الخميس, مارس 13, 2025
الرئيسيةاخبار السودانالجوع يقتنص حياة الأطفال بمعسكر قوز السلام في كوستي (فيديو)  

الجوع يقتنص حياة الأطفال بمعسكر قوز السلام في كوستي (فيديو)  

جبراكة نيوز: كوستي

يعيش نازحو جبل الدائر بمعسكر قوز السلام في كوستي بولاية النيل الأبيض، أوضاعا مأساوية بسبب نقص الغذاء والمياه والرعاية الصحية، وذلك في المعسكرات التي رُحلوا لها من سوق المحاصيل إلى جنوب المدينة بنحو 9 كيلومترات.

ويعيش نحو 8 آلاف نازح موزعين على 4 معسكرات بالقرب من بعضها أوضاعا كارثية، جراء تفشي الجوع والأمراض الناتجة عن مياه الشرب الملوثة، مع انعدام أي مرفق صحي في المعسكر أو بالقرب منهم.

وقال صالح هارون وهو نازح وأحد المشرفين على المعسكر، إنهم وصلوا مراحل متأخرة من الجوع، للدرجة التي بدأت حالات الوفيات وسط الأطفال تتزايد، وكشف عن 15 حالة وفاة خلال الأسبوع الماضي بسبب مضاعفات الجوع، جميعهم من الأطفال عدا ثلاث منهم كبار سن.

ولفت هارون في إفادته لـ “جبراكة نيوز”، أن بعض المرضعات يواجهن صعوبة في الحصول على الغذاء المناسب، مما دفعهن إلى أن يطلبن من النساء اللائي يعملن في المشاريع القريبة منهم إرضاع أطفالهن، مشيرا إلى أن هذه الأزمة الحادة تتطلب اتخاذ اجراءات عاجلة لحماية الأمهات أطفالهن.

وعن مصدر مياه الشرب للمعسكر، أوضح صالح أنهم يحصلون على مياه الشرب من بعض البرك المملوءة بمياه الأمطار، في المزارع المحيطة بالمعسكر، ولفت إلى أن المزارعين بدأوا في رش المحاصيل بالمبيدات التي حتما ستؤثر على المياه الراكدة في البرك التي يعتمدون عليها في الشرب مما ينذر بكارثة صحية، وأكد أنه بدأ فعليا ظهور حالات اسهالات بسبب مياه الشرب الملوثة التي يشربوها.

وقالت إحدى النازحات في المعسكر إنها ذهبت  للمستشفى للمتابعة الطبية لحالة حملها، وأظهرت الفحوصات أن نسبة دمها 45 %، وطالبها الأطباء بضرورة التغذية حرصًا على صحتها وجنينها.

وتفيد في حديثها لـ “جبراكة نيوز”، أنها لا تملك شيئا للحصول على أدنى الوجبات، ولفتت إلى أنهم لعدد من الأيام السابقة يعتمدون في غذائهم على طبخ “البطيخ” غير الناضج المتوفر بالقرب منهم، بالإضافة لتناول “الموليته”، وهي نبته محلية تنبت بكثرة في فصل الخريف، وتوجد بالقرب من المعسكر، وطالبت الجهات ذات الصلة تقديم المساعدة لهم خاصة الحوامل والمرضعات منهن.

وقال أحد المشرفين على معسكر قوز السلام، إبراهيم أحمد إن حالات سوء التغذية انتشرت وسط الأطفال والكبار، وأن الجوع يتسبب في وفاة عدد من الأطفال في المعسكر، وسط غياب المساعدات الإنسانية.

ويجمع جميع النازحين والمشرفين على أنهم طالبوا المحلية والمنظمات الإنسانية مناشدات متواصلة للوقوف على أوضاعهم وانقاذهم من الكوارث الواقعة عليهم، إلا أنهم لا يجدون أي استجابات لوضعهم الحرج، مشيرين إلى فشل مساعيهم في الحصول على وسائل كسب العيش، مما جعلهم يلجأوون للجهات المختصة لمساعدتهم.

وتتمثل مطالبهم في توفير مياه صالحة للشرب وتقديم المساعدات الإنسانية الضرورية المنقذة للحياة، بالإضافة إلى توفير مرفق صحي بالمعسكر أو عمل معالجات تسهل عليهم العلاج بالمرافق الصحية القريبة من المعسكر.

وفي منتصف أبريل الماضي تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على منطقة جبل الدائر الواقعة في حدود ولايتي شمال وجنوب كردفان، فبعد معارك شرسة انسحب الجيش من معسكر سدرة.

وأجبرت انتهاكات الدعم السريع ضد المواطنين آلالاف السكان للنزوح نحو أبو كرشولا والعباسية تقلي بولاية جنوب كردفان، بينما نزح آخرون إلى ولاية النيل الأبيض.

وفي أبريل الماضي قال مجلس شباب عموم جبل الدائر للسلام والتنمية، إن قوات الدعم السريع ترتكب إبادة جماعية في المنطقة، وأكد بيان المجلس تعرض المواطنين لنهب جميع الممتلكات المواشي.

وتعد منطقة جبل الدائر الواقعة بين في الحدود بين ولايتي جنوب وشمال كردفان، من المناطق ذات الأراضي الخصبة وبها آلاف الأفدنة الصالحة للزراعة وبها عدد كبير من المشاريع الزراعية، وتشتهر المنطقة بزراعة الفول السوداني والذرة والسمسم وعباد الشمس والقطن، بجانب زراعة العديد من أنواع الخضروات، وتمد ولايتي جنوب كردفان والنيل الأبيض بالكثير من المحاصيل.

 

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات