جبراكة نيوز: كمبالا

قالت حكومة السودان إنها قررت إرسال وفد للقاهرة، وقد وصل اثنان من أعضائه إلى العاصمة المصرية منذ يوم الاثنين ١٩ أغسطس الجاري، وما زالا هناك فى انتظار التحاق البقية بهما، وذلك استجابةً للدعوة المقدمة من الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية مصر العربية، للتشاور حول تنفيذ إعلان جدة.

وبحسب إعلام مجلس السيادة الإنتقالي فإن إرسال وفد المقدمة تأكيد على جدية الحكومة ورغبتها الصادقة في استمرار التشاور السابق الذي ابتدر مع الولايات المتحدة الأمريكية بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية في الفترة من 9 وحتى 10 أغسطس الجاري.

وأشار مجلس السيادة في بيان الأربعاء اطلعت عليه “جبراكة نيوز”، إلى أنه “ليس لهذه المشاورات أية علاقة بما يجري فى اجتماعات جنيف، ولكنها هدفت لتوضيح رؤيتنا حول تنفيذ إعلان جدة الموقع بتاريخ 11 مايو 2023”.

وأضاف بأن موقف حكومة السودان المبدئي هو انحيازها للسلام الحقيقي الذي يرتكز على نوايا صادقة وعلى تنفيذ إعلان جدة ليمثل ذلك بداية لتحقيق تطلعات الشعب ويفتح الطريق للمواطنين للعودة لمنازلهم ويعيد المرافق العامة للعمل ويفتح الطرق العامة ويساعد في تطبيع الحياة تمهيدًا للتفاوض حول ما وصفه بـ “مصير المليشيا المتمردة” وباقي الترتيبات ذات العلاقة بالسلام.

ولفت البيان إلى أن استجابة حكومة جمهورية السودان لهذه الدعوة الكريمة تأتي في إطار إنفتاحها على المبادرات المفضية للسلام والحفاظ على سلامة البلاد ومؤسساته الوطنية ورفع المعاناة عن الشعب، وأن الحكومة حريصة على الاستجابة لما يحقق رغبات الشعب السوداني ومستعدة لأي جولات تشاورية يتم تحديدها في هذا الإطار مع ضرورة التنسيق المسبق معهم وليس بفرض الأمر الواقع من طرف واحد.

وثمن مجلس السيادة على الجهود التي ظلت تبذلها جمهورية مصر العربية الشقيقة منذ اندلاع حرب التي وصفها بحرب “ميلشيا آل دقلو الارهابية”، سيما استضافتها للسودانيين وكذلك جهودها لتحقيق السلام ومبادرتها لاستضافة الاجتماع التشاوري مع الولايات المتحدة الامريكية الذي لم ينعقد لظروف تتعلق بوفد الولايات المتحدة الأمريكية.

وقبل نشر بيان السيادة، قال المبعوث الأمريكي في السودان توم بيرييلو على حسابه بمنصة “إكس” إن اللقاء الذي حددته الحكومة المصرية مع ما أسماه بـ”وفدًا من بورتسودان” قيل لهم أنه سيلغى بعد أن خرق الوفد البروتوكول، دون توضيح حول طبيعة الاختراق.

وأضاف بيرييلو أنهم متحمسون لمواصلة رؤية نتائج جهودهم مع مصر والشركاء الدوليين في سويسرا لتوسيع نطاق الوصول الإنساني والبرامج الأخرى لتخفيف معاناة الشعب السوداني.

ويأتي ذلك على خلفية انطلاق مباحثات جنيف التي دعت لها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية في 14 أغسطس الجاري، وتهدف لوقف إطلاق النار وتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين، والتي شارك فيها وفد من قوات الدعم السريع، فيما امتنع وفد الجيش من المشاركة مجددًا تمسكه بإعلان جدة الموقع عليه في 11 مايو 2023.

ولم تنجح كل الدعوات والمساعي الدولية والإقليمية والمحلية لتحقيق السلام ووقف الحرب الدامية المستمرة لـ 16 شهرًا في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي أسفرت عن أزمات إنسانية عميقة.