جُبراكة نيوز: تقرير – مآب الميرغني
يتواصل تدفق النازحين من سنار والدندر إلى ولاية كسلا، مع توقعات في زيادة أعداده في الأيام القادمة بسبب الهجمات التي تتفذها قوات الدعم السريع في كل من جلقني و مايرنو.
ويعاني النازحون في كسلا من تحديات قاسية، تتمثل في تردي الوضع الصحي وغياب جهود الاغاثة والمساعدات التي تقدمها المنظمات الإنسانية المحلية والدولية، إضافة إلى كارثة الفيضانات والسيول التي تعرضت لها بعض مناطق السودان، ومن ضمنها ولاية كسلا، مما فاقم من المعاناة لاسيما في دور الإيواء والمخيمات.
أوضاع سيئة
كيف تبدو أوضاع النازحين بدور الإيواء بولاية كسلا؟ تساؤل يجيب عليه عضو غرفة طوارئ كسلا عبداله خليفة، ويقول لـ “جُبراكة نيوز”، إن أوضاع النازحين أصبحت أكثر سوءا بعد أحداث سنار، مشيرا إلى أن الولاية بها حوالي 300 مدرسة، بعد أحداث سنار فتحت جميع أبوابها لاستقبال جديد.
ولفت، إلى أن ولاية كسلا بها اشكاليات أساسية من قبل الحرب وبعدها أصبحت الأوضاع سيئة أكثر، تتعلق بالرعاية الصحية الأولية ومياه الشرب النظيفة ومشاكل البيئة والتلوث، إلى جانب الضغط الاقتصادي نتيجة للحرب وارتفاع الدولار جميعها أصبحت لا تفرق بين نازح ومواطن.
واسترسل خليفة: “الوضع بصورة عامة يعاني من إشكالات كبيرة، في توفير الطعام والإيواء خاصة بعد الامطار وافتراق النازحين.
نازحون في العراء
ومضى بالقول: تعرضت كسلا قبل أسبوعين إلى امطار كثيفة حوالي 112 ملي متر، تسببت في غرق كامل داخل المدرسة الصناعية التي كانت تحتوي 5 آلاف نازح، بعدها خرجوا إلى الشوارع الرئيسية ومنهم إلى داخل المنطقة الصناعية وشارع الجمارك وأمام قسم الشرطة، وآخرون داخل المستشفى المرجعي وهو مبني غير مكتمل والمستشفي السعودي، لاحقًا تم تحويلهم إلى غرب مطار كسلا وانشئت لهم في “مخيمات مؤقتة” محاولة لتوفيق الأوضاع.
وأردف: الامطار صاحابها انتشار وباء “الكوليرا” داخل كسلا، إذ سجلت حالات مؤكدة باقرار من الحكومة، وهناك مخاوف من امتدادها على ارجاء الولاية.
وتابع: مع قدوم كل موسم امطار هناك وضع طوارئ من قبل وزارة الصحة، نظرًا لتفاقم الإصابات بالحمى النزفية والملاريا بدرجاتها المختلفة.
وأقرت وزارة الصحة الاتحادية بتفشي وباء الكوليرا بمنطقة ود الحليو في ولاية كسلا لأول مرة منذ ظهور الحالات قبل ثلاث أسابيع.
وكشفت وزارة الصحة في تصريح صحفي سابق، عن ارتفاع عدد حالات الإصـابة بالكوليرا إلى 268 حالة إصابة، و17 وفاة بثلاث ولايات (كسلا، الجزيرة، الخرطوم) بعدد 7 محليات.
وأشارت الوزارة إن منطقة ود الحليو سجلت أكثر من 150 حالة و7 وفيات. كما تنتشر حالات الإصابة بالكوليرا في محليتي كسلا وريفي كسلا.
جهد طوعي
وقالت نازحة لـ “جُبراكة نيوز” إن أكثر ما يؤرقهم هو توفير السكن ورعاية أطفالهم في ظروف النزوح والأمطار.
وأكدت أن النازحين في حاجة ماسة لتحسين الوضع المعيشي أكثر خاصة للنساء والحامل وكبار السن، بجانب المراحيض تحتاج لوقفة خاصة بعد انتشار “الكوليرا”.
وحول المساعدات المقدمة، كشفت النازحة عن عدم تلقي النازحين مساعدات من أى جهة رسمية، وأشارت أن دور الإيواء تقوم على جهد تطوعي شعبي من خلال التبرعات.
ضغوط أمنية
من جهته، وصف عضو لجان مقاومة كسلا متوكل أزهري حسن، أوضاع النازحين بـ”المتردية” لا سيما بعد فصل الخريف أصبحت مراكز إيواء غير صالحة للسكن.
ومضى في حديثة لـ”جُبراكة نيوز” تعاني كسلا في فصل الخريف من انتشار الاوبئة والجانب الفني، ما جعل نازحي الموجة الثالثة لكسلا القادمين من الدندر وسنجة في أوضاع سيئة جدًا في وقت انتشرت فيه الكوليرا ومرض احمرار العيون.
وأثنى أزهري على دور الجهود الطوعية من خلال غرفة الطوارئ من الموجة الأولى إلى الثالثة، التي تضم مطبخا مركزيا يغطي 7 دور إيواء، وتحتوي على عيادات متجولة، فضلًا عن الجهود الشعبية التي تغطي حاجة الملابس وتوفير الرعاية الصحية.
وأشار عضو لجان المقاومة، إلى وجود مبادرات شبابية أيضًا تعمل على تغطية حاجات النازحين، التي تهتم بالنساء الحوامل والأطفال.
وحول الاوضاع المعيشية، قال: على الصعيدين سواء أكنت نازحا أو مقيما، هناك معاناة كبيرة في توفير الوجبة بشكل يومي، خاصة مع زيادة الأسعار وارتفاعها بصورة هائلة في غياب الدخل والمرتبات.
وأوضح: ليس هناك عدد حقيقي للنازحين بكسلا، وغرف الطوارئ في بداية الحرب كانت لها احصائيات فالأجهزة الأمنية منعت دخول المراكز لأخذ المعلومات أو التصوير، فالجهة الوحيدة المخول لها بذلك هي الهلال الاحمر.
وعن دور المنظمات الدولية، كشف أزهري أنها كانت تقف في خدمة النازحين ولها استجابة سريعة مثل (UN) وفرت مخيمات للنازحين وأيضًا الصليب الاحمر وفر وجبات، لكن هي أيضًا تعاني من تدخل الحكومة التي تلزمها بشروط معينة وتعيق تحركاتها.
يذكر أن لجان مقاومة كسلا، أعلنت في بيان لها، عن إطلاق حملة وطنية شاملة لوقف الحرب لحث طرفي النزاع على التوجه إلى مفاوضات جنيف، مؤكدة أن الحرب لن تتوقف إلا بضغط شعبي واسع وقوي.
وتعد كسلا، ثاني أكبر ولاية في السودان بعد القضارف التي استقبلت آلالاف من النازحين، حيث ضمت “الخرطوم، الجزيرة، الفاشر، سنار، سنجة، الدندر، السوكي، الدمازين”، ووفقًا للأمم المتحدة، نزح حوالي 11 مليون شخص بسبب الحرب بينهم 2 مليون لجأوا إلى دول الجوار.
أحدث التعليقات