الأربعاء, مارس 12, 2025
الرئيسيةتقاريرتقرير: نازحات دارفور في مواجهة الجوع وآلة العنف

تقرير: نازحات دارفور في مواجهة الجوع وآلة العنف

جبراكة نيوز: تقرير- الهادي حسن

تعرضت النازحة بمخيم عطاش للنازحين، خديجة أبوبكر هارون 35 عاما، للقتل داخل مزرعتها في بلدة حجير تونجو بمحلية بليل 20 كيلو مترا شرق مدينة نيالا غربي السودان.

وتعود تفاصيل الحادثة – حسب أبناء المنطقة – إلى أن أحد الرعاة  أدخل ماشيته إلى مزرعة القتيلة خديجة، وحين اعترضت واحتد النقاش بينهما استل سكينة وسدد لها ثلاث طعنات مما أدى إلى وفتها في الحال.

حالة خديجة نموذج مشابه لعدد من الانتهاكات الجسيمة التي ظلت تتعرض لها المرأة الدارفورية الموجودة في مخيمات النزوح منذ العام 2003، العام الذي شهد فيه إندلاع حرب دارفور الأولى، وبداية النزوح الكبير لأهل الإقليم الذي إمتد لأكثر من عشرين عاما.

حوداث مماثلة

تقول حليمة إبراهيم نازحة من معسكر السلام 15 كيلومترا جنوب مدينة نيالا لـ”جبراكة نيوز” إن النساء بالمعسكر دئماً ما يتعرضن للضرب والنهب من قبل مسلحين أثناء عودتهم في الفترة المسائية من عملهن بنيالا. وتضيف: أثناء العودة في المساء يتجمع النساء والرجال بأعداد كبيرة في السوق الشعبي أو المستشفى التركي حتى  يعودوا بشكل جماعي إلى المعسكر وذلك تفادياً لحالات النهب والتهديد.

وتشير حليمة إلى أنه قبل “5” أيام تعرضت لاتهديد من قبل ثلاثة مسلحين لكن العناية الإلهية أنقذتها منهم.

زيادة حالات العنف

أكدت سكرتيرة المرأة بمخيم كلمة للنازحين، أحلام حامد حسن، لـ”جبراكة نيوز” تزايد حالات العنف والتعذيب ضد المرأة خاصة مع موسم الخريف وذهابهن إلى العمل في المزارع والجنائن.

وقالت: نستقبل “10” حالات بلاغات اعتداء اسبوعياً من قبل النساء بالمخيمـ وهنالك من لا يبلغن. وتضيف: عندما نقول لهن لماذا تذهبن وانتن معرضات للتعذيب والضرب فيكون ردهن “إذا لم نذهب فإن أطفالنا لن يأكلوا أو يشربوا” وتقول إحدهن إن الجلوس في المنزل يعني ” الموت جوعاً”.

ظروف طاحنة

ولفتت أحلام إلى المأساة التي تعيشها النساء النازحات المتمثلة في شظف العيش والانفلات الأمني عند خروجهن للعمل، ومع توقف الإغاثة والمساعدات من قبل المنظمات أصبح الوضع لا يطاق على حد قولها.

وتضيف الوضع الآن استثنائي لجهة إن الجهة التي تسيطر  على الأرض والمتفلتين والمنتهكين لحقوق الإنسان حاجة واحدة.

إنفلات أمني

وأفادت أمينة المرأة بمعسكر عطاش للنازحين شمال مدينة نيالا، آسيا هارون محمدين، أن هنالك انفلات أمني كبير بعد اندلاع الحرب.

وقالت آسيا لـ”جبراكة نيوز” إن الانفلات الأمني المتزايد تسبب في مقتل إحدى النازحات بمزرعتها في إشارة إلى خديجة أبوبكر هارون التي قتلت في بلدة حجير تونجو. وتضيف: المرأة النازحة لم تسلم من الانتهاكات والتعذيب حتى داخل المعسكرات، كاشفة عن إنشاء محكمة شعبية بالمخيم لملاحقة المجرمين.

السيولة الأمنية التي سببتها حرب 15 أبريل 2023 والظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها النازحون دفعت بالمرأة النازحة للبحث عن العمل لكنها اصطدمت  بعقبة التفلتات الأمنية.

وبالرغم من إعلان الإدارة المدنية التابعة لقوات الدعم السريع حالة الطوارئ  ومنع حمل السلاح الناري بولاية جنوب للحد من الانفلات الأمني إلا إن التفلتات مازالت مستمرة ومتزايدة يومياً.

 

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات