الأربعاء, مارس 12, 2025
الرئيسيةمقالاتبسبب الحرب.. صحفيو السودان بين القتل والتشريد

بسبب الحرب.. صحفيو السودان بين القتل والتشريد

 

بسبب الحرب.. صحفيو السودان بين القتل والتشريد

عافية محمد

عامان إلا قليلا أغلقت خلالهما معظم الصحف السودانية أبوابها وشرد منسوبوها بفعل الحرب التي أزهقت أرواح الصحفيين وقطعت أرزاقهم واستهدفت الكثير منهم، واعتقلت قوات الدعم السريع بعضهم وساومت أهلهم على حريتهم مقابل المال كفدية، وبأمر الحرب دمرت المؤسسات الإعلامية ونهبت كل معدات العمل الصحفي وبيعت في الأسواق.

وبحسب نقابة الصحفيين السودانيين فإن 15 صحفيا قتلوا منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023.

وقالت النقابة، في بيان صحفي بمناسبة اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، إنه منذ اندلاع الحرب في السودان تصاعدت الانتهاكات ضد الصحفيين والصحفيات بشكل غير مسبوق.

وكشفت عن تعرض 11 صحفيا لاعتداءات جسدية وإصابات، من بينهم 3 صحفيات بجانب تعرض 30 صحفيا، من بينهم 10 صحفيات لإطلاق نار وقصف، كما تعرض 60 صحفيا للاختطاف والاحتجاز القسري، فيما تعرض 58 صحفيا للتهديد الشخصي، و27 صحفيا لاعتداء جسدي ونهب ممتلكات.

وأوضحت النقابة أن ما يتعرض له صحفيو وصحفيات السودان يستوجب من الجهات المعنية، داخليا وخارجيا، تحمل مسؤولياتها لضمان محاسبة المعتدين وتوفير الحماية اللازمة للصحفيين الذين يخاطرون بحياتهم لإيصال الحقيقة، وتعهدت النقابة بملاحقة مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين واتخاذ كافة الإجراءات القانونية لتحقيق العدالة.

ودعت نقابة الصحفيين السودانيين طرفي النزاع إلى احترام القانون الدولي الذي يكفل حماية الصحفيين كمدنيين، ويضمن أمنهم وسلامتهم أثناء أداء عملهم الإعلامي.

وقالت النقابة ان  قوات الدعم السريع أقدمت على قتل الصحفية بوزارة الثقافة والإعلام بولاية الجزيرة ومراسلة صحيفة الميدان الناطقة بلسان الحزب الشيوعي السوداني “حنان آدم” وشقيقها يوسف آدم في منزلهما بقرية “ود العشا” بريف المدينة عرب بمحلية جنوب الجزيرة.

وادانت قتل الصحفية حنان آدم، وشقيقها، وتتقدم بأحر التعازي لأسرتها وأهلها المكلومين، وحملت قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن مقتل الصحفية حنان آدم واعتبرته  انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية وتطالب قوات الدعم السريع بالكشف عن الجناة ومحاسبة المسؤولين.

وحذرت نقابة الصحفيين السودانيين قوات الدعم السريع من الاستمرار في انتهاك حقوق الصحفيين والصحفيات والعاملين في قطاع الإعلام.

ودعت المنظمات المحلية والإقليمية والدولية العاملة في مجال حرية الصحافة وحماية الصحفيين للضغط على قوات الدعم السريع لإدانة الحادث.

وطالبت بعودة الاتصالات والإنترنت للإبلاغ الفوري عن الانتهاكات. وقالت ان التعتيم الإعلامي الذي يعيشه السودانيون بسبب انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات يوفر غطاءً لانتشار الانتهاكات والجرائم وإخفاء الأدلة التي يقوم بها أطراف النزاع في السودان.

وفي ذات السياق أدانت اعتقال قوات الدعم السريع الصحفية بالإذاعة السودانية إخلاص خليفة منذ أكثر من شهرين وهي في طريقها من ولاية النيل الأبيض إلى بورتسودان، وطالبت بالإفراج عنها فورا والكف عن الأفعال المزعجة والإجرامية التي تستهدف الصحفيين.

وتقول رئيسة تحرير صحفية الميدان السابقة الأستاذة مديحة عبدالله، إنه منذ أن اندلعت الحرب في السودان يتعرض الصحفيون والصحفيات السودانيين في كل يوم من أيام الحرب لاستهداف ممنهج من قبل طرفي الصراع، ويتعرضون لمخاطر اولها مصادرة الحق في الحياة واخرها الصحفية حنان آدم التي تمت تصفيتها وقتلها داخل منزلها بولاية الجزيرة، ليرتفع العدد لما يقارب 15 صحفيا وصحفية قتلوا منذ بداية الحرب.

وأضافت مديحة ان اكثر من 90%من المؤسسات الصحفية تدمرت بشكل كامل أو جزئي وأصبحت لا تصلح لمكان العمل، الأمر الذي جعلهم يضطرون للبقاء دون عمل ونازحين ولاجئين، واشارت الى النازحين من الصحفيين يتعرضون لمخاطر أمنية وتقييد لحركتهم.

وتابعت: “نستطيع ان نقول بكل ثقة إن الصحفيين في السودان الآن يتعرضون لمصادرة حقوقهم المدنية بشكل كامل في غياب حتى فرص العمل”، ونوهت الى أنهم اضطروا الى العمل في مهن اخرى، واشارت إلى ان الصحفيات اضطررن لترك العمل بسبب الضغوط الاجتماعية والامنية المتضاعفة عليهن بصفتهن نساء.

واكدت ان أسوأ فترة تواجه الصحفيين هي فترة الحرب الحالية، وذكرت أن طرفي الصراع يستهدفون الصحفيين والصحفيات لأنهم يريدون إظلام الوضع الحقوقي وعدم التوثيق للانتهاكات التي تتم في فترة الحرب، وأردفت: “لكن بالرغم من كل ذلك لن يستسلم الصحفيون ولن تُكسر أقلامهم”.

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات