جبراكة نيوز: نيالا
مع تزايد كمية الأمطار وتوالد الباعوض تشهد مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور انتشارا كبيرا لمرض الملاريا وسط المواطنين.
لم تحتمل زينب محمد علي النظر إلى ابنها “5 أعوام” الذي تمارضه داخل مستشفى نيالا. تركته مع والده وجلست خارج عنبر المرضى. تقول زينب إنها فقدت قبل أسبوعين ابنها الأصغر بعد إصابته بملاريا دماغية، إذ لم تفلح جهود الأطباء في إنقاذه، لذلك فهي خائفة من مغادرة ابنها الآخر للحياة وتدعو الله أن يمن عليه بالشفاء .
تدهور بيئي
أما المواطنة فاطمة إبراهيم، فتقول أن نسبة أمطار هذا العام كانت كبيرة جدا في مدينة نيالا، وأن تراكم الأوساخ إضافة إلى الحشائش التي نبتت بصورة كثيفة داخل المدينة خاصة الأحياء المهجورة زاد من توالد الباعوض، بجانب غياب المكافحة الصحية بعدم رش المبيدات مثلما كان يحدث في كل عام، ففي السابق كانت نيالا تشهد عمليات رش لمرة أو اثنتين الأمر الذي كان يقلل من تكاثر الباعوض.
وذكرت مصدر طبي – فضلت حجب اسمها – أن عدد الحالات التي يتم فحصها ايجابيا أكثر من “200” حالة يوميا أغلبهم من الأطفال وكبار السن.
وتقول إنهم خلال الثلاث ورديات فإن أغلب الحالات التي تظهر نتائجها، الغالبية منها “ملاريا دماغية”.
وكشفت عن جهود تقوم بها منظمة أطباء بلا حدود إلا أن انتشار المرض اكبر من هذه الجهود. وقالت: الآن تسعى أطباء بلا حدود لفتح مراكز لفحص الملاريا بالأحياء لتخفيف الضغط الكبير على المستشفى التعليمي .
إدارة الملاريا
وقال مصدر طبي يتبع لإدارة الملاريا التابعة لوزارة الصحة – فضل عدم ذكر اسمه – إنهم في السابق كانوا ينفذون حملات مبكرة للقضاء على يرقات الباعوض خلال فترة حضانتها.
ويضيف: إدارة الملاريا إحدى المؤسسات التي طالها الخراب وخرجت من الخدمة. وأضاف الآن تم تفعيل دور الإدارة عبر منظمة أطباء بلا حدود لأخذ عينات الفحص والقيام بعمليات الرش لبعض المعسكرات لكنها لا تغطي الحاجة الفعلية للمدينة .
وكشفت جولة “لجبراكة نيوز “داخل مستشفى نيالا التعليمي عن معاناة حقيقية للمرضى خاصة الأطفال الذين يتم تنويمهم كل طفلين أو ثلاثة في سرير واحد للحالات الكثيرة والمتكررة التي يتم حجزهم ولمحدودية الأسرة رغم السعة الكبيرة لعنبر الأطفال، وأن أغلب الحالات يتم علاجها بـ”حبوب الكينين”.
وتقول المواطنة نعمة مصطفى، إن ملاريا هذا العام فتكت بالأطفال أكثر من الآخرين. مضيفة أن الباعوض منتشر بصورة كبيرة ليلا ونهارا والأطفال يحتاجون لعناية كبيرة رغم عدم توفر الناموسيات التي تم توزيعها قبل الحرب بثلاثة أعوام.
يذكر أن إدارة الملاريا التابعة لوزارة الصحة بالولاية كانت تقوم بدور وقائي كبير لمكافحة مرض الملاريا والأمراض المستوطنة عبر الرش والتوعية والارشاد المستمر للمواطنين في كل أنحاء الولاية ومع خروجها عن الخدمة تزايدت حالات الإصابة بالملاريا وانتشرت بصورة كبيرة.
أحدث التعليقات