التقطت صورة نادرة للرئيس الراحل جعفر نميري فمنحني ساعة يد ومبلغ مالي بلغ (5) جنيهات
جبراكة نيوز: حوار
رغم مشواره الطويل لنصف قرن من الزمان إلا أن الابتسامة لم تفارق محياه الصبوح في تصوير المشاهد التي يتقن ويتفنن في التقاطها بزوايا متنوعة ومتعددة ليجعل منها وسيلة لتقوية الصلات وأداء لترسيخ العلاقات المجتمعية.
دخل ساحات العمل قاطعا المسافات البعيدة وهو يتميز بقوة التحمل والنشاط الدافق محاطا بسياج من الحماس في مواصلة المسير المضني في عالم التصوير.
إنه المصور أحمد عبدالرحمن بيضة، الذي ظل يرصد بعدسته الفنانة والفاتنة الوانا من الصور النادرة لرموز بلادنا ومناظرها الساحرة، فهو فنان بحق يمارس مهنته عن دراية ومعرفة وظل يرفد سبر الصور ولم تقعده سنين العمل التراكمية ولا مشاغل الحياة وصفها ولا حتى ألم الإصابة عن أداء دوره وقطع مشواره رفقة الكاميرا ومهنة التصوير التي أحبها وهو شاب ومنحها نضارة العمر فهو أب وعم وأخ خلوق وصديق حميم لكل من يمارس مهنة الإعلام، إنه رجل تتجسد فيه كل معاني النخوة والكرم والشهامة وصفاء النية تجده حضوراً في كافة المحافل والمشاركات في كل ضروب الحياة وأفراح وأتراح الجميع، الرجل لم يتردد قيد أنملة في مد ذاكرة التراث الفوتوغرافي بالمزيد من القيم التي قل إن تجدها في حروف بنت عدنان.
بطاقة تعريفية
ولد بيضة في العام 1945 بمدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور ونشأ وترعرع فيها ثم انتقل الى مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور واستقر بحي السد العالي.
بيضة متزوج وأب لعشرة ابناء (٣) ذكور و(٧) إناث، واكمل تعليمه حتى مرحلة رابعة كتاب ثم درس في المعهد العلمي نيالا ولم يكمل دراسته “لاسباب خاصة به”.
متى التحقت بالقوات المسلحة؟
التحقت بالقوات المسلحة في يوم 1\8\1959 وتواصلت خدمتي فيها لـ40عاما حتى تقاعدت للمعاش برتبة مساعد.
جنوب السودان كانت لك فيها ذكريات؟
كنا في مأمورية إلى الاستوائية وتعرضنا إلى كثافة نيران، أصبت في منطقة طمبرة بسلاح مليتوف في يديي وعلى مستوى الوجه وكان ذلك في العام 1964، وفي ذلك الحادث استشهد نفر كريم من زملائي ثم تعرضت لإصابة أخرى في الرجل اليمنى إبان زيارة الرئيس الأسبق (البشير) لمدينة نيالا في حادث حركة أثناء تغطيتي الإعلامية للزيارة.
أصبت في منطقة طمبرة في حنوب السودان بسلاح مليتوف في يديي ووجهي
أنت من المؤسسين لجمعية المعاقين بنيالا؟
كنت أشغل منصب الأمين المالي للجمعية في عهد رئيسها الراحل عمنا علي حسن حسين، ثم رئيسا مؤقتا للجمعية في عهد المرحوم عمر سليمان الذي كان أمينا عاما، ثم ابتعثت إلى ليبيا من قبل الراحل عمر سليمان في زيارة عمل تخص الجمعية.
متى كانت بداياتك في عمل التصوير؟
بدأت مزاولة مهنة التصوير منذ التحاقي بالقوات المسلحة في العام 1959م تلقيت دورة تدريبية في فنون التصوير الفوتوغرافي بجمهورية مصر العربية في العام 1964م .
بدأت مزاولة مهنة التصوير منذ التحاقي بالقوات المسلحة في العام 1959
وفي العام 1967 في جنوب السودان وافتتحت فيها ستوديو للتصوير استمر لمدة تسعة اعوام وبعدها ذهبت إلى قاهرة المعز لكورس تدريبي في التصوير ثم انتقلت الكتيبة الي مدينة نيالا وهنا ايضا افتتحت ستوديو في العام 1978م.
ما هي قصة الساعة مع الرئيس الراحل جعفر نميري؟
في ذلك الوقت التقطت صورة نادرة للرئيس الراحل جعفر نميري وهو ما اثار إعجابه فقام بمنحي ساعة ومبلغا ماليا بلغ (5) جنيهات في وقتها يعتبر مبلغاً كبيراً ومقدرا .
كيف تنظر إلى مدينة نيالا خلال السنين الأخيرة؟
نيالا في الواقع مدينة فاتنة وجذابة من يدخلها يصعب عليه مغادرتها وخلال السنوات الماضية ازدهرت وتطورت وأصبحت تضاهي شكل المدن الحضارية من خلال الطفرة العمرانية التي شهدتها بصورة كبيرة خاصة بعد العام 2018م ازدهرت وتجملت بإنشاء المؤسسات والاماكن السياحية لاستقبال طلاب الدورة المدرسية وقتها.
نيالا في الواقع مدينة فاتنة وجذابة من يدخلها يصعب عليه مغادرتها
وكيف تنظر إليها بعدستك الآن؟
نيالا الآن غير موجودة الخراب والدمار وهجرة السكان جعلتها خالية وأصبحت بفعل الحرب – التي نسأل الله أن تخمد نيرانها – مدينة أشباح بصراحة اختفت كل المعالم الجميلة التي كانت تضج بالحيوية.
أخيرا نسأل الله أن تنتهي الحرب وتعود نيالا تضج بناسها وحركتها فهي المدينة التي تشكل ملتقى طرق لعدد من الولايات ودول الجوار من ياتيها لايستطيع مغادرتها الكلام عن نيالا لاينتهي فهي كل الحب والحنان .
أحدث التعليقات