الثلاثاء, أبريل 29, 2025
الرئيسيةاخبار السودانأطباء بلا حدود: ارتفاع وفيات الحوامل والأطفال في جنوب دارفور

أطباء بلا حدود: ارتفاع وفيات الحوامل والأطفال في جنوب دارفور

جبراكة نيوز: بورتسودان

قالت منظمة أطباء بلا حدود إن واحدة من أسوأ حالات الطوارئ الصحية للأمهات والأطفال في العالم تتكشف في جنوب دارفور بالسودان، إذ تموت النساء الحوامل والأطفال من أمراض يمكن الوقاية منها، حيث تتجاوز احتياجاتهم الصحية بكثير ما يمكن أن تستجيب له منظمة أطباء بلا حدود.

وكشف تقرير المنظمة عن صحة الأمهات والأطفال في جنوب دارفور عن عدد وفيات الأمهات في مستشفيين فقط تدعمهما المنظمة في جنوب دارفور بين يناير وأغسطس يزيد عن سبعة في المائة من إجمالي عدد وفيات الأمهات في جميع مرافق أطباء بلا حدود في جميع أنحاء العالم في عام 2023. كما وجد فحص سوء التغذية لدى الأطفال معدلات تتجاوز بكثير عتبات الطوارئ.

وأضافت المنظمة في تقريرها أمس الأربعاء اطلعت عليه “جبراكة نيوز”، “ولكي يتسنى معالجة هذه الأزمات، يتعين على الأمم المتحدة أن تتحرك بحزم لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح في دارفور.

ويتعين على الأمم المتحدة أن تسرع عودة موظفيها ووكالاتها إلى دارفور وأن تستغل كل الموارد المتاحة والنفوذ السياسي لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين. ولا يمكن تفادي المجاعة الجماعية وتخفيف معاناة الملايين إلا من خلال استجابة دولية منسقة، مدعومة بتمويل قوي وضغوط لا هوادة فيها على الأطراف المتحاربة”.

ندرة المرافق الصحية

وقالت الدكتورة جيليان بوركاردت، مديرة أنشطة الصحة الجنسية والإنجابية في منظمة أطباء بلا حدود، متحدثة في نيالا بجنوب دارفور: “هذه أزمة لا تشبه أي أزمة أخرى شهدتها في حياتي المهنية. وتحدث حالات طوارئ صحية متعددة في وقت واحد دون أي استجابة دولية تقريباً من الأمم المتحدة وغيرها. ويموت الأطفال حديثو الولادة والنساء الحوامل والأمهات الجدد بأعداد صادمة. والعديد من هذه الوفيات ناجمة عن أمراض يمكن الوقاية منها، ولكن كل شيء تقريباً انهار”.

وذكر التقرير أنه في الفترة من يناير حتى أغسطس في جنوب دارفور، كان هناك 46 حالة وفاة بين الأمهات في مستشفيات نيالا التعليمية وكاس الريفية، حيث تقدم فرق منظمة أطباء بلا حدود الرعاية التوليدية وغيرها من الخدمات.

ولفتت المنظمة إلى أن ندرة المرافق الصحية العاملة وتكاليف النقل الباهظة تعني أن العديد من النساء يصلن إلى المستشفى في حالة حرجة، وقد حدثت حوالي 78 في المائة من هذه الوفيات الـ 46 في أول 24 ساعة بعد دخولهن المستشفى.

وكانت الإنتانات السبب الأكثر شيوعاً لوفاة الأمهات في جميع المرافق التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود في جنوب دارفور.

وأشار التقرير إلى أن ندرة المرافق الصحية العاملة تجبر النساء على الولادة في بيئات غير صحية تفتقر إلى المواد الأساسية مثل الصابون، ومفارش الولادة النظيفة، والأدوات المعقمة. وبدون هذه المواد الأساسية، تصاب النساء بالعدوى. ومع انخفاض إمدادات المضادات الحيوية، قد يصلن إلى المستشفى فقط ليُقابلن بدون خيار علاجي متاح.

وتقول ماريا فيكس، قائدة الفريق الطبي التابع لمنظمة أطباء بلا حدود في جنوب دارفور: “انتظرت مريضة حامل من منطقة ريفية يومين لجمع الأموال اللازمة للحصول على الرعاية”.وتضيف: “عندما سافرت إلى مركز صحي، لم يكن لديهم أدوية، لذلك عادت إلى منزلها”.

وتقول فيكس: “بعد ثلاثة أيام، تدهورت حالتها ولكن مرة أخرى اضطرت إلى الانتظار لمدة خمس ساعات من أجل النقل. كانت بالفعل في غيبوبة عندما وصلت إلينا. ماتت من عدوى يمكن الوقاية منها”.

تمتد الأزمة في جنوب دارفور إلى الأطفال، حيث أصبح الآلاف على وشك الموت والجوع، بينما يموت آخرون بسبب أمراض يمكن الوقاية منها. في الفترة من يناير إلى يونيو 2024، توفي 48 طفلاً حديث الولادة بسبب الإنتان في مستشفيات نيالا التعليمية وكاس الريفية، مما يعني أن واحدًا من كل خمسة أطفال حديثي الولادة مصابين بالإنتان لم ينجو.

سوء التغذية

وأكد التقرير أنه في أغسطس، تم فحص 30 ألف طفل دون سن الثانية من العمر للكشف عن سوء التغذية في جنوب دارفور. ومن بين هؤلاء، تبين أن 32.5% يعانون من سوء التغذية الحاد، وهو ما يتجاوز كثيراً عتبة الطوارئ التي حددتها منظمة الصحة العالمية بـ 15%. وعلاوة على ذلك، كان 8.1% من الأطفال الذين تم فحصهم يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات