جبراكة نيوز _ الهادي حسن
منذ إندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15أبريل 2023، ظلت الأوضاع تتأزم في ولايات ومدن كردفان الكبري من دون عن تجد إهتماماً يوازي سوء الأوضاع الذي يعاني منها المدنيين في مختلف مناحي الحياة.
موجة نزوح
تشهد مدن وبلدات إقليم كردفان حركة نزوح لا مثيل لها بسبب إنتقال المواجهات العسكرية المحتدمة بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع إلى المناطق الآمنة نسبياً. يقول محمد يوسف مفوض العون الإنساني بولاية غرب كردفان ل “جبراكة نيوز” إن الأوضاع المعيشية صعبة والنازحون محرومون من المساعدات الإنسانية سيماً بعد سقوط عدداً من المحليات في يد قوات الدعم السريع.
وأضاف محمد، أن المواطنين لم يتمكنوا من الزراعة، وإن الجهد المبذول لتقديم المساعدات، تقوم بها غرف الطوارئ المركزية التي تتكون من مجالس العمل القاعدي، وتدعمها المجلس النرويجي لشؤون اللاجئين، كاشفاً عن عدد النازحين بولاية غرب كردفان الذي بلغ 47,0755 نازح من 14منطقة حسب آخر تحديث في نهاية يوليو الماضي. حيث تشهد قري ومناطق شمال كردفان مثل جبل الدائر موجة نزوح اتجاه عاصمة الولاية الأبيض بإستمرار.
ماسأة إنسانية ومعيشية
قال منذر عادل عضو لجنة المعلمين بولاية شمال كردفان ل “جبراكة نيوز” إن مدينة الأبيض تعيش تحت مأساة إنسانية وظروف معيشية طاحنة وذلك بعد تدفق النازحين من قري ومحليات الولاية المختلفة إليها، مما شكل ضغطاً على الخدمات.
واضاف بأن مدينة الأبيض بلا كهرباء ولا ماء منذ إندلاع الحرب، فضلا عن تدهور القطاع الصحي ونفاذ أدوية الأمراض المزمنة، مشيرةً على الحصار التي تفرضها قوات الدعم على مدينة والذي زاد من الضغوطات الاقتصادية وارتفاع تكلفة السلع الغذائية.
ولفت منذر إن قرار فتح المدارس جوانبه الصواب لجهة إن المدارس مليئة بالنازحين وعدم صرف المعلمين مستحاقتهم المالية منذ اندلاع الحرب، فضلا عن القصف العشوائي لقوات الدعم السريع الذي أدي إلى سقوط عدداً من الضحايا المدنين وجرح العشرات.
المجاعة بجنوب كردفان
أعلنت الحركة الشعبية – شمال جناح (عبدالعزيز الحلو) المجاعة في المناطق التي تقع تحت سيطرتها في جنوب كردفان والنيل الأزرق، جاء هذا الإعلان عقب فشل جولة المفاوضات الإنسانية التي عقدت في مايو الماضي، والتي بنيت على التفاهمات التي تمت بين الكباشي والحلو بجوبا لتمكين الجهات العاملة في مجال الإغاثة من إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين.
وقال مبارك أردول القيادي بالكتلة الديمقراطية عبر صفحته على “الفيسبوك” إن التفاهمات بين الكباشي والحلو جاءت في ظل مؤشرات واضحة بفشل الموسم الزراعي السابق وانحصار المساحات الزراعية في المنطقة بسبب الحرب.
وأضاف أردول تنبأنا عقب فشل المحادثات بين وفد الحكومة والحركة عن خطورة الأوضاع سيما عند اشتداد موسوم الأمطار في فصل الخريف، حيث تنعزل المناطق وتتعذر الوصول إليها، ولفت أردول إن جبال النوبة وجنوب كردفان لا يتوفر فيها اي مخزون من الغذاء وقد سجلت مئات من حالات سوء التغذية وهنالك تقارير عن وفيات نتيجة الجوع حسب قوله.
مبادرة مطابخ النفير
في ظل الضائقة المعيشية التي تحاصر المدنين في جنوب كردفان أطلق متطوعون مبادرة مطابخ النفير إلى جانب الحملة القومية للتضامن مع المحاصرين في جبال النوبة من أجل إطعام الاطفال والنساء وكبار السن.
وقال عمران الباشا رئيس مطابخ النفير بمدينة الدلنج عن تأثر فئتي النساء والاطفال بنقص الغذاء وظهر ذلك خلال تقديمهم لوجبة غذائية في أحد مراكز رعاية أطفال سوء التغذية حيث يضم المركز عدد “195” طفل.
لافتاً بأن الحديث الزائف عن السودان الجديد لايجب أن يعاقب عليه المدنيين بحصارهم، واردف قائلا هذا شي غير أخلاقي وجريمة ضد الإنسانية، مشيرةً إن الحملة تواصل عملها في تقديم خدماتها بمراكز الايواء بمحلية “العباسية تقلي” حيث يتم تقديم الخدمات بمراكز الايواء المختلفة في المحلية وحسب الاحصائيات الاخيرة يوجد بالمحلية أكثر من 45 الف نازح.
غرب كردفان
بعد عن أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها التام على مدنية الفولة ذات الأهمية الحيوية وعاصمة ولاية غرب كردفان، الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي لاقليم كردفان، حيث تبرز أهمية المدينة كونها تحتوي على اكبر حقول النفط في السودان، فضلا عن سيطرة قوات الدعم السريع في وقت سابق على حقل ومطار بليلة، وقاعدة الميرم العسكرية.
ومع إتساع دائرة المواجهات العسكرية تقلصت المساحات المخصصة للزراعة والرعي، هذا ما يؤكده المزارع تميم قسم الله من منطقة أبوزبد في حديثه ل “جبراكة نيوز” عن تقلص مساحات المشاريع الزراعية مشيراً انه كان يزرع مابين “4 _ 5” الف فدان قبل الحرب والآن لايستطيع زراعة ذاك العدد بسبب الأوضاع الأمنية وعدم وجود التقاوي والمبيدات الزراعية. حالة المزراع تميم نموذج لعدد كبير من أصحاب المشاريع الزراعية في ولايات كردفان الذين تأثروا بالحرب.
السيطرة الميدانية
تتكون ولايات كردفان الكبرى من ولايات شمال، جنوب وغرب كردفان، حيث تتموضع قوات الدعم السريع في مدن وقرى غرب كردفان أبرزها عاصمة الولاية الفولة والمجلد الميرم، فيما يحتفظ الجيش بالقاعدة العسكرية الرئيسية في مدينة بابنوسة إلى جانب حامية النهود العسكرية.
من جهة آخري يتقاسم كل من الحركة الشعبية شمال قيادة عبد العزيز الحلو والجيش السوداني والدعم السريع ولاية جنوب كردفان، حيث يسيطر الجيش على عاصمة الولاية كادقلي وبعض المدن المهمة كدلنج المحاصرة من جهة الدعم السريع شرقا والحركة الشعبية غربا في الطريق الرابط بين الدلنج و كادقلي.
ومعظم مدن والقري في كردفان منعزلة عن بعضها بسبب الحصار التي تفرضها قوات الدعم السريع و الحركة الشعبية شمال قيادة عبد العزيز الحلو.
وذكر مصدر أمني رفيع من مدينة الأبيض، فضل عدم ذكر إسمه ل “جبراكة نيوز” إن الجيش يسيطر على مدينة الأبيض من الداخل ويقوم بتأمينها من الجهات الأربعة، بينما الدعم السريع يحصار المدينة من الخارج الى جانب سيطرتها على القري والبلدات المجاورة للمدينة والطرق الرئيسية والفرعية، ومن حين الى أخري يحدث مناوشات بين الجيش والدعم السريع.
أحدث التعليقات