الجمعة, مارس 14, 2025
الرئيسيةتقاريرحواء.. نازحة بكوستي تكابد شظف العيش وقلة الزاد والعلاج

حواء.. نازحة بكوستي تكابد شظف العيش وقلة الزاد والعلاج

جبراكة نيوز: كوستي

تكافح حواء حسب الله بشكل يومي من أجل الحصول على الطعام لها ولأسرتها التي تعولها منذ وفاة زوجها قبل سنوات تاركًا لها مسؤولية كبيرة، ومع ظروف النزوح وفي ظل قلة المنظمات الإنسانية والجهات الحكومية المعنية بتقديم المساعدات للنازحين، زادت معاناتهم في توفير احتياجاتهم الأساسية من الطعام والشراب والاحتياجات الأخرى

استقرت حواء بصحبة أبنائها في دار لإيواء النازحين في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض منذ أشهر، بعدما فرضت عليهم الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع ترك منزلهم بمنطقة جبل أولياء بولاية الخرطوم، ومنذ أن تركت عملها ومنزلها وفرت من مآسي الحرب، وهي تواجه صعوبات كبيرة في تلبية احتياجات الأسرة بمكان إقامتها بكوستي.

صعوبة العلاج

تقول حواء في إفادتها لـ”جراكة نيوز” إنها تعاني كذلك من التكاليف المتعلقة بالعلاج، خاصة وأن اثنتين من بناتها مصابتين بالربو، الأمر الذي يجعلها دائمًا ما تواجه صعوبات في الحصول على الرعاية الصحية المطلوبة باستمرار لهن بسبب نقص الموارد المالية وفقدان مصادر الدخل وغياب الجهات المعنية بتقديم الرعاية الطبية للنازحين، فضلًا عن الانعدام التام للجهات التي تقدم مستلزمات النساء الخاصة.

ولفتت في حديثها إلى أنها تبحث بشكل دؤوب عن أي عمل يتاح لها ليساعدها على تأمين احتياجاتهم الضرورية، ولتتفادى طلب المساعدة من أي جهة، ورغم بحثها المتواصل عن مصدرًا للدخل إلا أنها لم تتمكن من العثور عليه حتى الآن.

مطابخ الطعام

وقالت إنها أثناء بحثها المستمر عن العمل وجدت أحد المطابخ التي تقدم وجبات للنازحين في عدد من مراكز الايواء بالمدينة، ووافقت إدارته على منحها وجبة الغداء يومًا، على أن تأتي بنفسها أو أحد من أفراد أسرتها لاستلامها من موقع الطبخ، وهذا قد يسهم ولو بشكل قليل في تخفيف معاناتهم مع الجوع، مؤكدة على أنه تمر عليهم بعض الأيام دون تناول وجبة واحدة خلال اليوم.

يذكر أن المطابخ التي تعمل على إطعام النازحين بالمدينة تغطي جزءا من مراكز الايواء فقط، بينما الغالبية من المراكز لا تصلها وجبات المطابخ، ومؤخرًا توقف عدد كبير من المراكز التي تشملها التغطية نسبة لنضوب الموارد أو صعوبة الحصول على وسائل النقل بسبب غلاء وشح الوقود بالمدينة.

وناشدت حواء المنظمات الإنسانية لمضاعفة جهودها لتتمكن من الوصول للمحتاجين وتقديم المساعدات، والتخفيف من الأعباء المعيشية التي يعيشها النازحون، أو تقديم برامج لدعم من يستطيعون العمل والإنتاج وتمكينهم من الاعتماد على أنفسهم.

وأدى استمرار الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع لأكثر من عام، إلى فقدان ملايين من السودانيين وظائفهم وأعمالهم ومهنهم، وباتوا يواجهون ظروفًا مأساوية من تداعيات فقدان سبل العيش، لاسيما النازحون منهم.

وتعكس حالة حواء معاناة آلاف من النساء اللاتي كن يتكفلن باعالة أسرهن وبسبب الحرب فقدن المقدرة على الانفاق عليها، وبتن يواجهن ظروفًا قاسية.

وتشير تقارير أممية إلى أن النساء والأطفال أكثر المتضررين من الحرب، مما يدعو لتكثيف جهود المنظمات الإنسانية لتقديم الخدمات والمساعدات لتخفيف الأعباء على النازحين.

وأسفر الصراع المسلح العنيف الذي اندلع منتصف أبريل 2023، بين الجيش وقوات الدعم السريع عن نقص حاد في الأمن الغذائي، وهدد 14 منطقة في السودان بينها عاصمته بالمجاعة، وفقًا للأمم المتحدة، والتي ظلت تحذر من تفاقم الأزمات الإنسانية في حال استمرار الحرب الدائرة. وتشير التقارير الأممية كذلك إلى أن السودان يشهد أكبر أزمة نزوح في العالم، ونحو نصف سكانه يحتاجون للمساعدات الإنسانية.

 

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات