جبراكة نيوز: كمبالا
دعا رئيس مجلس السيادة السوداني والقائد العام للقوات المسلحة الفريق اول ركن، عبدالفتاح البرهان، المجتمع الدولي إلى محاسبة الدول التي تقدم الدعم لقوات الدعم السريع، معلنا استعداد الحكومة السودانية للتعاون مع الشركاء الدوليين من أجل الوصول إلى حل سلمي يخفف معاناة الشعب.
ورحب البرهان، الاربعاء، بخطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخير الذي عبّر فيه عن قلقه إزاء الأوضاع الراهنة في السودان. حيث أعرب البرهان عن تقديره للدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة في المجال الإنساني، وأكد أن الحكومة السودانية تسعى جاهدة لإنهاء معاناة المواطن السوداني بشكل كامل.
كما أعرب عن أمله في تعزيز الحوار مع المسؤولين الأمريكيين خلال مشاركته المرتقبة في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ودعا البرهان إلى أهمية تحقيق سلام دائم يتجاوز مجرد إنهاء العنف، لتركز الجهود على معالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار وتعزيز المصالحة بين أبناء الشعب السوداني. كما أشاد بخطاب بايدن الذي تناول الفظائع المرتكبة من قبل قوات الدعم السريع، مجددًا التزام القوات المسلحة بحماية المدنيين وفقًا لمبادئ القانون الإنساني الدولي.
من جانبه جدد قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، التزامه بمواصلة الجهود الإنسانية التى تفضى لحماية المدنيين وتوفير ممرات آمنة للإغاثة، مشيرًا إلى أن قواته شاركت في مفاوضات جنيف المتعلقة بوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لملايين السودانيين الذين تأثروا بالحرب.
كما اعلن دقلو، في بيان اطلعت عليه “جبراكة نيوز” الاربعاء، عن استعداد قوات الدعم السريع لوقف إطلاق النار في كافة أنحاء السودان لتمكين مرور المساعدات الإنسانية وبدء محادثات سياسية تؤدي إلى تشكيل حكومة مدنية تقود البلاد نحو السلام والديمقراطية.
ودعا المجتمع الدولي إلى إجراء تحقيق في القصف العشوائي الذي تقوم به القوات المسلحة، مُشيرًا إلى أنه يُعد انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي، وقد أدى إلى معاناة كبيرة للشعب السوداني.
واشاد دقلو، بالاهتمام الدولي الكبير بالأزمة الخطيرة التي يمر بها السودان الذي تجسد في البيانين الصادرين عن مجلس الأمن والسلم الأفريقي والرئيس الأمريكي جو بايدن، مشيدا بتضافر الجهود الدولية الهادفة إلى إنهاء الحرب القائمة في البلاد، والتي وقال بإنها أزمة كبيرة وغير مسبوقة في تاريخ السودان الحديث.
وأكد دقلو، ان قوات الدعم السريع لا تزال متمسكة بموقفها الداعم للسلام والحكم المدني الديمقراطي، مشيراً إلى أن الحرب لم تكن خياراً لهم، بل كانت نتيجة “لأعمال الذين عرقلوا إجراءات التسوية السياسية” التي تشمل الاتفاق الإطاري”.
ولفت إلى أن “هذه التسوية كانت ستبعد البلاد عن السيناريو الراهن، الذي وصفه بأنه ناتج عن هيمنة النظام القديم على القوات المسلحة السودانية”، مشيرا إلى الجهود التي قامت بها قوات الدعم السريع خلال مفاوضات جدة والمنامة، التي نظمتها دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر، كما عبر عن أسفه لعدم مشاركة القوات المسلحة في هذه المفاوضات، مما أدى إلى فشلها، وأشار إلى أن هذا الغياب يعكس هيمنة النظام القديم على الجيش السوداني.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، دعا القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى سحب قواتهم وإيقاف القتال، مؤكدًا على ضرورة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ودون أي عوائق. كما شدد على أهمية العودة إلى طاولة المفاوضات لإنهاء النزاع المستمر، مطالبًا جميع الأطراف بوقف العنف والامتناع عن تصعيده.
وأعرب بايدن في بيان صحفي، عن قلقه العميق إزاء الأضرار التي تلحق بالمدنيين السودانيين نتيجة هجمات قوات الدعم السريع، مطالبًا إياها بوقف هذه الهجمات. كما دعا القوات المسلحة السودانية إلى إنهاء القصف العشوائي الذي يهدد حياة المدنيين ويؤثر سلبًا على البنية التحتية للبلاد.
كما أشار بايدن إلى أن مدينة الفاشر لا تزال تعاني من حصار خانق منذ عدة أشهر، وقد تفاقم الوضع في الأيام الأخيرة ليصبح هجومًا شاملًا. وأكد أن الشعب السوداني يعاني منذ أكثر من سبعة عشر شهرًا من صراع مدمر أدى إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث نزح حوالي 10 ملايين شخص، وتعرضت النساء والفتيات للاختطاف والاعتداء.
أحدث التعليقات