جبراكة نيوز: مهند مرشد
أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن تقديم 200 مليون دولار من المساعدات الإضافية للغذاء والمأوى والرعاية الصحية للسودان.
ليصل بذلك إجمالي المساعدات الإنسانية الأمريكية إلى 2,3 مليار دولار منذ نشوب القتال العام الماضي.
وفي جلسة مجلس الأمن الدولي الخميس، بشأن الحرب في السودان شدد بلينكن الذي ترأس الاجتماع على إيصال المزيد من المساعدات والإغاثة إلى أكثر المناطق التي تحتاج إليها، وذلك بشكل آمن وسريع ودون عوائق.
ووجه رسالة إلى الجهات الراعية الأجنبية التي ترسل طائرات مسيرة وصواريخ ومرتزقة، وإلى من يستفيدون من تجارة النفط والذهب بشكل غير مشروع لتمويل هذا النزاع، بالكف عن هذا.
ودعا المجتمع الدولي تقديم المزيد من الدعم للموجودين في السودان وللاجئين في دول مثل مصر وتشاد.
وحث مجلس الأمن الدولي بالضغط على الجيش وقوات الدعم السريع من أجل حماية المدنيين ووقف الفظائع ووضع حد للقتال الدائر.
وقال إنه يتعين على مجلس الأمن أن ينبه الجهات الفاعلة الخارجية التي تغذي الصراع في السودان ويبلغها باستحالة مواصلة هذا السلوك.
ولفت وزير الخارجية الأمريكي إلى إن جهات خارجية فاعلة تسلح طرفي النزاع في السودان ودعمهما، فتحول بذلك من صراع داخلي على السلطة إلى نزاع ذي أبعاد دولية.
وأشار إلى أن عدم التحرك في السودان يهدد السلام والأمن اللذين فوض مجلس الامن الدولي بالحفاظ عليهما.
ولفت إلى أن “مجموعة التحالف من أجل تعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان” اقترحت آلية امتثال.
التي هي عبارة عن هيئة تضم ممثلين عن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع والمجتمع الدولي، وذلك لضمان احترام كل طرف للقانون الدولي والتزاماته بموجب إعلان جدة.
وتابع: “لقد تقدمت المملكة المتحدة وسيراليون بقرار الشهر الماضي دعا إلى وقف إطلاق نار على مستوى البلاد وزيادة حماية المدنيين وتدفق المساعدات بدون عوائق.
وقد صوتت 14 دولة عضو – بما فيها الولايات المتحدة – لصالح هذا القرار. وقد استخدمت دولة واحدة حق النقض، ألا وهي روسيا التي وصفت القرار “بالسخيف وغير المقبول””.
مضيفًا أن ما هو “سخيف وغير مقبول”: أي بلد يدعي أنه يهتم لأمر الدول الأفريقية ويواصل صب الزيت على نار أكبر حرب أفريقية.
ودعا بلينكن لمواصلة دعم الشعب السوداني فيما يحاول إعادة إحياء العملية الانتقالية نحو حكم دمقراطي شامل بقيادة مدنية.
مندوب السودان
ومن جهته، عبر المندوب الدائم للسودان بالأمم المتحدة الحارث إدريس عن تقدير السودان للجهود التي بذلتها الولايات المتحدة الأمريكية في مجال الإغاثة، والبحث عن حل لوقف الحرب وارتباطها الايجابي مع السودان.
وقال إن جملة ما خصصته أمريكا للإغاثة الإنسانية فاقت أكثر من بليون دولار.
وأشار إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية واصلت بشكل منتظم إداناتها لفظائع وجرائم “مليشيا الدعم السريع”، وطلبت منها رفع الحصار عن مدينة الفاشر.
وأشار إلى المساعي التي بُذلت في الكونغرس لتجريم قوات الدعم السريع ووقف تصدير السلاح إلى الإمارات.
وطالب السفير الولايات المتحدة بأن تضغط على الإمارات لوقف شحنات السلاح التي تزود بها قوات الدعم السريع.
ولفت الحارث إلى أن الجرائم التي ترتكبها قوات الدعم السريع تتطلب أن يدعم مجلس الأمن والمجتمع الدولي حكومة السودان للتصدي لهذا العدوان، بحد وصفه.
تجاهل القانون الدولي
ومن جهتها، أفادت إديم وسورنو مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في إحاطتها أمام مجلس الأمن بأن “الأعمال العدائية الشرسة في المناطق المأهولة بالسكان تتصاعد وتنتشر، مع تجاهل واضح للقانون الإنساني الدولي”.
وحذرت من أن الملايين يطاردهم خطر المجاعة، في أكبر أزمة جوع في العالم، فيما العنف الجنسي منتشر، والمنشآت التعليمية والصحية في حالة خراب، بينما تنتشر الكوليرا وأمراض أخرى.
ونقلت المسؤولة الأممية ثلاث مطالب تقدم بها وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية إلى مجلس الأمن، أولها المطالبة الصريحة بأن تمتثل الأطراف للقانون الإنساني الدولي.
ودعت مجلس الأمن إلى استخدام نفوذه لضمان فتح جميع طرق الإغاثة الإنسانية، البرية والجوية، عبر خطوط الصراع والحدود.
وطالبت الجهات المانحة بتوفير 4.2 مليار دولار أمريكي التي يحتاجها العاملون في المجال الإنساني لدعم ما يقرب من 21 مليون شخص داخل السودان العام المقبل، و1.8 مليار دولار أمريكي اللازمة لدعم 5 ملايين لاجئ خارج البلاد.
أحدث التعليقات