جبراكة نيوز: تقرير- فريق التحرير
يأمل الطالب علي محمد آدم “9 سنوات” في العودة إلى مقاعد الدراسة لكنه أصبح مشغولا بجمع مبالغ مالية لشراء الاحتياجات الضرورية لوالدته من “الدرداقة” التي يعمل عليها لنقل حاجات الآخرين.
محمد أصبح بين يوم وليلة مسؤولاً عن عائلته بسبب فقدان والده في مدينة نيالا نتيجة طلق طائش في الصراع الدائر في السودان منذ أبريل العام الماضي.
يقول بنبرة متحسرة لـ”جبراكة نيوز”: كنت أمني نفسي أن أواصل مشواري التعليمي وأصبح مهندسا لكن الحرب اللعينة افقدتني والدي واجبرتني على حمل ثقيل وأتساءل إلى متى تستمر الحرب وما هو مصير اخواني الذين هم بحاجة للتعليم؟ .
بيئة تعليمية
من جانبه قال مشرف تربوي بإدارة التوجية التابعة لوزارة التربية في جنوب دارفور – فضل حجب اسمه – إنه لا تتوافر بيئة تعليمية وما تقوم به وزارة التربية التابعة للإدارة المدنية بجنوب دارفور هي عملية “بروبغاندا” للفت انتباه العالم بأن العملية التعليمية بالولاية تسير بصورة جيدة رغم عدم توفر البيئة المناسبة والمنهج الدراسي، إلى جانب أن من يقومون بالتدريس ليسوا معلمين متخصصين من ذوي الخبرة الذين هم في كشوفات الوزارة، بل فقط متطوعين.
وأكد المسؤول التربوي لـ”جبراكة نيوز” إن نسبة التلاميذ خارج المدارس أكبر من الذين يوجدون داخل الفصول وتصل تقريبا إلى 85%. بالولاية.
وكشف أن أعداد الطلاب الموجودين بالمدارس نسبة ضئيلة جدا، إذ يوجد في كل فصل دراسي أقل من “10” طلاب وهم يمثلون عددا من المدارس بمدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور.
حرب ومستنفرين
وقالت مديرة مدرسة بتعليم محلية نيالا شمال لـ”جبراكة نيوز” إنهم حاولوا فتح المدارس قبل تكوين الادارة المدنية لكن لم يجدوا الاستجابة من الأطفال للعودة إلى الدراسة. وأضافت: اكتشفنا انهم تعلموا سلوكا جديدا، فأغلبهم أصبحت ثقافتهم كلها عن الحرب وعن المستنفرين ويصعب عودتهم إلى التعليم بسبب تعلم اشياء أخرى في الشارع فتجد بعض الأطفال ما بين سن “14، -15″ يتعاطوا السجائر والمخدرات، والملاحظ رغبة التعليم أصبحت ضعيفة أو تكاد تكون معدومة بعد مرور أكثر من عام على اندلاع الحرب”.
فيما عضدت المعلمة سناء حسن حديث مديرة التعليم وقالت إن الأطفال تأثروا بثقافة الحرب وأنواع الأسلحة وعدم تأثرهم بالموت أو بمشاهدة الجثث ومع ذلك 90% من الناس تفكيرهم ينصب في الحياة المعيشية رغم الفوارق في الحياة الاقتصادية لبعض الناس.
طباعة الامتحانات
وفي وقت سابق حذّر المتحدث باسم لجنة المعلمين السودانيين سامي الباقر، من تراكم الأطفال في عمر المدرسة (6) سنوات حيث يتوقع ان يصل عددهم إلى (3) ملايين و (600) الف طفل إذا استمرت الحرب التي بسببها تضاعف العدد إلى “19” مليون طفل، جميعهم خارج التعليم.
وتعكف إدارة التربية بمرحلة الأساس هذه الأيام في طباعة الامتحانات الخاصة بتلاميذ الصف السادس الابتدائي والثالث المتوسط التي تقرر لها الحادي والعشرين من سبتمبر الحالي عقب تعديل التقويم للعام الدراسي .
وفي وقت سابق أصدر وزير التربية والتعليم بالحكومة المدنية التابعة لقوات الدعم السريع بولاية جنوب دارفور محيي الدين عبدالله عبدالجبار قرارا بتعديل التقويم للعام الدراسي بالولاية لكل المراحل.
وجاء في القرار استمرار الدراسة حتى التاسع من سبتمبر للعام 2024 وتتم امتحانات النقل للمراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوي من السابع وحتى الخامس عشر من سبتمبر وتكون امتحانات الابتدائي والمتوسطة في الحادي والعشرين من سبتمبر وتكون بداية العام الدراسي في العشرين من أكتوبر للعام 2024م.
إغلاق المدارس
وبالمقابل أغلق مديرو المدارس مدارسهم عقب القرار الذي أصدره والي جنوب دارفور بشير مرسال حسب الله الذي يدير أعماله من مدينة بورتسودان بتجميد الخدمة المدنية وعدم مزاولة العاملين للخدمة بعد أن شرعت قوات الدعم السريع بتكوين حكومة مدنية بنيالا خوفا من توقف مرتباتهم التي تبلغ 60% التي يتم تحويلها من بورتسودان.
وقال محمد عثمان وهو معلم بإحدى المدارس إنهم نفذوا قرار الوالي المكلف وأغلقوا المدارس وتوقفوا عن العمل خوفا من إيقاف مرتباتهم التي يصل منها فقط 60%..
وتابع قائلا: “حتى هذه النسبة التي تصل من الحكومة المركزية بمدينة بورتسودان أصبح الحصول عليها صعبا جدا لتعقيد الإجراءات التي اتبعتها حكومة الولاية ببورتسودان بطريقة توكيل المجموعات عبر تطبيق “الواتساب” في ظل انقطاع شبكات الاتصالات فالكثير من المعلمين لا يملكون هواتف ذكية للتواصل مع زملائهم ومعرفة الأماكن التي يتم الحصر فيها.
وذكر صعوبة الحركة وعدم توفر مصروفات التنقل من مكان لاخر للحصول على الراتب. وناشد حكومة الولاية في بورتسودان بتسهيل حصول المعلمين على المرتبات للظروف الاقتصادية الحرجة.
أحدث التعليقات