الأربعاء, مارس 12, 2025
الرئيسيةتقاريرتقرير: حصار وخوف.. كيف احتفل السودانيون بالمولد النبوي هذا العام؟

تقرير: حصار وخوف.. كيف احتفل السودانيون بالمولد النبوي هذا العام؟

جبراكة نيوز: أمدرمان

مع اقتربت الذكرى السنوية العظيمة للمولد النبوي الشريف، حرص السودانيون وللمرة الثانية على إقامة الاحتفال بالمولد رغم أنف الحرب التي دخلت عامها الثاني.

وتأتي احتفالات هذا العام وسط أجواء مغلفة باليأس والاحباط والخوف، بسبب الحرب الممتدة بين الجيش والدعم السريع وهو ما يمنع الكثير من السودانيين في بعض الولايات من الفرحة بهذه المناسبة الدينية التي ينتظرونها كل عام.

في العام الماضي، اقتصرت الاحتفالات على إقامة أنشطة للذكر والمديح النبوي داخل بعض المساجد، كما شهدت مدنا أخرى اكتفت بإقامة “الزفة” و”الختمة”، وذلك بسبب منع الاحتفالات في الساحات العامة بناء على أوامر السلطات لدواعٍ أمنية.

في هذا العام يبدو أن السودانيين رغما عن استمرار الحرب، أرادوا أن يبحثوا عن متنفس روحي باستبدال أصوات البنادق بالمدائح ودق الطبول وإقامة احتفال المولد النبوي.

وبحسب متابعات “جُبراكة نيوز” عبر الأسافير، تشارك سودانيون في ولايات ومناطق مختلفة من البلاد هذا العام التجهيزات بالطقوس والعادات المختلفة المختصرة، التي اختلفت فيها الآراء بين مؤيد ورافض بسبب الظروف الاستثنائية التي فرضتها الحرب.

أمر مستحيل

في شوارع سنار، بدأت مراسم احتفالات المولد النبوي بالزينة ابتهاجًا وفرحًا بالذكرى الشريفة. وتقول هاجر بدوي، المقيمة بمدينة سنار، إن الوضع الأمني في المدينة مع سقوط القذائف العشوائية يجعل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أمرًا صعبًا. وأضافت أن مدينة سنار محاصرة من قبل قوات الدعم السريع، وأن الاحتفال يشكل خطرًا على المواطنين.

وأشارت هاجر في حديثها لـ”جُبراكة نيوز” إلى أن قانون الطوارئ، بجانب الحصار المفروض على سنار، يصعّب من إقامة الاحتفالات. وقالت إن العام الماضي كان الاحتفال محدودًا جدًا في ساحة أمام منازل الشيوخ والطرق الصوفية، باستثناء آخر يوم، حيث زاد فيه زمن الاحتفال حتى التاسعة مساءً. وأردفت: “منذ سقوط مدني، أصبحت سنار في خطر، والاحتفالات أصبحت مستحيلة”.

احتفال مبسط

وفي أجواء مغايرة هذا العام، قررت ولاية  الخرطوم إقامة مناشط المولد النبوي داخل دور العبادة، وهنأ والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة المسلمين عامة ومواطني الولاية بحلول ذكرى مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم.

وقال خلال لقائه، أمس الأول بمدير الإدارة العامة للشؤون الدينية بالولاية دكتور طارق عبدالله وممثل جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية  إسماعيل عبد الرحيم إن “أشواق وتطلعات السودانيين هي نصب السرادق وتنظيم حلقات التلاوة والذكر في الميادين العامة والشوارع غير أن استهداف المليشيا المتمردة لمواقع المدنيين وأحيائهم السكنية تحتم ضرورة الحفاظ على أرواحهم والاكتفاء باقامة احتفالات مبسطة داخل المساجد والمجمعات الدينية والخلاوى والزوايا سائلين المولى عز وجل أن تأتي الاحتفالات القادمة وبلادنا قد هزمت المليشيا وخلصت الامة من شرها وممارساتها البغيضة”.

ودعا الوالي الطرق الصوفية والمريدين إقامة احتفالاتهم داخل دور العبادة من خلال تلاوة القرآن والمدائح النبوية والدروس الفقهية والمسابقات.

مجزرة دموية

الاحتفال هذا العام سيكون مختلفًا بسبب استمرار الحرب، فرغم الهدوء النسبي الذي شهدته أم درمان خلال الأشهر السابقة، إلا أن المدينة تعاني  من القصف المدفعي اليومي الذي راح ضحيته المئات من المواطنين.

وبحسب المواطن المقيم بأمدرمان محمد صديق، لن يتمكن المواطنين من نصب الخيام كما اعتادوا، وستقام الاحتفالات فقط في الزوايا والمساجد والمقار الصوفية. مضيفا أنه لن تكون هناك تجمعات خوفًا على المواطنين والأطفال.

وأضاف لا نستبعد في حال هذه التجمعات أن يتم استهدافها ونشهد مجازر دموية أخرى.

يذكر أن المعارك بين الجيش الدعم السريع عادت إلى العاصمة السودانية الخرطوم، بعد أن شهدت المدينة حالة من الهدوء خلال الأشهر  الماضية،  إذ تجددت الاشتباكات العنيفة بمختلف أنواع الأسلحة في وسط أمدرمان وفي مناطق من حي أبو روف.

وطال القصف أحياء كررى والثورات ومناطق أمبدة في غرب المدينة، محدثا أضرارا بالغة بالممتلكات ورعبا شديدا في أوساط السكان نتيجة سقوط “دانات” ومواد متفجرة في منازلهم.

 

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات