الأربعاء, مارس 12, 2025
الرئيسيةتقاريرظروف قاسية.. نازحون من بابنوسة بغرب كردفان يعانون في صمت

ظروف قاسية.. نازحون من بابنوسة بغرب كردفان يعانون في صمت

 

جبراكة نيوز: مهند مرشد

يواجه آلاف النازحين في منطقة “الكلاعيد”، شمال مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان أوضاعًا إنسانية مأساوية جراء نزوحهم منذ نحو العام.

ويعانون من نقص حاد في الغذاء وغياب الرعاية الصحية الأولية، كما يعجز الكثيرون منهم في توفير احتياجاتهم الأساسية.

أمراض وأوبئة

قالت إحدى النازحات – فضلت حجب اسمها – إن أمراض الالتهابات والملاريا منتشرة وسطهم مع انعدام الأدوية والمراكز الصحية، في معسكر “الكلاعيد”. وكذلك غياب التطعيمات الخاصة بالأطفال.

وكشفت في حديثها لـ”جبراكة نيوز”، إنهم يعتمدون في تشخيص الأمراض وتناول الدواء على طبيبة واحدة تؤدي دور الطبيب والمشخص والصيدلي. وتعمل داخل “راكوبة”، وبعد اجراء الفحص عبر جهاز الميكروسكوب الذي تمتلكه، تحدد نوع العلاج وطريقة تناوله، مع محدودية الأدوية المقدمة التي تتمثل في مسكنات الألم ومخفض الحرارة للأطفال.

وبالنسبة للحالات التي تحتاج إلى رعاية صحية أكثر يضطرون للذهاب لمنطقة “أم جاك”، التي تبعد مسافة ساعة واحدة بالسيارات الصغيرة أو “الركشات”، من معسكرهم، وهو أمر يزيد من التكلفة بالنسبة لأوضاعهم الاقتصادية المتدهورة، ومعظمهم يعجزون عن توفير العلاج اللازم.

وقالت إنه خلال الأشهر الأولى لنزوحهم، توفى العديد من الأطفال وكبار السن بسبب فقر الدم والبرد.

والآن يقابلون الشتاء الحالي دون مساكن تقيهم البرد ولا مشمعات تساعد في تدفئة مساكنهم المكونة من القش، وكذلك افتقارهم للبطاطين.

جباريك الدخن

وأفادت أن بعض النازحين منهم خلال الأشهر الماضية لجأوا لتلبية حاجات الغذاء، بزراعة محصول الدخن في “الجباريك”. وهي مساحات صغيرة تزرع للإكتفاء الذاتي، لا تكفي حاجتهم بالكامل لكنها تساعد قليلًا.

وأوضحت أن معظم الموجودين فقدوا أعمالهم بدون أن يجدوا بديلًا وباتوا في حاجة ماسة للمساعدات لا سيما مع الظروف الاقتصادية الخانقة.

وطالبت المنظمات الإنسانية بالتدخل وتقديم المساعدات للمنطقة التي قالت إنهم منذ بداية العام الجاري نازحون بالكلاعيد في ظروف حياتية غاية في السوء إلا أن المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات في المناطق المتأثرة لم تصلهم طوال فترة إقامتهم مما زاد من معاناتهم وجعل وضعهم الإنساني صبعًا.

تقع مدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان وتبعد عن مدينة الأبيض 335 كيلو مترًا، وتعتبر واحدة من أهم محطات التقاطع الرئيسية في سكة حديد السودان التي تربط غرب السودان بشرقه وشماله.

وبدأ في يناير الماضي هجوم قوات الدعم السريع بهدف السيطرة على مقر الفرقة 22 مشاة التابعة للجيش.

ومع احتدام المعارك بين الطرفين تواصلت موجات النزوح من المدينة نحو المناطق القريبة نحو مدن الفولة والمجلد.

ونزح الآلاف منهم إلى الكلاعيد التي تبعد بضع كيلومترات شمالي بابنوسة وهي منطقة زراعية بها آبار للسقيا.

صراع بابنوسة

ويتقاسم الجيش وقوات الدعم السريع السيطرة على محليات لاية غرب كردفان، إذ يهيمن الجيش على عدد من المدن الرئيسية مثل النهود، الخوي، ود بندة وبابنوسة.

وتسيطر قوات الدعم السريع على مناطق استراتيجية تشمل حاضرة الولاية الفولة والمجلد، غبيش، والأضية، وأبو زبد والميرم، وغيرها.

وأكد بعض النازحين من المدينة الذين تحدثوا لـ”جبراكة نيوز”، خلو المدينة من أي وجود للمدنيين.

ويوجد الجيش داخل مباني الفرقة 22 مشاة التي يدافع عنها منذ نحو العام، بينما تحاصر قوات الدعم السريع المدينة من جميع الجهات.

وأكدوا أن لا أحد من المواطنين عاد إلى بابنوسة بعد مغادرتها بشكل جماعي خلال الأسابيع الأولى للاشتباكات.

وأشاروا إلى أنهم لا يستطيعون العودة إليها نسبة لخطورة الوضع الأمني ولانعدام سبل الحياة فيها وانتشار مخلفات المعارك من الأسلحة غير المتفجرة أو الألغام المزروعة داخل وحول المدينة.

ومن جانبه، قال المجلس النرويجي للاجئين، في بيان صحفي أواخر نوفمبر الماضي إن الصراع في السودان تسبب في أكبر أزمة نزوح في العالم.

إذ نزح أكثر من 11 مليون شخص داخل البلاد، كما يبحث ثلاثة ملايين آخرون عن ملجأ في تشاد ومصر وجنوب السودان ودول مجاورة أخرى.

وتسببت الحرب المستمرة لنحو 19 شهرًا في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في مقل آلاف المدنيين.

وبحسب الأمم المتحدة فإن 26 مليون شخص، أي أكثر من نصف السكان بحاجة إلى المساعدات الإنسانية.

ويواجه السودان مستويات تاريخية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ولكن الوضع خطير بشكل خاص للعالقين في المناطق المتأثرة بالصراع، لاسيما ولايات الجزيرة ودارفور والخرطوم وكردفان.

 

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات