جبراكة نيوز: مدني

لقي الشاب الطيب أحمد محمد، مصرعه يوم الخميس، أثناء نقله إلى المستشفى بعد أن أُصيب بعدة طلقات نارية أطلقتها عليه الشرطة العسكرية التابعة لقوات الدعم السريع في قرية حلة تيراب، غرب ولاية الجزيرة.

ووفقًا لمصدر مقرب من الضحية، تحدث لـ”جبراكة نيوز” وقعت الحادثة بعد تأخر الضحية في سداد مبلغ مالي “أتاوات” فرضته عليه القوات التي تسيطر على القرية نظير توفير الحماية، مشيرًا إلى أن القوات طالبت الشاب بدفع مبلغ مالي أو الاستيلاء على مجموعة من الأبقار التي يمتلكها.

وبينما كان أقرباء القتيل يحاولون جمع المبلغ المطلوب، أطلق أفراد الدعم السريع النار عليه بعد مرور ثلاث ساعات من المهلة المحددة، مما أدى إلى إصابته بجروح بليغة.

وأفاد المصدر أن الشاب توفي لاحقًا أثناء نقله إلى مستشفى الشبارقة بالناحية الشرقية من الولاية.

المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته خوفًا من انتقام القوات المسيطرة على القرية، أشار إلى أن قوات الدعم السريع منعت في البداية أهالي الضحية من الوصول إليه لإسعافه.

وبعد عدة ساعات، تمكن الأهالي من الوصول إلى المصاب وعبور النيل الأزرق إلى الضفة الشرقية منه في محاولة للوصول إلى مستشفى البشاقرة، إلا أن الشاب فارق الحياة متأثرًا بجراحه خلال الرحلة التي استغرقت يومًا كاملًا.

ووفقًا للمصدر ذاته، فإن فرض المبالغ المالية من قبل قوات الدعم السريع أصبح ظاهرة منتشرة في عدد من القرى والمدن بولاية الجزيرة التي تسيطر عليها الدعم السريع منذ ديسمبر الماضي، عقب انسحاب الجيش من مقاره العسكرية الرئيسية بعاصمة الولاية ودمدني.

وتتهم قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات واسعة بحق المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها، خاصة في ولاية الجزيرة التي تعاني من انقطاع الاتصال والإنترنت.

وسبق أن شهدت الولاية أحداثًا دموية، أبرزها مجزرة قرية “ود النورة” في يونيو الماضي، التي راح ضحيتها ما لا يقل عن مئة شخص.

وتأتي الحادثة الأخيرة في ظل سريان قرار حديث لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” بتشكيل قوة لحماية المدنيين في مناطق سيطرتهم وانتشارهم، للعمل على حماية المواطنين من الانتهاكات التي تقول قوات الدعم السريع أن من يرتكبها هم “متفلتون”.

في الثاني عشر من الشهر الماضي، أعلن “حميدتي” عن تشكيل قوة لحماية المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة قواته، مشيرًا إلى أن تلك القوة بدأت مهامها منذ تاريخ الإعلان عن القرار، وأمس الأحد عاد قائد الدعم السريع وأصدر أوامر مشددة لقواته بحماية المدنيين، ورغم ذلك يشكك العديد من المراقبين في فعالية هذه القرارات على أرض الواقع نظرًا للسمعة السلبية التي تلاحق قوات الدعم السريع.