جبراكة نيوز: تقرير- الهادي حسن
في خطوة جديدة من مسار المبادرات الامريكية لوقف الحرب في السودان، ألقي الرئيس الأميركي جو بايدن بثقله السياسي والدبلوماسي على ملف الصراع في السودان الذي اندلع في ابريل العام الماضي. وحث طرفي الصراع لاستئناف المحادثات الرامية لإنهاء الحرب.
ويأتي خطاب بايدن الاسبوع الماضي بعد فشل عدد من جولات التفاوض آخرها جولة جنيف في 14 أغسطس الماضي التي لم تحرز يي تقدم ملحوظ باستثناء قرار فتح معبر أدري الحدودي لإدخال المساعدات الإنسانية إلى دارفور.
خطاب بايدن
دعا الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء الماضي، طرفي النزاع في السودان إلى استئناف المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب المستمرة بينهما منذ أبريل 2023، التي خلفت عشرات آلالاف من القتلى ودفعت البلاد إلى حافة المجاعة.
وطالب بايدن المتحاربين الى سحب قواتهما وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وذكر بأن المساعدات الاميركية للمدنيين السودانيين بلغت 1,6 مليار دولار خلال عامين.
واردف قائلا “فلنكن واضحين الولايات المتحدة لن تتخلى عن التزامها تجاه شعب السودان”، داعيا جميع أطراف الصراع إلى إنهاء العنف.
اجتماعات نيويورك
يعقد على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماع وزاري موسع بشأن السودان، وكشفت المندوبة الاميركية لدي الأمم المتحدة ليندا توماس لوسائل إعلام أمريكية، عن فعاليات مختفلة بشأن السودان سوف تنعقد على هامش الجمعية العامة في نيويورك بغية جلب أطراف الصراع إلى طاولة المفاوضات. وأشارت إلى انعقاد اجمتاعات عدة لوزراء خارجية عدد من البلدان يتم تنظيمها في هذا الإطار.
من جانبه نفى وزير الخارجية السوداني حسين عوض أي ترتيبات مسبقة لاجتماع بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان ورئيس دولة الإمارات محمد بن زايد. وقال في حسين حوار صحفي إن ما يشاع عبارة عن ارهاصات وتكهنات ولكن على اروقة الامم المتحدة لا يوجد مثل هذا الترتيب.
وفي هذا السايق قالت رزوليندا مارسيدين السفيرة البريطانية السابقة في السودان والباحثة المشاركة في برنامج إفريقيا في “تشاتام هاوس” في لندن، إن سبعة عشر شهرا من الحرب اودت بحياة عشرات الآلاف، وشردت 10 ملايين آخرين فيما لم تفلح الجهود الدولية الجدية في الوساطة لإنهاء الأزمة” حسب تعبيرها.
وأشارت رزوليندا في تقرير نشر في “تشاتام هاوس” إن الجهود التي أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية في جنيف كان مأمولاً منها أن يتم التوصل لوقف إطلاق النار.
تعثر المفاوضات
ظلت جميع جهود مبادرات السلام من قبل المجتمع الدولي تتعثر من حين إلى آخر، إذ رفضت الحكومة السودانية دعوة الخارجية الأمريكية للذهاب إلى مفاوضات حنيف في منتصف أغسطس الماضي، وتعللت آنذاك بتنفيذ مخرجات إعلان جدة، إلى جانب رفضها بشدة مشاركة دولة اقليمية ظلت تتهمها بدعم قوات الدعم السريع في إشارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
الناطق الرسمي التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية، حذيفة عبدالله عمر، قال لـ”جبراكة نيوز” إن أي مفاوضات جادة يجب أن يسبقها تنفيذ إعلان منبر جدة الذي ينص على خروج الدعم السريع من الاعيان المدنية ومنازل المواطنين ووقف الهجوم على المدنيين.
وأشار حذيفة إن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت تضع اولوية أكبر بالصراع السوداني، وانعكس ذلك في النشاط الذي يقوم به المبعوث توم بيرييلو فضلا عن الدعوة الأخيرة للرئيس جو بايدان.
ويرى حذيفة أن على الإدارة الأمريكية أن تستمع إلى صوت السودانين الحقيقية متمثلا في الحكومة والقوى السياسية السودانية، لافتاً إلى “إن الدعم السريع ليست جادة بما فيه الكفاية في مسألة وقف إطلاق النار والدليل على ذلك القصف المستمر للمدنيين في الفاشر والابيض واحياء أمدرمان”.
ودعا حذيفة المجتمع الدولي بضرورة الضغط على قوات الدعم السريع لوقف الهجمات ضد المدنيين والجرائم التي ترتكبها، حسب وصفه.
استثمار الوقت
من جانبه قال الناشط السياسي سالم النو لـ”جبراكة نيوز” إن طرفي الصراع وحلفاءهم يحاولون استثمار الوقت بغية حسم المعركة على أرض الواقع.
وتابع إن القوات المسلحة تريد تحقيق مكاسب ميدانية وان هنالك مناطق استراتيجية تريد استعادتها، قبل التوجه إلى طاولة المفاوضات. واردف: “في ظل هذا الوضع يصعب عليها تحقيق اجنداتها في اي عملية تفاوضية”.
وأشار سالم إن دعوة بايدن ينقصها الكثير من الحقائق لأن المجتمع الدولي أصبح يتعامل مع الصراع في السودان بما يتماشى مع الأجندة الخارجية لكل دولة. وقال إن هذه التناقضات تظهر في مسألة الفاشر والكثير من المناطق، إذ يكون هنالك طرف يقوم بالأعمال العدائية ومهاجمة المدنيين والآخر في موقف الدفاع، داعيا بتسمية الأشياء بمسمايتها الحقيقية.
وأشار سالم إلى أن تعدد المنابر التفاوضية أدىى إلى خلط الأوراق، وأن المجتمع الدولي يقوم في بعض الأحيان بتبني رؤية أحد أطراف الصراع. وتابع قائلا إن المجتمع الدولي أصبح فاعلا في تأزيم الوضع في السودان.
طرفا الصراع
رحّب رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، بخطاب بايدن وأبدى البرهان استعداده تعميق المناقشات مع المسؤولين الأميركيين في نيويورك ما يشير إلى إمكانية ترتيب لقاءات بين الجانبين، وذك بعد تعثر اجتماع القاهرة وجدة في أوقات سابقة من شهر أغسطس.
من جانبه أبدى قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو استعداده لوقف اطلاق النار والذهاب إلى اي مكان في العالم من اجل السلام، مجددًا التزامه بمواصلة الجهود الإنسانية التي تفضي لحماية المدنيين وبدء محادثات سياسية تؤدي إلى تشكيل حكومة مدنية تقود البلاد نحو السلام والديمقراطية حسب وصفه.
وكان بايدن قد دعا خلال افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس بوقف ارسال السلاح الى السودان، مشيرًا أن السودان يشهد أسوأ ازمة أنسانية في العالم. وأكد بايدن خلال اللقاء الذي جمعه في البيت الأبيض مع رئيس دولة الامارات محمد بن زايد أنه لا يمكن أن يكون هنالك حل عسكري للصراع في السودان، وضرورة امتثال أطراف الصراع لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.
أحدث التعليقات