جبراكة نيوز: مهند مرشد
استعاد الجيش السوداني سيطرته على منطقة “جبل مويه” الاستراتيجية بولاية سنار، يوم السبت الماضي، بعد معارك خاضها منذ الخميس ضد قوات الدعم السريع التي تسيطر على المنطقة منذ 3 أشهر.
وقال إعلام مجلس السيادة إن نائب القائد العام الفريق أول ركن شمس الدين كباشي أشرف على سير العمليات العسكرية بولايتي النيل الأبيض وسنار حتى التحم جيش سنار بجيش النيل الأبيض وفتح الطريق القومي بين سنار ربك.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نحو واسع صورًا ومقاطع فيديو بثها جنود وضباط في الجيش تظهر سيطرتهم على جبل مويه، وعلى عتاد حربي يقولون إنهم استولوا عليه من قوات الدعم السريع، فيما يتوعدون بمواصلة تحرير ولاية سنار ودحر قوات الدعم السريع.
وكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت يوم 25 يونيو الماضي، على جبل مويه بعد معارك خاضتها مع الجيش وانسحب على اثرها نحو مدينة سنار، وصحبت هذه الأحداث في المنطقة حالة نزوح جماعي للسكان إلى مدينتي سنار وسنجة ومدن ولاية النيل الأبيض ربك وكوستي.
وبعد أيام من هذه المعركة وسعت قوات الدعم السريع عملياتها العسكرية في ولاية سنار مما أدى لسيطرتهم على الفرقة 17 بعاصمة الولاية سنجة، بعد انسحاب الجيش إلى مدينة سنار، وعقب ذلك انتقلت المواجهات للعديد من القرى والمحليات بولاية سنار شملت محليات الدالي والمزموم وأبو حجار والدندر، وغيرها من القرى والمحليات، واستطاع الدعم السريع أن يسيطر على مناطق كثيرة بالولاية حينها.
أهمية جبل مويه
وتقع منطقة جبل موية الاستراتيجية في ولاية سنار وسط السودان، وتأتي أهميتها كونها تضم طريقا يربط بين جغرافيا عدد من الولايات وهي الجزيرة شمالًا والنيل الأزرق جنوبا والنيل الأبيض من الناحية الغربية، وذلك فضلا عن أنها تعد معبرًا لولايات كردفان وإقليم دارفور، هذا الطريق الحيوي يربط بين ولايات شرقي السودان وغربه.
والمنطقة لها أهمية عسكرية لوجودها في موقع تحيط به ثلاثة مناطق عسكرية للجيش تضم الفرقة 17 مشاة في مدينة سنجة بولاية سنار، واللواء 265 قوات جوية في سنار من جهة الشرق، والفرقة 18 مشاة في كوستي من جهة الغرب، كما توجد بالقرب من قاعدة كنانة الجوية.
وبعد هيمنة قوات الدعم السريع على جبل مويه انقطع طريق ربك سنار وتسبب في توقف القوافل التجارية الامدادات التي تأتي من شرقي السودان إلى ولايات النيل الأبيض وكردفان ودارفور، مما تتسبب في ندرة وغلاء غير مسبوق في السلع الاستهلاكية والوقود وغيرها من المواد في عدة ولايات.
ومنذ أن بدأ المواطنون يتداولون نبأ سيطرة الجيش على جبل مويه وفتح طريق سنار ربك شهدت أسواق ولاية النيل الأبيض انخفاضًا ملحوظًا في أسعار السلع وكذلك انخفاض في سعر الوقود في السوق السوداء، حسب مواطنون من كوستي وربك تحدثوا لـ”جبراكة نيوز”.
ويأمل الكثيرون في أن يساهم فتح طريق ربك سنار في تحسين أوضاع الناس وانسياب الحركة التجارية والسفرية بين ولايات شرق السودان ووسطة وغربه المتوقفة منذ 3 أشهر.
وتاتي سيطرة الجيش على جبل مويه ضمن مجموعة من العمليات العسكرية نفذها في كل من ولايات الخرطوم وسنار، إذ اعلنت منصات تابعة للجيش تقدم الجيش في منطقة الخرطوم بحري والسيطرة على جسر الحلفايا الرابط بين بحري وأمدرمان، وكذلك الحي الذي يحمل نفس الاسم، وكذلك تقدم نحو منطقة المقرن بالخرطوم التي كانت تسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ أشهر، مما يدل على انطلاق الجيش نحو تنفيذ عمليات ذات طابع هجومي وليس دفاعي عن مناطق سيطرته.
ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش حربًا ضد قوات الدعم السريع اشتعلت في الخرطوم على خلفية صراعات سياسية متعلقة بدمج الدعم السريع في الجيش، ثم انتقل الصراع سريعًا إلى إقليم دارفور غربي البلاد، وتدرج ليشمل وولايات كردفان والجزيرة وسنار واجزاء من ولايات النيل الأبيض والقضارف.
وتسببت الحرب الدائرة في مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، وأجبرت 10.7 ملايين شخص على النزوح من مناطقهم، وفق الأمم المتحدة، وأدت إلى تدهور في الأوضاع الإنسانية.
أحدث التعليقات