جبراكة نيوز: مهند مرشد
قالت مجموعة محامو الطوارئ، إن وتيرة الانتهاكات التي تمارسها قوات الدعم السريع ارتفعت منذ 26 سبتمبر الماضي بحق السكان المدنيين في جزيرة توتي الواقعة بين مدن العاصمة الخرطوم الثلاث، وذلك عقب انفتاح القوات المسلحة في عدد من المناطق في مدينتي بحري والخرطوم.
بدأ استهداف قوات الدعم السريع المرتكزة بالجزيرة للمدنيين عبر الضرب والإذلال بعد خروجهم من المسجد، كما قامت هذه القوات باقتحام عدد (15) منزلا واعتدت بالضرب بالسياط على السكان بما فيهم النساء، بالإضافة للتهديد بالقتل.
وأشارت المجموعة في بيان اليوم السبت، اطلعت عليه “جبراكة نيوز”، إلى أن القوات المرتكزة بالجزيرة تهاجم المطابخ الجماعية (التكايا)، إذ يعمل أفراد قوات الدعم السريع على نهبها بصورة مستمرة، وأيضًا نهب جميع المتاجر والمحال التجارية خاصة محال بيع المواد الغذائية مما فاقم الأوضاع الإنسانية في الجزيرة بشكل خطير نتيجة لنقص المواد الغذائية.
أوبئة وأمراض
ولفت بيان محامو الطوارئ إلى معاناة المدنيين في الجزيرة من انتشار أمراض حمى الضنك والملاريا مع انهيار الرعاية الصحية نتيجة نقص الامدادات الدوائية بسبب الحصار المفروض على الجزيرة وتقييد حركة الافراد وإغلاق الجسر الوحيد الذي يربط توتي بمدينة الخرطوم ويمثل شريان الحياة الوحيد.
وأكد البيان أن عدد الضحايا بلغ 35 شخصا منذ يوم 26 سبتمبر نتيجة للعنف ونقص الرعاية الصحية مع وجود أعداد مقدرة من الإصابات والمرضى في أوضاع حرجة.
وأدان محامو الطوارئ الاعتداءات المتواصلة من قبل قوات الدعم السريع على المدنيين وتجويعهم. ودعوا المجتمع الدولي والإقليمي لإدانة الانتهاكات والتأكيد على ضرورة الضغط لوقف الانتهاكات والكف عن نهب قوت وطعام المدنيين والسماح بمرور الحالات الإنسانية ووصول الخدمات الطبية إلى داخل الجزيرة.
تخريب ونهب
من جهتها، أفادت غرفة طوارئ محلية الخرطوم في بيان الخميس، أنه تم تخريب ونهب المركز الصحي في الجزيرة، والعيادة الخارجية، والصيدليات مع تخريبها، بالإضافة لنهب جميع المحلات التجارية بما تحتويه من مواد غذائية قليلة، وكذلك الطعام من المطابخ المشتركة بقوة السلاح، وذلك منذ عودة الاشتباكات وتضيق الوضع على قوات الدعم السريع الذي كان نتيجته التشفي والانتقام من المواطنين العزل، وفق قولهم.
وقالت الغرفة إنه يتم تقييد حركة المواطنين فمن يخرج يتعرض للضرب والإهانة، مع مداهمة المنازل، واعتقالات وطلب فدية مقابل إطلاق سراح المعتقلين، مع تقييد الجسر وفرض مبالغ مالية طائلة لعبوره.
ولفتت إلى أن هنالك انتشار واسع للعصابات من المستنفرين مع الدعم السريع يمارسون الهجوم على المواطنين بالسلاح الناري والأبيض.
وقال أحد السكان فضل عدم ذكر اسمه لـ”جبراكة نيوز”، إنهم يعانون من تقييد حرية التنقل لتوفير احتياجات الطعام والشراب، إذ تمنع قوات الدعم السريع حركة الدخول أو الخروج من الجزيرة، وتفرض مبالغ مالية كبيرة على المواطنين والتجار للسماح لهم بالخروج والعودة لجلب المواد الغذائية مما تسبب في انعدام السلع العذائية وغلائها، ويشمل تقييد الحركة حتى الأفراد إلا مقابل دفع مبالغ عالية لا يملكها سكان الجزيرة.
ولفت المصدر إلى أن أبرز معاناتهم تتمثل في الحصول على مياه الشرب، لجهة أن المكان الوحيد الذي يمكن الوصول فيه للنيل لجلب المياه هي منطقة “السهريج”، التي تقع في طرف توتي من الجهة الشرقية المقابلة للخرطوم بحري والجهة الغربية المطلة على أمدرمان، وهذه المنطقة تشهد تدوينا مستمرا مما يجعل الحصول على مياه الشرب منها أمرا يعرض حياة السكان للخطر، جراء استهداف من يوجد فيها بالقنص العشوائي غير معلوم المصدر.
ثكنات ومعتقلات
وأوضح المصدر أن عناصر الدعم السريع حولت المنازل الموجودة في الجهة الغربية إلى ثكنات عسكرية، ومعتقلات خاصة بها، مما يعني أن وجود المدنيين لأي غرض يعرضهم لتهم تتعلق بالتخابر مع الجيش الأمر الذي قد يقابل بالقتل أو الاعتقال، بينما من ذات الجهة إذا حاول أحد المواطنين الوصول للنيل لجلب المياه يمكن أن يتعرض للقنص من الجهة الغربية للجزيرة التي تقع في أمدرمان وهي تحت سيطرة الجيش.
وحذرت غرف طوارئ محلية الخرطوم في بيانها، من خطورة الأوضاع في جزيرة توتي المعزولة نسبيًا والتي تشكل خطرًا داهمًا ومباشرًا على حياة المدنيين.
وناشدت الجهات المدنية، السياسية والإنسانية الدولية، الإقليمية والمحلية بالتدخل بشكل عاجل وفوري لحماية حياة المدنيين غير المعنيين بشكل مباشر في الاشتباكات الدائرة الآن. وأكدت على أن ما ترتكبه قوات الدعم السريع من فظائع بجزيرة توتي يعد جريمة إنسانية مكتملة الأركان.
يشار إلى أنه خلال الـ 17 شهرًا الماضية وهي الفترة من بداية الحرب في أبريل 2023، إلى سبتمبر الماضي، سجل ما لا يقل عن 500 حالة وفاة في الجزيرة، ما بين طبيعية وأخرى متمثلة في الموت بالرصاص وسقوط الدانات والمسيرات، بجانب الوبائيات والأمراض الأخرى، وفق ما ذكرته غرفة طوارئ جزيرة توتي في بيان سابق.
وأكدت الغرفة بأنه خلال شهر أغسطس الماضي، سجل عدد 2 ألف حالة ملاريا، وتدني الرعاية الصحية وانعدام الغذاء والدواء وتفشي الحميات والملاريا، وكذلك انتشار التهاب البول والحميات وسوء التغذية وسط الأطفال وكبار السن.
إلى ذلك، أدانت شبكة أطباء السودان العمليات المروعة، التي نفذتها قوات الدعم السريع في جزيرة توتي، التي تشمل نهب المرافق الطبية والصيدليات واستخدامها كقواعد عسكرية، مما يعد انتهاكًا صارخًا للقوانين والأعراف المدنية والدولية.
وطالبت الشبكة بسرعة رفع الحصار المفروض على المدنيين في الجزيرة منذ بداية الحرب، والتوقف عن استهداف المرافق الطبية وما تبقى من صيدليات عاملة.
أحدث التعليقات