية الي تترتب على ذلك وما ينتج من قرارات من المجتمع الدولي.
وتابع: بذلك يدخل في صراع مع المجتمع الدولي والإقليمي، مشيرا إن البرهان وقيادات الجيش ليسوا أصحاب قرار بل الاسلاميين هم من يوجهونهم اذهبوا أو لاتذهبوا وهذا امر معروف حسب قوله.
وأردف بأن الاسلاميين يعلمون إن إيقاف الحرب تعني نهايتهم ومحاسبتهم علي جرائمهم وإبعادهم من المشهد السياسي بالسودان. لكنه عاد وقال نعمل على أن تنجح هذه المفاوضات لتوقف معاناة الشعب السوداني.
وأضاف: هنالك خيارات أخرى قد يستخدمها المجتمع الدولي من ضمنها إطلاق يد الدعم السريع ودعمه.
ترك الباب موارباً
من جانبه قال القيادي بالكتلة الديمقراطية، مبارك أردول، عبر حسابه على “فيسبوك” إن بيان الحكومة ترك الباب موارباً ومفتوحاً لاحتمالات المشاركة والرد الإيجابي لدعوة الخارجية الأمريكية وأضاف اتمنى ان يكون ايجاباً. واوضح أردول إن موقف الحكومة بتنفيذ إعلان جدة هو موقف صحيح ويجب أن يكون قضية أساسية للوسطاء (الأمريكي – السعودي – السويسري).
ولفت أردول إلى أن السلام لن يتحقق وبيوت المواطنين محتلة وهم مشردين ونازحيين ولاجئين، مشيرا إلى أن القوات المسلحة تعلم أين تطرح هذه القضية وتختار الزمان والمكان المناسبين لطاولة التفاوض حتى تستطيع تحقيق المكاسب لصالحها ولمواطنيها.
وأشار أردول إلى أن موضوع الإمارات ومشاركتها كمراقب تشكل عقبة أمام بدء المفاوضات وربما قد تعصف وتعرقل رد القوات المسلحة الإيجابي.
تناقض وحجج واهية
بدوره قال القيادي بتنسقية القوى الديمقراطية “تقدم” خالد عمر يوسف في منشور على حسابه في “فيسبوك” إن إعلان القوات المسلحة السودانية مقاطعتها المشاركة في مفاوضات جنيف مخيب لآمال الملايين الذين استبشروا خيراً بهذه الفرصة التى لاحت لإنهاء هذا الجنون الذي يحرق بلادنا بالكامل.
وأوضح خالد إن القوات المسلحة استندت في خطابها الإعلامي الرافض للمفاوضات على حجج واهية تناقض بعضها البعض.
وأردف بالقول: تارة يطالبون بتنفيذ إعلان جدة وهم من انسحبوا من ذات المنبر وتارة أخرى تتطالب بالتعامل معها كحكومة شرعية فهو قول يناقض التمسك بإعلان جدة على حد وصفه الذي وقعته كقوات مسلحة ولا مكان فيه لأي حكومة كانت.
وتابع خالد: إن تناقض القوات المسلحة الواضح هو المطالبة بإبعاد دولة الإمارات من صفة مراقب فقد قبلت القوات المسلحة بأن تكون الإمارات وسيطاً في مفاوضات المنامة. وتساءل خالد فكيف ترفض مشاركتها كمراقب في منبر وتقبل أن تكون وسيطاً في منبر آخر.
وقال خالد هنالك ثلاثة أسباب حقيقية للموقف السلبي للقوات المسلحة من مبادرات السلام هي المركز الأمني والعسكري للحركة الإسلامية الذي اخترق الأجهزة الأمنية، بالإضافة الى الحركات المسلحة التي تقاتل إلى جانب القوات المسلحة وقد وجدت هذه الحرب فرصة سانحة لبناء القوة العسكرية والمالية على حد قوله.
وأردف أن البرهان نفسه معيق للتفاوض والسلام فالرجل على تعبيره ظل مدفوعاً بهدف واحد منذ اندلاع الثورة وهو أن يحوز على السلطة باستخدام ذات معادلة البشير.
موقف متقدم للدعم السريع
الصحفي والمحلل السياسي أحمد خليل إدريس قال لـ”جبراكة نيوز” إن موقف الدعم السريع واضح إنه مع السلام والمفاوضات من أجل إيقاف الحرب.
وأضاف هذا موقف متقدم للدعم السريع على الجيش، الذي لم يحسم أمر الذهاب. ولفت أحمد بأن موقف الجيش يظهر للمجتمع الدولي بأنه غير راغب في التفاوض من أجل إيقاف معاناة الشعب السوداني.
ودعا القوات المسلحة بالانصياع الى صوت الملايين من الشعب السوداني للذهاب إلى مفاوضات جنيف.
إطالة أمد الصراع
من جانبه قال الكاتب الصحفي إبراهيم مليك لـ”جبراكة نيوز” إن مفاوضات جنيف ما هي إلا مراوغة من الولايات المتحدة الأمريكية لإطالة أمد الصراع.
وأوضح إن منبر جدة الذي أسس في بداية الصراع حمل كل العوامل الناجحة لإيقاف الحرب وعدم تمددها ولكن عدم وجود الارادة الحقيقية من الوسطاء هو الذي عطل تنفيذه.
وتابع ليس هنالك ما يبرر منبر تفاوضي بديل لجدة، مشيرا في حال قيام التفاوض من دون الحكومة يكون غير ملزم لها ولا يعنيها في شيء.. حسب تعبيره.
أحدث التعليقات