الأربعاء, مارس 12, 2025
الرئيسيةفيديوتقرير: كارثة الفيضان تهدد الجزيرة أبا وتدفع آلاف الأسر للنزوح

تقرير: كارثة الفيضان تهدد الجزيرة أبا وتدفع آلاف الأسر للنزوح

جبراكة نيوز: ربك- النيل الابيض

إرتفع منسوب النيل الأبيض جراء تأخر فتح بوابات خزان جبل أولياء، والذى تسببت في هدم مئات المنازل، جرف أراضي زارعية و إغراق مناطق واسعة في الولاية.

وبحسب مصادر جبراكة، فإن الفيضان الذي بدأ منذ أيام شمل جميع المناطق الواقعة في الشريط النيل الابيض شرقا وغربا، وذلك من حدود خزان جبل أولياء شمالًا حتى منطقة جودة الحدودية مع دولة جنوب السودان.

وبحسب الأهالي من مدينة الجزيرة أبا بولاية النيل الأبيض، والذين تحدثوا لـ”جبراكة نيوز”، فإن مئات المنازل ساوتها المياه بالأرض، خاصة في الأحياء الغربية للجزيرة.

وأكد أحد سكان الجزيرة أبا لـ”جبراكة نيوز”، على أن المياه ما تزال تغمر المزيد من المناطق، مما يجعل جميع أحياء الجزيرة مهددة بالغرق.

وكانت العديد من الأحياء مثل الثورة، الغار، العمدة، الثورة واجزاء من حي مهادي، المزاد وغيرها من أحياء غربي الجزيرة جميعها غمرتها المياه منذ يوم الجمعة الماضي.

مشيرًا إلى أن المراكب أصبحت الوسيلة الوحيدة لنقل السكان من داخل الأحياء المتأثرة إلى مناطق آمنة، مؤكدًا على أن منسوب النيل بلغ مستوى غير مسبوق في تاريخ المنطقة.

ومع ذلك، لم يصل الفيضان بشكل كبير إلى السوق وبعض الأحياء الشرقية الشمالية إلا أنه من المرجح أن تصل المياه في غضون الساعات القادمة إذا استمر الوضع كما هو.

الوضع الإنساني

وقال أمير -اسم مستعار- لـ”جبراكة نيوز”، إنه لم تسجل حالات وفاة بسبب الفيضان، إلا أن المخاوف تتصاعد جراء وجود حالات إصابة بالكوليرا التي ربما يساهم في التدهور البيئي.

وأشار إلى أن المياه غمرت جميع مقابر الجزيرة، فيما تبقت مقابر واحدة هي المسماه بـ”مقابر الأطفال”، وقد اتخذها السكان وجهة للنزوح لموقعها المرتفع وبعيدةً نسبيًا والتي قد تصلها المياه.

وقال إن الحل الوحيد لدفن الموتى هو اللجوء إلى هذه المقابر، التي لم يدفن فيها شخص لعشرات السنين، أو الخروج من الجزيرة.

وأكد أمير على نزوح مئات الأسر خارج الجزيرة، أو داخلها في مناطق لم يشملها الفيضان، وذلك وسط ظروف إنسانية قاسية.

كما أوضح أن السكان يتخذون طريق “الجاسر”، وهو جسر ترابي قديم يربط الجزيرة بالبر الشرقي للنيل، لخروجهم من الجزيرة.

مراكز الايواء

وتضم الجزيرة أبا آلاف من النازحين من الولايات المتأثرة بالحرب، حيث يقيم معظمهم داخل مراكز ايواء في المدارس وداخلية الطالبات بجامعة الأمام المهدي والتي خصصت للنازحين منذ أشهر طويلة.

وأفاد أمير بأن الفيضان هدم مدرستين حتى الآن، فيما غمرت المياه الداخلية، وبدأت مخلفات المراحيض تختلط بالمياه، معرضة السكان لخطر الأمراض الناتجة عن التلوث البيئي.

إرتفاع الاسعار

ولفت أمير إلى أن السكان يعتمدون في طهي الطعام على الفحم والحطب، مع زيادة  الاسعار او ندرة السلع الغذائية بصورة غير مسبوقة حيث أغلقت الكثير من المخابز، وهذا مما ساهم في زيادة معاناة المتأثرين.

ويشار بأن جميع من شملهم تأثير الفيضان عازمون على النزوح من الجزيرة، إلا أن الأوضاع الاقتصادية تقف عائقًا أمامهم، بسبب إرتفاع تكاليف الترحيل لمدن اخري مثل كوستي وربك وغيرها.

ولفت إلى صعوبة استيعاب هذه الاعداد كبيرة من المتضررين، خاصة مع قرب امتحان الشهادة السودانية نهاية الشهر الجاري والتي هُيئت لها المدارس بالولاية، مرجحةً بعدم سماح السلطات لهم السلطات باستغلالها.

ولم يقتصر تأثير الفيضانات علي الجزيرة أبا لوحدها، بل تضمن القرى الواقعة جنوب الجزيرة، وحولتها إلى مناطق معزولة كقرية طيبة التي نزح سكانها إلى مدينة كوستي عبر المراكب والمعديات البخارية، حسب حديث سكان المنطة.

ويقع خزان جبل أولياء على بعد 44 كيلومتر شمالي ولاية الخرطوم، والذى سيطرت عليه قوات الدعم السريع منذ الأسابيع الأولى لاندلاع الحرب مع الجيش السوداني منتصف أبريل 2023.

واشار الكثيرون أن الدعم السريع هو الذى قام بإغلاق بوابات السد أمام علي النيل، مما نتج عنه هذه الفيضانات.

وقال مستشار الدعم السريع الباشا تطبيق في تغريدة على منه (x)، الاثنين، إن قصف الجيش لخزان جبل أولياء بالطيران الحربي بغرض فصل كبري خزان جبل أولياء هو السبب.

وأضاف تبيك أن استهداف بوابات السد وقصف بوابات الخزان بالمسيرات بصورة مباشرة وقتل أحد المهندسين وجرح ثلاثة آخرين، هو السبب وراء كارثة فيضانات النيل الأبيض.

والجديدر بالذكر بان الأوضاع الإنسانية المتأزمة في الجزيرة أبا والمناطق الواقعة على ضفاف النيل الأبيض تتطلب تكثيف الجهود وتوحيدها من الجهات الحكومة والمنظمات الدولية لتفادئ التأثيرات الوخيمة علي سكان المنطقة.

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات