جبراكة نيوز: الفاشر
عبر كلمات مؤثرة تكشف إحدى السيدات الانتهاكات والمعانات التي واجهها سكان قرى شمال دارفور، بعد تعرضها لهجمات قوات الدعم السريع لعدد منها.
وقالت في مقطع فيديو، بصوت يملؤه الألم، إن قريتها الصغيرة المسماه “احمد نمر”، بمنطقة “تمن دحيش” والمكونة من 27 منزلًا تعرضت لهجوم مسلح وعنيف من قبل قوات الدعم السريع، الامر الذى دفع سكان القرية للفرار نحو معسكر زمزم للنازحين بحثاً عن الحماية ومعينات الحياة.
وأوضحت في حديثها الذي يغلب عليه الحزن واليأس، أن هم سكان القرى هو الأمن والمأكل والمشرب ولا علم لهم بالحكومة التي لا تعني لهم شيء، مستنكرة الأفعال الوحشية التي تعرض لها النساء والأطفال وكبار السن من قبل هذه القوات.
وأضافت في حديثها: “لو الروح بأيديكم لن يتبقى طفل بأيديكم لكن الروح بيد الله” في إشارة إلى اجتياح الدعم السريع لقريتها ودهسهم للأطفال وقتل الكبار.
موجهة رسالتها إلى قيادات الدعم السريع بان الأطفال وكبار السن في قرية لا علاقة لهم بالصراع الدائر الآن بينهم والجيش السوداني.
وكما وصفت انتهاكات قوات الدعم السريع بحرقها لقرى في ولاية شمال دارفور، بأنه فعل “غير رجولي”.
ويشار إلى أن موجة نزوحمازالت مستمرة في ولاية شمال دارفور وسط أوضاع إنسانية قاسية ومعقدة، جراء هجمات الدعم على نحو 8 قرى من منطقة أبو زريقة التابعة لمحلية دار السلام.
ومن جهتها، كشفت منظمة الهجرة الدولية عن نزوح نحو 6400 أسرة من 16قرية بهذه المحلية الواقعة جنوب مدينة الفاشر، بسبب الهجمات الأخيرة.
وتبرز رواية تلك السيدة، معاناة آلاف من المدنيين في إقليم دارفور الذين يتعرضون لانتهاكات مماثلة ومتكررة خاصة النساء والأطفال، مما تستدعي تكثيف الجهود المحلية والدوليةلحماية الأبرياء بالإقليم المنكوب منذ إندلاع النزاع السلح فيه سنة 2003.
والجدير بالذكر، أن قوات الدعم السريع تلاحقها إتهامات متواصلة منذ إندلاع حربها مع الجيش السودانى منتصف أبريل 2023.
وهو الأمر الذى تؤكده مصادر وتقارير محلية واقليمية بأن بان قوات الدعم السريع ترتكب جرائم في حق المدنيين شملت القتل والنهب والاعتقال والاغتصاب وتهجير السكان والاستيلاء على منازلهم وممتلكاتهم.
حيث تزايد دعوات المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة إلى حماية المدنيين من الإنتهاكات المتكررة التي يتعرضون لها.
وتعد ولاية شمال دارفور من الولايات التي صنفتها جهات أممية بأنها مناطق ملتهبة، وتسبب فيها الصراع بأزمات عميقة تصل حد المجاعة الحاد.
وتشير التقارير الأممية إلى أن مسكر زمزم للنازحين، في جنوب الفاشر والذي يضم نحو نصف مليون نازح جراء الصراع الدائر في الإقليم يعتبر منطقة مجاعة بسبب ما يتعرض له المعسكر من قصف مستمر بواسطة قوات الدعم السريع.
ويواجه السودان حربًا مستمرة لأكثر من عام ونصف، مما أثر على سبل كسب العيش، وتدمر البنية الأساسية للرعاية الصحية، والنزوح الذي يوصف بالأسوأ في العالم، مع تفاقم مخاطر الحماية.
أحدث التعليقات