الأربعاء, مارس 12, 2025
الرئيسيةتقاريرتقرير: بعد 18 شهرًا.. آثار مدمرة لحرب السودان على البنية التحتية

تقرير: بعد 18 شهرًا.. آثار مدمرة لحرب السودان على البنية التحتية

جبراكة نيوز

تقرير- الهادي حسن

لم تتسم الحرب الدائرة في السودان بالقتل والنزوح فحسب، إنما تعدى ذلك إلي دمار هائل بالبنية التحتية للدولة، في إنتهاك وتحد صارخين للقوانين الدولية المتعلقة بحماية الموسسات المدنية والمرافق العامة من “مستشفيات ومدارس ومحطات الكهرباء والمياه” وغيرها أثناء الحروب.

وبعد مرور أكثر من 18 شهراً على إندلاع شرارة الحرب، نجد أن القصف المتبادل بين المتحاربين أدى إلى تدمير المنشآت الحيوية وأعاد البلاد عشرات الأعوام إلى الوراء جراء إنهيار البنية التحتية في العاصمة الخرطوم، ولاية الجزيرة وإقليم دارفور، وسط إتهامات متبادلة بين الطريفن في تدمير المنشآت المدنية.

حجم الخسائر

ووفقًا لتقديرات غير رسمية فإن حجم الدمار الخسائر التى لحقت بالبنية التحتية والمنشآت العامة منذ بداية الحرب في السودان يترواح بين 150 الى 200 مليار دولار حتى الآن، ومع إستمرارها فإن الأرقام قد تتضاعف أكثر.

المنشآت الصحية

تعرضت المنشآت الصحية منذ إندلاع الحرب في أبريل العام 2023، إلى دمار كبير مع الانهيار التدريجي للقطاع الصحي في العاصمة وبقية الولايات التي تشهد معارك طاحنة، حيث طال القصف المدفعي والجوي المستشفيات في ولاية الخرطوم واقليم دارفور.

وذكرت وزارة الصحة السودانية في بيان لها في وقت سابق أن أن معظم المستشفيات تعرضت لعمليات نهب وسلب وأصبحت غير قادرة على تقديم خدماتها. وقدر وزير الصحة هيثم محمد إبراهيم حجم الخسائر التي تعرضت لها المنشآت الصحية بالبلاد بحوالي 11 مليار دولار.

وقال بحسب المنصة الرسمية للوزارة أن الحرب دمرت مستشفيات بالكامل، وأكد سعي الحكومة بجهد محلي ودعم دولي لإعادة المستشفيات المدمرة إلى العمل مع إطلاق صندوق لإعادة إعمار وتأهيل المستشفيات.

وكان مستشفى شرق النيل تعرض للقصف الجوي من قبل الطيران الحربي في بواكير الصراع، إلى جانب  القصف المدفعي من قبل قوات الدعم السريع لمستشفى أمدرمان للولادة بعد إعادة تأهيله وافتتاحة لـ 24 ساعة فضلا عن تعرض مستشفى النو لقصف مدفعي من قبل الدعم السريع.

كم تعرض مستشفى كتم بولاية شمال دارفور إلى قصف جوي من قبل الطيران الحربي للجيش السوداني، في الوقت الذي تم تدمير مخزن الإمداد الدوائي وعدد من المستشفيات والمستوصفات العامة والخاصة بمدينة الفاشر الى القصف المدفعي من قبل قوات الدعم السريع.

وبحسب منظمة أطباء بلا حدود فإن 80% من المستشفيات في مناطق الصراع تعرضت للدمار الكلي أو الجزئي.

منشآت تحت النيران

دمرت  الحرب كليًا أو جزئيًا مرافق حيوية متمثلة في ديوان الضرائب، وزارة العدل، برج شركة النيل للنفط، وزارة العدل، برج الساحل والصحراء، برج الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس وبرج شركة بترودار.

كما تضررت أجزاء كبيرة من مصفاة الخرطوم للنفط “الجيلي” التي تعتبر أكبر مصفاة للمواد البترولية في البلاد حيث تصل قدرتها الانتاجية إلى “100” الف برميل في اليوم، كما تم تدمير اجزاء من مطار الخرطوم الدولي.

وطال الدمار أجزاء واسعة من مطار نيالا الدولي بولاية جنوب دارفور، مطار الشهيد صبيرة في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور كما تضرر الميناء البري بود مدني واجزاء من جامعة الجزيرة، إلى جانب تضرر منشآت عريقة وذات قيمة تاريخية مثل المتحف القومي ومتحف البحير في ولاية جنوب دارفور والقصر الجمهوري.

الجسور ومحطات المياه والكهرباء

لم يخلو الدمار الذي طالت البنية التحتية في السودان، من تدمير للجسور ومحطات الكهرباء والمياه، حيث تم تدمير جسر شمبات الذي يربط بين مدينتي بحري وأم درمان وتضررت أجزاء من جسر الحلفايا وجسر جبل أولياء في ولاية الخرطوم، كما تضررت أجزاء من كوبري مكة بمدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور.

ولحق الضرر بمحطات الكهرباء والمياه، كمحطة كهرباء بحري الحرارية ومحطة كهرباء الفاشر ومحطة كهرباء نيالا في اقليم دارفور، فضلا عن تدمير أجزاء من محطة مياه المنارة الواقعة في أمدرمان التي توقفت مؤقتًا في وقت سابق من إندلاع الحرب ومحطة مياه مليط بشمال دارفور التي تعرضت لقصف جوي.

إنتهاك القوانين الدولية

وقع السودان على طيف واسع من القوانين والمعاهدات الدولية التي تنص على حماية المنشآت والاعيان المدنية أثناء الحرب. ويعد الالتزام من أطراف الصراع بهذه العهود والقانونية الدولية المنصوص عليها في إتفاقيات جنيف وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2286 الخاص بحماية الاعيان المدنية أمرًا ضروريًا.

وفي هذا السايق يرى القانوني ومدير منظمة الحقوق للعدالة والتنمية محمد عبدالمنعم السليمي الذي تحدث لـ”جبراكة نيوز” إن قصف المنشآت والاعيان المدنية يعد جريمة متكاملة الأركان وخرقاً للمعاهدات الدولية الموقع عليها السودان.

وهي حزمة من القوانين التي تنظم قواعد الاشتباك وتحمي المنشآت والاعيان المدنية من مستشفيات ومصادر المياه ومحطات الكهرباء، مشيرًا إن هذه الاجراءات تعمل إلى الحد من وحشية الحرب وهي مضمنة في إتفاقيات جنيف الأربعة والبروتوكولات الإضافية الملحقة في 1977 والعام 2005 التي تجرم قصف المنشآت والاعيان المدنية وكذا الحال في القانون الجنائي السوداني.

حرب بلا سقوفات أخلاقية

فيما تأسف القيادي بتجمع المهنيين السودانيين دكتور نورالدين بريمة على الدمار الذي لحق بالبنية التحتية في العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة ودارفور، موضحًا بأن هذه الموسسات تخدم المجتمع، وذكر بريمة لـ”جبراكة نيوز” بأن هذه الحرب بلا سقوفات محددة.

وتابع: “ما فيها أخلاق من قبل طرفي الصراع في التعامل مع المرافق الحيوي والمدنيين”، لكنه أستدرك قائلا هذا ليس بجديد على الجيوش والنزاعات التى تقع في العالم الثالث إذ لا تفرق بين الأهداف العسكرية والمدنية.

وأردف: هولاء ينتهكون حقوق الإنسان فما بالك بالمنشآت والاعيان المدنية، وأشار إلى إن المجتمع الدولي يمكن أن يسهم في إعادة إعمار ما دمرته الحرب في حال توقفت.

 

 

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات