الخميس, مارس 13, 2025
الرئيسيةتقاريرتقرير: جوع وسوء تغذية.. خطر الموت يهدد أطفال معسكر عطاش بجنوب دارفور

تقرير: جوع وسوء تغذية.. خطر الموت يهدد أطفال معسكر عطاش بجنوب دارفور

 

جبراكة نيوز: مآب الميرغني

الموت أصبح شبحًا يحلق في سماء معسكر عطاش للنازحين شمال مدينة نيالا غرب السودان، فمن لم يمت بالرصاص مات جوعًا بانتشار سوء التغذية.

نال الجوع والمرض من جسد الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن، لا يجدون إلا القليل من الطعام يسد رمقهم.

وتعويضًا عن نقص الغذاء لجأوا إلى تناول وجبات “البسكويت” الخفيفة التي تقدم في الأساس لمعالجة أطفال سوء التغذية فقط.

وفي وقت تتسع فيه رقعة حرب السودان يزداد تدفق أعداد النازحين من وسط السودان وشماله وغربه. في حين خلف غياب المساعدات الانسانية والإغاثات في دارفور انتشارًا واسعًا لسوء التغذية.

وعلى الرغم من مناشدات المسؤولين المتكررة في دور إيواء النازحين والمعسكرات لتغطية الاحتياجات الكلية في دارفور إلا أن هناك تعقيدات أمنية وبيئية تحول دون ذلك يضاف إليها قلة العرض من المنظمات العالمية.

الوضع الصحي

كشف مسؤول التغذية بمنظمة world vision باب الله خاطر في مخيم عطاش للنازحين في ولاية جنوب دارفور، عن تزايد انتشار حالات سوء التغذية في المخيم.

وقال في حديثه لـ”جبراكة نيوز” إن حالات سوء التغذية لا تعد ولا تحصى، وفي كل أسبوع يتم استقبال ما بين (600) إلى (700) حالة من الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات وكبار السن.

وذكر أن الرعاية الصحية التي تقدم داخل المخيم حصرًا على أطفال سوء التغذية دون النساء وكبار السن لمحدودية العلاج والغذاء، ولا يقدم شيء بخلاف “البسكويت”، مؤكدا أن المعسكر يفتقر إلى العقاقير الطبية والعلاجية للمرضى.

امرأة من معسكر عطاش للنازحين - جنوب دارفور
امرأة من معسكر عطاش للنازحين – جنوب دارفور

وأعرب خاطر عن أسفه للوضع الصحي الذي تمر به المخيمات في دارفور جراء تفشي سوء التغذية، كاشفًا عن ظهور مرض الدرن وسط النازحين وغيره من الأمراض الخطرة الأخرى.

وفي سياق متصل، رسمت الأمم المتحدة صورة قاتمة للأوضاع الإنسانية في السودان، وصنفته بين الدول الأربع الأولى في العالم التي ينتشر فيها سوء التغذية الحاد.

وتفشّي الأمراض الوبائية التي تهدّد ملايين السكان، بينهم ملايين الأطفال دون سن الخامسة، في وقت تزايدت فيه حالات النزوح بسبب استمرار الحرب والسيول والفيضانات التي شرّدت مئات الآلاف، بما في ذلك المناطق التي يتعرض فيها الناس لخطر المجاعة.

استغاثة عاجلة

وأشار مسؤول التغذية إلى غياب دور المنظمات والإغاثات داخل مخيمات النازحين في دارفور، التي كانت تصلها حوالي 12 منظمة عبر مفوضية العون الإنساني أصبحت غير موجودة الآن، وبعد حرب أبريل تمكنت من الوصول ثلاث مرات فقط.

وأرجع الأسباب إلى استمرار وتمدد العنف والاشتباكات التي حالت دون وصول الإغاثات إلى مخيمات دارفور، مما أسهم في انتشار مرض سوء التغذية، فالنازحون يواجهون أوضاعا قاسية تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.

وأطلق مسؤول التغذية باب الله خاطر نداء استغاثة عاجل عبر “جبراكة نيوز” إلى جميع منظمات العون الانساني بالالتفاف وتقديم خدمات غذائية وعلاجية وأن يكون لها دور فعلي مستمر في مخيمات دارفور.

وقالت منظمة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تقرير نشرته، الثلاثاء، إن السودان أصبح من الدول الأربع الأولى في العالم (لم يذكر التقرير منها سوى السودان)، من حيث انتشار سوء التغذية الحاد العالمي.

حرب التجويع

وفي السياق نفسه، كشفت سكرتيرة المرأة بالمخيم، آسيا هارون لـ”جبراكة نيوز” بالأرقام عن ارتفاع حالات سوء التغذية عند الأطفال التي بلغت  (1149) حالة، بينما الحوامل بلغت (158) حالة، أما المرضعات (102)، وكبار السن (18) حالة.

وقالت إن سوء التغذية بمخيم عطاش وصل مرحلة في غاية الخطورة، فالحرب تمنع وصول المساعدات إلى غالبية مخيمات دارفور، وأن سوء التغذية تجاوز الحد الحرج، وهناك معاناة فعلية يعيشها النازحون خاصة النساء والأطفال بسبب سياسة التجويع التي تنتهجها الحرب.

وأضافت: أن الحوامل والمرضعات يشكون من نقص الغذاء مما يجعل الأطفال حديثي الولادة يخرجون من بطون أمهاتهم ببوادر سوء تغذية واضحة على أجسادهم، فهم يعيشون بوجبة واحدة وغالبًا ما تكون “فول سوداني”.

وتابعت: كانت النساء تعتمد على عملها في المنازل ولكن مع مجريات الأحداث فقدن أعمالهن، والبعض منهن توجهن إلى الزراعة.

اغتصاب تحت التهديد

وأكدت السكرتيرة آسيا وقوع حالات اغتصاب بين النساء والفتيات ومنهن القاصرات تحت تهديد السلاح. مشيرة إلى أن الجوع ورحلة البحث عن الطعام في مناطق بعيدة هو ما جعلهن يتعرضن للاغتصاب.

وقالت إن إحداهن اغتصبت أكثر من مرة في حادثة واحدة، وأبانت أن إدارة المخيم وثقت لهذه الحالات وقدمت لهن الرعاية الطبية والنفسية، مؤكدة مخيم عطاش سجل حوالي (15) حالة اغتصاب هذا العام.

وختمت حديثها بقولها: انعدام الغذاء والدواء وتفشي الوباء والجوع ينذر بوضع خطير ولا بد من وجود حلول اسعافية وعاجلة لإنقاذ أوضاع الأطفال المزرية والنساء وكبار السن.

وأكدت أن عدم تلقي العلاج والرعاية الصحية يهدد الجميع في مناطق الإقليم كافة خاصة بعد تدهور الأوضاع في الأشهر الأخيرة.

وأفادت وزارة الصحة بولاية جنوب دارفور، إنها سجلت أكثر من (400) حالة جديدة لسوء التغذية الحاد وسط الأطفال فى محليات “تلس ودمسو والسنطة”، وتسجيل أكثر من (500) حالة سوء تغذية للحوامل والمرضعات في جنوب دارفور.

وأشارت إلى إن الإحصائية الجديدة جاءت بناءً على الحملة الغذائية المتكاملة التي نفذتها إدارة التغذية بوزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة “يونيسيف” التي استمرت لأسبوعين.

وأوضح التقرير الختامي للحملة، الذي اطلعت عليه “جبراكة نيوز”، أن إجمالى الأطفال الذين تم الكشف عليهم بشريط (المواك) في محليات تلس  ودمسو والسنطة بلغ (13199) منهم (493) طفلا وطفلة مصابين بسوء التغذية الحاد و(2797) بسوء التغذية المتوسط و(9908) أطفال أصحاء.

 

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات