الأربعاء, مارس 12, 2025
الرئيسيةتقاريرتقرير: "معسكر كلمة".. مأساة عشرون عاماً من النزوح

تقرير: “معسكر كلمة”.. مأساة عشرون عاماً من النزوح

جبراكة نيوز: تقرير – نيالا – كلمة

يعاني نازحو مخيم كلمة 18 كيلو شرق مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور غربي السودان من ضائقة معيشية وصحية بسبب شح الغذاء وإنتشار الأمراض.

وتقول رقية محمد موسي نازحة من مخيم كلمة لـ”جبراكة نيوز” إن الأوضاع المعيشية صعبة وبات الحصول على “لقمة العيش” مستحيلا. وتضيف: لا يوجد عمل لكسب المال ومع فصل الخريف زادت المعاناة.

وتضيف رقية قائلةً، إن لديها إبن عمره 9 شهور مصاب بسوء التغذية الحاد منذ ولادته في الشهر الأول، وتقول: كنت أسقيه زيت الطعام مخلوطا بالماء ولم أرضعه لانعدام ” اللبن” حيث لايوجد غذاء للأطفال بمركز صحي “الآيت” الذي مكثنا فيه “5” أيام  قبل خروجنا في اليوم السادس.

إستغلال  النازحات

أما النازحة أسماء يعقوب عبدالله قالت لـ”جبراكة نيوز” إن الوضع المعيشي دفعهم للعمل بأجور قليلة جداً في “الجنائن” والمزارع، وتضيف: نعمل على نظافة الأحواض، ونعاني من إستغلال أصحاب الجنائن والمزارع لظروفنا، إذ يعطوننا نصف قيمة الأجر، بحيث إذا كان الأجر بـ 1000جنيه يعطوك 500 جنيه فقط.. وإذا لم تقبل به  فلا يوجد بديل لعمل آخر.

ولفتت أسماء إلى صعوبة الظروف المعيشية بعد ما توقف عمل المنظمات في المخيم، وتابعت قائلة إن لديها طفل يبلغ من العمر سنتين كان أصيب بسوء التغذية والحصبة  قبل 5 شهور بسبب عدم توفر الطعام وتوقف  حملات التطعيم للأطفال.

لقاحات التطعيم

وتحدث محمد يحي آدم مسؤول محلي بستنر 6 لـ”جبراكة نيوز “عن إنعدام لقاحات التطعيم للأطفال والنساء الحوامل منذ إندلاع الحرب. وأضاف إن الاطفال والنساء الحوامل وكبار السن يموتون بأمراض الطفولة وشح الغذاء لغياب الرعاية الصحية الأولية والوقائية، لافتاً إلى وجود معاناة كبير للنازحيين بالمخيم والوافدين الجدد بعد إندلاع الحرب لتوقف عمل المنظمات الإنسانية منذ ما يقارب العامين.

وأوضح محمد يحيى إن المركز الصحي بسنتر6 يوجد به ما لا يقل عن 50 طفلاً مصاباً بسوء التغذية، وقال إن المركز يستقبل أسبوعياً ما يقارب 300 طفل، جلهم مصابين بسوء التغذية والشلل والحصبة. كاشفاً عن ظهور تشوهات للأطفال حديثي الولادة بسبب غياب الرعاية الصحية الأولية للأمهات أثناء الحمل.

نازحون جدد

وكان مخيم كلمة للنازحيين الذي يأوي 300 ألف نسمة قد أستقبل ما يقارب الـ47 الف نازح من  مدن نيالا وزالنجي والجنينة والفاشر بعد إندلاع حرب 15أبريل 2023، وتوقف عمل المنظمات بالمخيم قبل الحرب بشهرين.

وناشد رئيس مخيم كلمة للنازحين، إسحق محمد عبدالله، المنظمات ووكالات الأمم المتحدة بالتدخل العاجل من أجل إنقاذ النازحين، وأوضح إن المخيم إستقبل عدداً كبيراً من النازحين الجدد بفعل الحرب الجاري.

وتابع: كل المدارس الـ27 بالمخيم مليئة بالنازحين الجدد واوضاعهم أكثر صعوبةً مقارنة بالنازحين الموجودين منذ 20 عاماً.

ودعا إسحق الاطراف المتحاربة بفتح مسارات وطرق آمنة لتوصيل المساعدات الإنسانية للمخيمات وكل مدن دارفور، مشيرا إلى إن كل منزل بالمخيم لا يخلو من سوء التغذية أو الامراض الوبائية بفعل شح الغذاء وارتفاع أسعار المواد الغذائية، فضلا عن عدم توفر العمل والانفلات الأمني خارج المخيم الأمر الذى فاقم من معاناة النازحين.

من جانبه اكد مدير مكتب النازحين بمعسكر كلمة جمال الطاهر أن النازحين لازالوا يعانون من من عدم توفر الغذاء والايواء ويفتقدون لكثير من الخدمات.

جوع وسوء تغذية

وقال جمال أن زيادة عدد النازحين الفارين من جحيم الحرب من “نيالا  ومناطق بابا واموري شمال شرق بليل” ضاعف حجم المعاناة.

ويقول إن الوضع  مأساوي بمعنى الكلمة مستدلا بقصة امرأة التي جاءتهم معرضةً بعضاً من أطفالها السبع مقابل المال لرعاية البقية حتي لا تفقدهم جمعياً.

فيما قالت سكرتير المرأة بالمعسكر أحلام حامد حسن إن الوضع الصحي صعب “ما في أكل ما في قروش، النازحون يعانون من الجوع  والحوامل يعانين من سوء التغذية وهناك أسر تأكل الكنفوت ” مخلفات محصول الدخن بعد نظافته” والامباز “مخلفات الفول بذور الفول السودانى او السمسم بعد استخراج الزيت منها” ومع تلك المعاناة إنتشر مرض رمد العيون”.

وتابعت: الاطفال يموتون يوميا بسبب سوء التغذية. أما نازحو نيالا هم يعانون أكثر من سكان المعسكر.

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات