الثلاثاء, أبريل 29, 2025
الرئيسيةاخبار السودانطوارئ بحري تكشف عن كارثة إنسانية والنساء والأطفال الأكثر تضررًا

طوارئ بحري تكشف عن كارثة إنسانية والنساء والأطفال الأكثر تضررًا

جبراكة نيوز: الخرطوم

أعلنت غرفة طوارئ بحري عن كارثة صحية وإنسانية في مدينة بحري بولاية الخرطوم، وذلك بتفجر الوضع الصحي في المدينة ووصوله إلى أقصى درجات التدهور في ظل غياب المؤسسات الصحية التابعة للدولة عن العمل في المناطق المحاصرة.

وقالت الغرفة في بيان الأحد، اطلعت عليه “جبراكة نيوز”، إن المدينة تشهد انقطاعًا كاملًا في سلاسل الإمداد الدوائي منذ ما يقارب العام والنصف العام، مما أدى إلى تفشي الأمراض المرتبطة بسوء التغذية والتلوث البيئي، بالإضافة إلى غياب المواد الغذائية الضرورية.

ولفتت الغرفة إلى أن بحري تشهد انتشارًا واسعًا للأمراض مثل الإسهال المائي الحاد والكوليرا، بالإضافة إلى حالات متزايدة من التايفويد والملاريا، وأمراض أخرى لم يتم التعرف عليها بعد نتيجة غياب أدوات الفحص وتوقف المستشفيات.

وكشف البيان عن أن النساء في مدينة بحري يعانين بشكل خاص في ظل غياب تام للإمدادات الأساسية مثل الفوط الصحية لفترات طويلة، مما يؤدي إلى التهابات خطيرة قد تؤثر على القدرة الإنجابية وقد تصل إلى حالات وفاة في بعض الأحيان.

وأكد البيان أن الحوامل يعانين من انعدام الرعاية الصحية الكافية، مع تزايد حالات وفاة الأجنة نتيجة لغياب المتابعات الطبية، وعدم معرفة الأمهات بموت الجنين مما يسفر عن حالات تسمم خطيرة قد تكون مميتة، وغياب فيتامينات الحمل والتطعيمات الضرورية أسفر عن حالات تشوه الأجنة والإجهاض المتكرر، مما يضع حياة الأمهات في خطر دائم.

وأوضحت الغرفة أن الظروف المحيطة بمضاعفات الولادة باتت كارثية في غياب المستشفيات، مع عدم توفر حقن الفصيلة الدموية الضرورية. في الوقت نفسه.

معاناة الأطفال

ولفت بيان الغرفة كذلك إلى معاناة الأطفال الرضع من غياب التغذية المناسبة نتيجة عدم قدرة الأمهات المرضعات على الحصول على المواد الغذائية الأساسية، مع غياب الحليب الصناعي (الفورمولا) وعدم توفر مصادر الدخل لشراء الحليب اللازم للرضع يجعل الوضع أكثر حدة، مما يزيد من احتمالات وفاة الرضع نتيجة سوء التغذية.

وأضاف البيان أن غياب التطعيمات الأساسية للأطفال، مثل تطعيمات الحصبة والسل وأمراض أخرى، أدى إلى إرتفاع حالات الإصابة بهذه الأمراض الخطيرة في المدينة، مما يهدد حياة الآلاف من الأطفال.

وأشار إلى أن أمراض سوء التغذية للأطفال تحت الحصار القاسي، والتدهور الصحي المستمر، يعزز من احتمالات انتشار أمراض خطيرة أخرى مثل السل والحصبة، مما يؤدي للوفاة ما يزيد من حجم الكارثة الإنسانية.

وأضاف “ورغم الجهود الجبارة التي يبذلها الأطباء الموجودون داخل المدينة ومن يساعدهم عبر الهاتف والإنترنت، فإن غياب الكوادر الصحية المتخصصة يزيد من حدة الأزمة”.

وأكدت غرفة الطوارئ أن حجم الأزمة الصحية والإنسانية في المدينة بلغ مستويات غير مسبوقة، مع غياب تام لأي زيارة أو متابعة من قبل المسؤولين والعاملين في الأمم المتحدة للمدينة منذ تفجر الصراع في السودان في أبريل من العام الماضي، فإن هذا التجاهل المستمر للوضع المتدهور يضع المسؤولية المباشرة على عاتق الأمم المتحدة، التي تمثل توافق المجتمع الدولي في الشأن الإنساني. وأن غياب الاستجابة المناسبة لهذه الأزمة يجعل المسؤولية تقع على كل من له صلة بتقديم الدعم الإنساني، حيث تم تقييم حجم الكارثة مسبقًا والتحذير منها.

وتابع البيان “تقترب المجاعة الآن من تهديد حياة السودانيين بشكل أكبر من أي وقت مضى، حيث أصبح الوضع في السودان أحد أكبر التهديدات الإنسانية على مستوى العالم. إن تجاهل هذه الأزمة يجعل المجاعة أقرب للسودانيين من أي مواطنين آخرين في العالم”.

وشددت الغرفة على ضرورة وضع المسارات الآمنة لإدخال المساعدات الإنسانية في أجندة أعمال ونقاشات جميع الجهات المهتمة بالشأن السوداني، ويجب أن يكون هذا الأمر أولوية قصوى في كافة المناقشات والقرارات المتعلقة بالسودان، مع ضرورة اشراك المبادرات المحلية في عمليات التوزيع وتقدير حجم المساعدات بما يتماشى مع واقع العمل في السودان في ظل هذه الظروف المعقدة.

وقال البيان إن التقارير الصادرة عن غرفة الطوارئ تشير إلى ارتفاع حاد في عدد الوفيات نتيجة هذه الأوضاع الكارثية.

وأعلنت الغرفة عن عجزها الكامل عن الاستجابة للاحتياجات المتزايدة والملحة في ظل غياب التمويل الكافي المخصص للقطاع الصحي من الجهات المانحة المتعاونة مع الغرفة.

وناشدت غرفة طوارئ بحري جميع المنظمات الدولية العاملة في القطاع الصحي، وكذلك تلك المتخصصة في المجالات الإنسانية الأخرى، بالتدخل العاجل والفوري.

ودعت كافة أطراف النزاع وأجهزة الدولة ذات الصلة إلى تقديم الدعم والمساندة اللازمة للغرفة للاستجابة السريعة لهذه الأزمة الإنسانية.

كذلك ناشدت الغرفة السيد مدير منظمة الصحة العالمية الموجود حاليًا في السودان، والأمم المتحدة وهياكلها المختلفة، بالتدخل العاجل والتواصل المباشر مع غرفة طوارئ بحري للحد من تفاقم هذه الكارثة، والعمل على إنقاذ حياة الآلاف من المواطنين الذين يعيشون تحت وطأة هذه الأزمة.

مدينة بحري هي إحدى المدن الثلاث المكونات لولاية الخرطوم عاصمة السودان، وتسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ الأيام الأولى للحرب في السودان.

وبعد الكثير من التوترات السياسية والأمنية في السودان، انزلقت ولاية الخرطوم في حرب مدمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، وانتقل الصراع المسلح سريعًا لإقليم دارفور ثم ولايات كردفان وولاية الجزيرة وأجزاء من ولاية النيل الأبيض ثم أخيرًا شمل ولاية سنار.

وتسبب النزاع الجاري في مقتل آلاف المدنيين، وأجبر نحو 11 مليون للنزوح داخليًا وخارجيًا، ونتج عنه أزمات إنسانية حادة شملت نقصًا في الغذاء وتفشي الجوع والأمراض وانهيار النظام الصحي، وفق لتقارير أممية.

مساعدات عاجلة

ومن جهته، دعا مدير منظمة الصحة العالمية د. تادروس أدهانوم في مؤتمر صحفي اليوم ببورتسودان لتأمين المعابر لإيصال المساعدات الإنسانية إلى 25 مليون شخص محتاجين للغذاء والدواء وهم أكثر من نصف سكان السودان، وأكد أن السودان بحاجة لمساعدات عاجلة لعدد 14.7 مليون سوداني بتكلفة تفوق الـ 2.700 مليار دولار، ووصف الوضع الصحي في السودان بأنه محزن.

وتواجه المنظمات الإنسانية صعوبة في الوصول إلى المناطق المتضررة لتقديم المساعدات، بسبب القتال المستمر، والقيود الموضوعة التي تعيق تدفق المساعدات وتقديم الخدمات الإنسانية، وتتبادل الأطراف المتحاربة الاتهامات في ما يتعلق عرقلة المساعدات.

وحذر في وقت سابق التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي من وقوع المجاعة في 14 منطقة في السودان بينها العاصمة السودان، توقع أن يواجه السودانيون خلال الفترة من يونيو إلى سبتمبر 2024 مستويات مختلفة من انعدام الأمن الغذائي الحاد منهم 25.6 مليون شخص بمرحلة الأزمة 8.5 مليون شخص في مرحلة الطوارئ.

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات