الثلاثاء, أبريل 29, 2025
الرئيسيةمقالاتتهريب النحاس وتجارة النفط من أهم مصالح بعض الدول الأفريقية في حرب...

تهريب النحاس وتجارة النفط من أهم مصالح بعض الدول الأفريقية في حرب السودان

تهريب النحاس وتجارة النفط من أهم مصالح بعض الدول الأفريقية في حرب السودان

منتصر إبراهيم

أين وصلت المساعي والجهود الافريقية، من قبل الايقاد والاتحاد الأفريقي للوساطة في ملف الحرب الأهلية في السودان؟!!

ستنشب أسئلة وافتراضات عديدة، عن أبعاد غياب المبادرات الإفريقية التي نشطت واختفت؛ وكان آخرها ربما في بداية أغسطس المنصرم، تلك التي تقرر فيها من جانب الايقاد عقد لقاء مباشر بين الجنرالين المتصارعين على السلطة في السودان “البرهان وحميدتي”، برئاسة الرئيس اليوغندي يوري موسفيني، ومن ذلك الوقت، لا حس ولا خبر!!

هل فشلت مساعي الوساطة، ووصلت الدول الافريقية إلى حافة اليأس؟!

لا أعتقد ذلك، لأنها كانت ستصدر البيانات لتوضيح ما حدث، وأين وقفت. لكن في الواقع يبدو أنها راحت وسط حسابات المصالح، وفرص الاستثمار.

ستأتي الافتراضات والاستنتاجات الصحيحة إذا طرحنا الأسئلة الصحيحة، وهي: ما هي مصالح الدول الافريقية الفاعلة في ملف الوساطة الأفريقية، ومستوى وحجم إستثمارها في الحرب الأهلية في السودان؟!

الاستثمار المعلن والمرئي، يتمثل في تجارة النفط، الذي ينشط فيه الصوماليون باسطول ضخم، يمر عبر دولة جنوب السودان، متوجها إلى نقطة التجارة الحدودية مع السودان في سوق النعام، حيث يتم نقله عبر ولاية غرب كردفان الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع، ويصل هذا النفط إلى داخل الخرطوم، وقد تفاجأت مرة حينما علمت أن مصدر البنزين ذو اللون الأحمر المنتشر في الأسواق، أن مصدره من يوغندا!

سوق النعام، الواقعة تحت إدارة بعثة الأمم المتحدة UNISFA منطقة منزوعة السلاح حسب ما توضح اللافتات الإعلانية للبعثة، ولكن يأتي إليها المسلحون من الدعم السريع ويخبئون أسلحتهم في السيارات التي تأتي من مختلف ولايات دارفور وكردفان والخرطوم، بعضها تحمل بضائع مختلفة، وأخرى تأتي محملة بالنحاس السلعة الرئيسية في توفير المال الذي يتم به شراء النفط!

النحاس المهرب حسب مشاهداتي، يتم شحنه في جرارات تتجه إلى يوغندا، وبحسب ما علمت من السوق، حيث يأتي النحاس المقطع في شكل قضبان وأسلاك، وقطع معبأة في جوالات خيش من الأنشطة المنتشرة التي ازدهرت منذ فترة طويلة؛ وظلت تشهد انتعاشاً بصورة كبيرة مؤخراً، حيث يبلغ سعر الطن منه ألف دولار، ويباع في يوغندا بمبلغ اثني عشر ألف دولار. ويأتي النحاس من خلال أعمال التخريب النشطة لكوابل الكهرباء والاتصالات في مختلف مناطق سيطرة الدعم السريع، وبشكل أكثر تحديداً من حقول النفط في غرب كردفان!

“يعمل في أعمال البيع والشراء سودانيين”.

هذه القضية، تعتبر مادة دسمة وقيمة للتحقيق الصحفي، لسبر أغوار حجم تخريب البنية التحتية في السودان؛ من محطات ومحولات الكهرباء، وحقول النفط وكوابل الاتصالات، إذ توفر هذه المادة قاعدة بيانات تحليل موضوع الاقتصاد السياسي للحرب، وتحليل أبعاد الشبكات النشطة في اقتصاد حرب السودان ومدى تأثيرها في إطالة أمد الحرب في بلادنا. ارتباط الصوماليين بملف التهريب والنقل، ودوائر المافيات الأفريقية المستثمرة فيه…إلخ.

لا نتهم دُولا بعينها في الضلوع في عملية التخريب والنهب، وأعلم أن للدول مصالحها إن كانت بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وبالتالي هي ليست منظمات عمل خيري لتمتنع عن انتهاز الفرص في الحصول على ما يفيدها فقد سبق للسودانيين أن تدخلوا في خط النزاعات في دول الجوار مثل جنوب السودان وليبيا حيث انتشرت ممارسات نهب الثروات فيها مثل النفط من ليبيا والسيارات وغيرها.

تهريب النحاس من الأنشطة المنتشرة على مستوى العالم، وفي أفريقيا بالتحديد؛ وتنتشر بصورة أكبر في ظروف النزاعات وانهيار الدول كالحال في ليبيا وسوريا… إلخ.

هذه دعوة للصحافة السودانية والدولية، لعكس أبعاد وتعقيدات ملف الحرب الأهلية في السودان بكشف جوانب مافيات تهريب المعادن، ويا أيها الصحفيون السودانيون، إذا إردتم ممارسة الضغط لوقف الحرب في بلادنا، عليكم النزول إلى ميدان حياة الحرب وفي ميدان يبدو أنه مهمل، لقياس حجم التخريب للبنية التحتية، وكشف تواطؤ الشبكات الاقتصادية الإقليمية من دول الجوار في تدمير بلادنا مع الجهلاء والانتهازيين من أبناء وطننا.!

على الدعم السريع أن يضع قضية تخريب البنية التحتية، وتدمير مقدرات الدولة من جانب منسوبيها في أعلى سُلم الاولويات وتوضيح موقفها بشكل واضح لأنه سيصبح مساءل قانونياً وسياسياً مستقبلا عن هذه الممارسات، ومدى استيعابه لحدود مفهوم الأمن القومي وهو يخوض حربه الشاملة؛ فهل هي حرب شاملة بلا حدود لتدمير الدولة في الحاضر والمستقبل ايضاً؟!

كما أتوجه للعقلاء من أبناء المناطق التي بها حقول النفط في الدعم السريع، أن يضعوا هذه المقدرات في قمة أولويات الاهتمام بالحماية، لأن أصول التنمية والبنى التحتية من ضمانات التنمية في المستقبل، ولا يجب الإستهانة بها والتفريط فيها.

 

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات