جُبراكة نيوز: مآب الميرغني
تراوحت أعمال الفنانة التشكيلية يثرب حسن ما بين الواقعية والانطباعية لمقاربة أعمال العنف والقتل الممنهج التي مورست ضد السودانيين منذ اندلاع حرب 15 أبريل2023.
وتقنيات اللوحات لدى يثرب مختلفة ومتنوعة وكبيرة المعنى مفادها “من الحرب إلى السلام، وإلى الأمن والاستقرار”.
تحت عنوان “السياسات القمعية” شاركت يثرب حسن في معرض تشكيلي أقيم في العاصمة الكينية نيروبي، بمشاركة فنانين آخرين، دافعين برسالة شعارها الأول “لا للحرب”.
التقت “جُبراكة نيوز” بيثرب من داخل أروقة المعرض التشكيلي، الذي أقيم الأسبوع المنصرم، وسألناها كيف عبرت بلوحاتها التشكيلية عن هذه الحرب؟
دور الفن التشكيلي
قالت يثرب: هذه الحرب، عاشها فنانون تشكيليون لحظة بلحظة منهم من نزح داخل السودان، وآخرون لاجئون في دول الجوار، ومنهم من ظل باقيا في السودان.
وأضافت: هذا الوضع دفعهم لاستغلال موهبتهم للتعبير عن أنفسهم أولًا، ولفت نظر المجتمع الدولي إلى قضيتهم وإلى تناول جذور هذا الصراع وتداعياته.
ووصفت التشيكلية يثرب أول يوم لها في الحرب بـ”المفاجأة الصادمة”، لاسيما أنها باغتت السودانيين في شهر رمضان الكريم.
وقالت إنها بعد صمود شهرين في حرب الخرطوم انتقلت مع أسرتها من أم درمان إلى الجزيرة أبا، إذ واجهوا مشقة الطريق لبضعة أيام.
رحلة اللجوء
ومضت بالقول: “بقيت في الجزيرة أبا حوالي سنة كاملة، بعدها أتيحت لى فرصة لإقامة فنية في دولة كينيا، كانت فرصة جيدة جدًا وقتها والخيار الوحيد من حصار الحرب.
وتابعت: بدأت رحلتي برًا من النيل الأبيض إلى كينيا عبر دولة جنوب السودان، كان الوصول إلى كينيا بعد رحلة شاقة وطويلة استغرقت أياما.
وواصلت يثرب في سرد تجربتها مع اللجوء وقالت: “استغرقت وقتا طويلا لاسترجاع شتات نفسي والخوض مرة أخرى في إنتاج أعمالي التشكيلية.
وأردفت: الفنان على مر العصور كان له دوره الحاضر بقوة في التوثيق والتسجيل والتعبير، فعند انتهاء الحروب تبقى الأعمال الفنية شاهدة على أحداثها”.
وأوضحت أنها بعد أن تماسكت قليلا تمكنت من المشاركة في بعض المعارض التشكيلية الجماعية ومن ضمنها معرضها الأخير في كينيا.
السياسات القمعية
وحول مسمى المعرض “السياسات القمعية” قالت: “في اعتقادي القاطع هذا الاسم يحمل الكثير خلف كلمتين، نحن في السودان كنا وما زلنا نتعرض لتلك السياسات القمعية باختلاف أنواع القمع الممنهج الممارس علينا كشعب.
وقالت: كشعب نتعرض لأسوأ أنواع القمع، فنحن لا نستطيع التعبير عن ما يدور الآن في السودان بحرية، نحن الذين ذاقوا الحرب وويلاتها، نحن من فقد كل شيء وما زلنا ندفع الثمن”.
وتابعت: هذه المجموعة من الأعمال الفنية خاصة جدًا ومهمة بشكل لا يوصف، كما أنها مازلت في بداية البحث حول العنوان المذكور سابقًا، شغفي بالمشروع دومًا في حراك مستمر للغوص وانتاج اعمال جديدة قادمة.
يثرب لديها اسلوب مختلف يميزها في لوحاتها، تحمل أعمالها مزيجًا من الخطوط والألوان والملمس على سطح العمل الفني باختلاف التكوين من عمل إلى آخر.
وفي هذه المجموعة من الأعمال المعروضة تقول إنها اختارت الأبيض والأسود والدرجات الوسيطة بينهما، وترى أنها الأكثر ملاءمة للأعمال الفنية تحت العنوان اعلاه.
عوامل نجاح الفنان
وترى يثرب أن من عوامل نجاح الفنان التشكيلي الصبر والمرونة والثقة، فهي عوامل تسهم في تطوير الفنان وتساعده على النجاح إلى أن يصل إلى النتيجة المرجوة.
وتقول إن هناك علاقة تربط بين الرسم والفنون مع الحرية والمسؤولية، فهي علاقة خاصة جدًا، فالفنان مسؤول بطبعه رغم نظرة المجتمع السوداني للفن والفنانين، وترى أن الفنان حر في تفكيره وطريقة التعبير دون قيود.
وتوقعت يثرب بأن “تكون هذه اللوحات، مصدراً لتوثيق فترة الحرب، ويمكن أن تترجم تجربة الحرب الزمنية والمكانية وتأطيرها في خيال ملايين السودانيين وغيرهم من خلال تحليل فني تشكيلي واجتماعي عميق وموضوعي”.
وختمت حديثها لـ”جراكة نيوز” مبدية إعجابها بالحركة التشكيلية السودانية، إذ أن الفنانين السودانيين يسعون لعكس الواقع السوداني الأليم والمعاناة التي يمر بها السودان الآن من خلال أعمالهم الفنية.
أحدث التعليقات