الأربعاء, مارس 12, 2025
الرئيسيةمقالاتالجميل الفاضل يكتب: «نوبل» تصعد بغرف الطؤارئ إلى العالمية

الجميل الفاضل يكتب: «نوبل» تصعد بغرف الطؤارئ إلى العالمية

 

عين على الحرب

الجميل الفاضل

«نوبل»، تصعد بغرف الطؤارئ إلى العالمية

ما الذي أيقظ “مركز نوبل للسلام، (Nobels fredssenter)‏ من سباته؟، لكي ينتبه إلى خيط نور يبرق، يأتي من بعيد من “أرض السمر”.

رغم أن ھذا الخيط يبدو إلى الآن خيطا ضئيلا خافتا، يصدر من رُكنٍ مُنزوٍ قصي، وسط ضجيج وضوضاء حرب ظالمة، أرخت بسدولھا لتحجب عن عمد شمس أعظم ثورة شعبية سلمية شھدھا العالم في العصر الحديث.

المھم فقد رشح معھد أبحاث السلام في أوسلو العاصمة النرويجية “غرف الطؤارئ” السودانية، لجائزة نوبل العالمية للسلام، ضمن قائمة تضم منظمات أخرى مھمة، كالأنروا، ومحكمة العدل الدولية، ومنظمة التربية والثقافة والعلوم “اليونسكو”، والمجلس الأوروبي.

إذاً فإن مصدر الإشراق قد جاء ھذه المرة من “غُرفُ الطواريء”.. وما أدراك بالطبع ما “غُرفُ الطواريء”؟.

إنھا إحدى وآخر الحلول التي انتجتھا العبقرية السودانية، لمداواة أو لتخفيف آلام ھذه الحرب الكارثية.

ھذه الحرب التي مثلت اسوأ طارئ طرأ على حياة أھل السودان طُرا، مذ كنا، وكان ھنا، “نادوس”، أو “دوسان”، أو “سودان”.

إذ كل “السانات” ھنا أضحوا “مكنات” بالفعل تعمل بلا توقف عن الدوران من خلال “غرف الطؤارئ” ھذه، لمجابھة تعدد وتنوع مآسي ھذه الحرب، التي اتسع نطاقھا وتنامت وحشيتھا، بشكل جُنونيٍ مُحزنٍ ومُذھِل، قفز فيه ھذا الجنون الي سطح الأحداث في صورة، متعطشين لإراقة كل الدماء بلا استثناء، ارتكبوا فظائع ارھابية ما أنزل الله بھا من سلطان، تَفَوَّقَ أكلة الأحشاء والأكباد فيھا، حتى على نموذج داعش الاسوأ في العالم.

قبل أن يذھبوا مؤخرا إلى نقض حياة، ذات من نذروا انفسھم لبقاء الناس من حولھم على قيد الحياة، من متطوعين بـ”غرف الطؤارئ” نفسھا، بالتكايا والمطابخ الجماعية، في مدينة الحلفايا وما حولھا، بعد عبور الكتائب الجھادية الموسومة بالعنف المفرط، الجسور إلى ضاحية بحري.

وللحقيقة فإن صعود نجم “غرف الطؤارئ” إلى ھذه الذروة العالمية السامقة، يعود لسر من أسرار ثورة ديسمبر المباركة، التي دأبت تمضي في الواقع علي طريقة سباقات التتابع طورا بعد طور، ومرحلة تلو أخرى، فكما قاد “المهنيون” ھذه الثورة في طور من أطوارھا الاولى، وإلى أن بلغوا بها محطة اعتصام القيادة، ثم وإلى ان قلبوا الطاولة على كافة الرؤوس، في اليَومِ المَشهُود ٣٠ يونيو (٢٠١٩).

قبل أن تقودھا أيضا “لجان المقاومة”، في عسرٍ ومشقةٍ بالغة، يفسرها علم الفيزياء على قاعدة تقول: “إن المقاومة تساوي النسبة بين فرق الجهد وشدة التيار”، إذ أن مقاومة أي جسم تقاس بمقدار ما يسمح به من سريان للتيار المار به او عبره.

ھو فرق جھد، فرضه وجود عِصيِ “الثورة المضادة” داخل دواليب الحكم والدولة خلال فترة الإنتقال المُجھضة، وشِدةُ تيارٍ، رفع وتيرته منسوب الوعي العالي لدى الشارع، بأحلامه وتطلعاته الكبيرة والمشروعة بالطبع.

 

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات