الأربعاء, مارس 12, 2025
الرئيسيةاخبار السودانالاخبارتقرير: ماذا يجري في الفاشر.. هل سيطرت الدعم السريع على المدينة؟

تقرير: ماذا يجري في الفاشر.. هل سيطرت الدعم السريع على المدينة؟

جبراكة نيوز: تقرير- عيسى دفع الله

في الوقت الذي كانت تعيش فيه مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور هدوءا تاما صباح أمس السبت، أكده شهود عيان ومصادر عسكرية مقربة من الجيش والقوة المشتركة؛ نقلت صفحات إعلامية تابعة لقوات الدعم السريع عشرات الصور والفيديوهات تشير إلى أن هناك اشتباكات في أرجاء المدينة، وأن قواتهم تقدمت وباتت على مرمى حجر من قيادة الفرقة السادسة مشاة التي دنا سقوطها على أيادي “الجاهزية”، بل أعلنت بعض المنصات تجدد سقوط مقر اللواء (165) مدفعية التابع للقوات المسلحة بمدينة سنجة في ولاية سنار، وهو المقر الذي سقط في وقت سابق.

تشهد مدينة الفاشر منذ 10 مايو الماضي تصعيدا عسكريا مستمرا منذ خروج حركات الكفاح المسلح عن الحياد واصطفافها للقتال بجانب الجيش السوداني ما تسبب في تشريد أغلب سكان المدينة وتدمير الأعيان المدنية.

نيران صديقة

وبحسب مصادر عسكرية تحدثت لـ جبراكة نيوز” من الفاشر، لقي -أمس- خمسة جنود مصرعهم وأصيب (9) آخرين جراء قصف غير مقصود من قبل الطيران الحربي على مقر سلاح النقل في الفرقة السادسة مشاة. وأكدت الفرقة السادسة في تعميم صحفي إن “قوات الدعم السريع فشلت في الاقتراب من الفرقة وأصبحت تنشر الشائعات ومن أبرزها الاستيلاء على لواء المدفعية (165)”، مشيرة إلى عدم تبعيتها لها.

وقالت إن مدفعية الفرقة هي اللواء (154)، مؤكدة إنه من المستحيل الوصول إليه بل يصعب الاقتراب منه وزادت “مازالت قواتنا تدحر التمرد وتكبده خسائر فادحة في العتاد والأرواح” .

شائعات

تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر نفت حدوث اشتباكات مسلحة في أرجاء المدينة صباح السبت، وطمأنت المواطنين بأن الأوضاع مستقرة في الفاشر، ولا توجد اشتباكات مباشرة فقط التدوين من قبل الدعم السريع وقصف الطيران الحربي.

وقالت التنسيقية بأن “الشائعات هي فعل العاجزين، الحالمين بتحقيق انتصارات زائفة”، قبل أن تعود وتؤكد مهاجمة قوات الجيش والقوة المشتركة على ارتكازات الدعم السريع جنوب المدينة ما أدي إلى مناوشات استمرت لمدة ساعة وعاد الهدوء مرة أخرى.

حرب إعلامية

الناشط السياسي ياسر عبدالرحمن، قال لـ”جبراكة نيوز” إن نشر منصات قوات الدعم السريع أخبارا مفبركة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي يعتبر جزءا من الحرب الإعلامية. ورأى إنها جزء لا يتجزا من النزاعات الحديثة، مؤكدا ان استغلال وسائل الإعلام الرقمية لنشر معلومات مضللة تكتيكًا معروفًا يُستخدم لتشويه الحقائق بعد فشلها المتكرر في السيطرة على مدينة الفاشر، وذكر عبدالرحمن، ان قيادة الدعم السريع فقدت السيطرة على قواتها التي ترتكب جرائم بشعة ضد المدنيين.

وأرجع عبدالرحمن، في حديثه لـ”جبراكة نيوز” مسعى الدعم السريع بشن حملة إعلامية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، تهدف لخلق حالة من الارتباك في صفوف القوة المشتركة التي تمكنت من دحر القوة المهاجمة في جميع الجبهات. وطالب بضرورة التعامل بحذر مع أي محتوى متداول على المنصات، والانتباه إلى محاولات التضليل، والعمل على التوعية بالأساليب الجديدة التي تسهم في تقليل تأثير الحملات التضليلية وتوضح الحقائق من المصادر الموثوقة على الأرض، مطالبًا بالتحقق من صحة المعلومات من مصادر متعددة والامتناع عن إعادة نشر أو تداول أي محتوى غير مؤكد.

خلق ارتباك

المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح الرائد أحمد حسين مصطفى، أكد أن قوات الدعم السريع والقنوات الإعلامية التابعة لحلفائها السياسيين تقوم بنشر إشاعات وأخبار كاذبة عن الوضع الميداني في مدينة الفاشر، الأمر الذي اعتبره مصطفى، نوعا من التعويض النفسي لأفرادها بعد الهزائم المتتالية.

وقال إن هناك حملة إعلامية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي تنشر أخبارا وفيديوهات مفبركة تهدف إلى تضليل الرأي العام وخلق حالة من الإرتباك.

وطمأن مصطفى، السودانيين والسودانيات في الداخل والخارج بأن مدينة الفاشر تشهد هدوءاً نسبياً، وذلك بعد تدمير كافة تحركات قوات الدعم السريع والقضاء على معظم قياداتها الميدانية بمدينة الفاشر و”قريبا المليشيات إلى زوال.”

فزع جديد

الصحفي والمحلل السياسي مجاهد باسان، اعتبر مقتل القائد في قوات الدعم السريع عبدالرحمن “قرن شطة” بجانب عدد من القيادات في كمين الجنوبي أذهب “عقل الدعامة”.

وأضاف باسان لـ”جبراكة نيوز” ان عناصر الدعم السريع خيلوا لأنفسهم اليوم “السبت” بحدوث اشتباكات وانتصارات وغيرها بينما لم تشهد المدينة معارك، وأكد ان قوات الدعم السريع تعتمد على القصف المدفعي لتعوض خسائرها.

وزاد “عقب هروب أفرادها وعدم استطاعتها إقناع فزع جديد للذهاب للفاشر والاستياء الكبير وسط الجنود الهاربين من مواجهة أبطال الفاشر في ظل فقدان العشرات من الجنجويد عند أبواب المدينة ودفاعاتها بات من الصعب تجميع فزع جديد لذلك ستعتمد على إعلامها الكذوب وظهيرها السياسي لبث الروح في جنودها لدفعهم للقتال بخلق انتصارات أسفيرية ستصتدم بفيديو صغير من المشتركة من داخل الفاشر”. وأوضح باسان، ان المشتركة اليوم تقوم بتنظيف الجثث حتى لا تتسبب في كارثة بيئية بالمدينة.

وقف الهجمات

بدوره أعرب المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بريللو، عن قلقه الجسيم من التصعيد المتواصل لهجمات قوات الدعم السريع في غربي السودان، مع التركيز على الأوضاع في مدينة الفاشر بشمال دارفور. هذه التصريحات تأتي في وقت حساس مع تزايد حدة النزاع والأثر المدمر الذي يتسبب فيه على السكان المدنيين.

وأكد بريللو عبر منشور على منصة (إكس) يوم السبت أن الهجمات المستمرة، التي طالت معسكري أبو شوك والسلام للنازحين، أدت إلى تفاقم أوضاع المدنيين.

وكشف أن العديد من هؤلاء المدنيين قد لجأوا إلى الفاشر هربًا من الصراع الدائر في مناطقهم، مما يزيد من حدة الأزمات الإنسانية.

في سياق متصل، دعا بريللو قوات الدعم السريع إلى وقف الهجمات بشكل فوري، موضحًا أهمية اتخاذ كافة التدابير لحماية أرواح المدنيين.

وشدد في تأكيداته على ضرورة التزام هذه القوات بالمواثيق الدولية التي تحظر استهداف المدنيين أثناء النزاعات المسلحة، وذلك في ظل زيادة العنف في دارفور منذ بداية الصراع في أبريل.

 

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات