الأربعاء, مارس 12, 2025
الرئيسيةتقاريرتقرير: تسارع وتيرة الأحداث السياسية.. ماذا يحدث في السودان؟

تقرير: تسارع وتيرة الأحداث السياسية.. ماذا يحدث في السودان؟

جبراكة نيوز: تقرير- عيسى دفع الله

تسارعت وتيرة الأحداث في السودان خلال عطلة نهاية الاسبوع بصورة دراماتيكية، فلم تمض ساعات منذ ان نقلت منصات التواصل الاجتماعي ما قالت إنه تسريب لاجتماع بين قيادات الحركات المسلحة مسار دارفور بمدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر تطالب فيه بـ50% من السلطة والمتبقي للجيش.

إضافة إلى تسليح قوات الحركات وتوفير مركبات قتالية، الامر الذي إعتبره كثير من المتابعين إبتزاز للقوات المسلحة بغية القتال في صفها.

بالمقابل نفى حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، الاتهامات الموجهة للقوات المشتركة بأنها تقاتل من أجل قسمة سلطة أو ثروة، وقال: “نحن نبذل الدم في جميع أصقاع السودان ولا نريد جزاءً ولا شكورًا”.

وأضاف خلال كلمة له في ندوة سياسية بالعاصمة الفرنسية باريس أنهم دخلوا الحرب مرغمين لحماية الأهل والأرض والعرض.

وأكد مناوي أن القوات المسلحة هي المؤسسة الوحيدة التي “نعترف بشرعيتها ولا نقبل بأي مؤسسة أخرى دونها كما نطالب بإصلاحها وبناء مؤسسة عسكرية واحدة”.

كما أشار مناوي إلى أن “قوات الدعم السريع المتمردة تتكون من أفراد إسلاميين، باستثناء يوسف عزت الذي يعد الشيوعي الوحيد بينهم”.” وأضاف أن “الدعم السريع ليس قبيلة، والرزيقات ليسوا جزءًا من الدعم السريع.”

وتحدث مناوي، عن تشرذم الإسلاميين في السودان، حيث قال إنهم الآن تفرقوا إلى قبائل ومناطق، لذا لا يوجد وجود فعلي للإسلام السياسي في البلاد.” وأوضح أن “كل من يتحدث عن محاربة دولة 56 هو مكابر، ولا يمكن إنكار وجود التهميش. مؤكدا “لن نسمح بتفكيك دولة 56، لأنها بنيت بجهود أجدادنا.”

انحياز للجيش

بينما أعلنت القوات المسلحة السودانية في تعميم صحفي الأحد، إنحياز قائد الدعم السريع في ولاية الجزيرة أبوعاقلة كيكل، إلى جانب الجيش. وأفادت أن كيكل قرر القتال جنباً إلى جنب مع الجيش وبرفقته مجموعة كبيرة من قواته بعد أن “تكشف لهم زيف وباطل دعاوى الدعم السريع وأعوانهم، وأنهم مجرد أدوات رخيصة لتمرير أجندة إجرامية دولية وإقليمية لتدمير البلاد أرضاً وشعباً ومقدرات”.

ورحبت القوات المسلحة بالخطوة التي وصفتها بالشجاعة من قبلهم وأكدت أن أبوابها ستظل مشرعة لكل من ينحاز إلى صف الوطن وقواته المسلحة، كما جددت عفو رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة لأي متمرد ينحاز لجانب الوطن ويبلغ لأقرب قيادة عسكرية بكل مناطق السودان.

إيقاف الحرب

بدورها كشفت «جبراكة نيوز» عن عقد اجتماع في دولة الإمارات بين الأمين العام للحركة الإسلامية على كرتي، وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو، في منتصف الأسبوع الماضي لبحث إيقاف الحرب.

فيما كشف عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد قائد الجيش الفريق ياسر العطا، عن التقاء قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو، بالامين العام للحركة الاسلامية علي كرتي، مرتين، قبل الحرب ما بين شهري يوليو وسبتمبر عام 2022، بوساطة وحضور القيادي الإسلامي البارز ومستشار قائد الدعم السريع حسبو محمد عبد الرحمن.

وقال العطا في حوار مع صحيفة الشرق المصرية أن الاجتماع الأول عقد بمنزل شقيق كرتي بمنطقة شمبات فى مدينة بحرى، أما الاجتماع الثاني فقد عقد بأحد مراكز الدعم السريع بمنطقة الخرطوم 2، بحضور شقيق حميدتي عبدالرحيم دقلو، وعدد من قادة الحركة الإسلامية وهم أسامة عبدالله والدرديرى.

خلاصة الاجتماعين أنهم واجهوا حميدتي برغبته في الوصول للسلطة عبر إنقلاب وقتال الجيش، وقالوا له إذا قاتلت الجيش سوف نقاتلك ونقاتل مع الجيش، وإذا كنت تريد الوصول عبر الانتخابات أنت حر! فعرض عليهم حميدتي التحالف معه في صندوق الانتخابات، ولكنهم رفضوا عرضه، ثم قام حميدتي بالفعل بقتال الجيش، وهم قاتوا مع الجيش ضده.

خيوط متشابكة

حول تصاعد وتيرة الاحداث في الساحة السياسية السودانية بين تصريحات متضاربة وتهديدات بزيادة رقعة القتال للاستحواز على مزيد من الاراضي وتوقعات التسوية التي تلوح في الأفق يرى مراقبون أن خيوطاً متشابكة تسيطر على الساحة مقرونة بخطاب قائد الدعم السريع الاخير الذي شكر فيه قواته وقال إن من أراد الذهاب عليه ان يذهب، ورأى بعضهم إنها إشارة إلى ترتيب الصفوف بين اطراف الصراع قبل التسوية التي توقعوا أن تأتي في وقت قريب.

نفوذ متزايد

المحلل السياسي عبدالمنعم هارون، رأى انضمام كيكل للجيش في هذا التوقيت قد يكون لخلق توازن قوة مع القوة العسكرية والنفوذ المتزايد للمشتركة وأضاف “هذا لا ينفي وجود أسباب أخرى”. وقال هارون، في إفادة لـ«جبراكة نيوز» “حسب اعتقادي، خطوة كيكل هذه قد تكون رد فعل لما نشر حول  مطالب القوة المشتركة”.

ولفت هارون، “إذا صح الخبر بأن القوة المشتركة طالبت بـ 50% من السلطة، فهذا حق ولا يوجد سبب واحد يمنعهم من أن يطالبوا بهذا الحق، فهم سودانيون ولهم المساهمة الكبرى في كبح تقدم الدعم السريع في هذه الحرب العبثية. لكن في المقابل المطالبة بهذا الحق ستضعهم في صراع مباشر مع المركز، وللمركز أدواته التاريخية في التعامل مع مثل هذه المطالب، كما كان في السابق.”

وذكر هارون أن المسألة بسيطة، المركز السياسي الصفوي والتركيبة المشوهة للدولة لن تقبل بأن ينازعها في السلطة أي قوى لا تنتمي إليها  جغرافياً أو جهوياً أو أيدولوجياً.

وذهب هارون، إلى إنه ما لم تتم معالجة الأسباب التي ظلت تنتج الصراعات في السودان، فإن الحرب الحالية لن تكون الأخيرة وحلفاء اليوم سيكونوا أعداء الغد، كما يحدث اليوم بالضبط. وهذا دواليك في صراع دائري لا يعرف النهاية. مطالبًا بإيقاف الحرب لأنها لن تعالج أزمات السودان  بل ستعقدها أكثر.

 

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات