جبراكة نيوز: تقرير- أمل يحيى
يقول محيي الدين يحيى “كنت أعمل في إحدى الشركات بالعاصمة الخرطوم، أعيش مع أسرتي الكبيرة والصغيرة، وأعولهم بما أجلبه من دخل معقول. كانت لدي الكثير من الفرص للعمل خارج السودان، لكنني رفضتها؛ كنت أطمح لبناء مستقبلي في بلدي، بجوار أسرتي وأصدقائي. لكن فجأة، اندلعت الحرب. فقدت كل ما أملك، واضطررت لمغادرة السودان، بحثًا عن الأمان في دولة الإمارات مع أسرتي الصغيرة، بينما بقيت بقية الأسرة داخل السودان.”
قبل اندلاع الحرب في السودان في العام قبل الماضي، كان العديد من الشباب يعيشون أوضاعًا متنوعة؛ منهم من يدرس، ومنهم من يعمل، وآخرون ينخرطون في أنشطة سياسية واجتماعية سعياً لتحقيق الديمقراطية في البلاد.
بعد ثورة ديسمبر، لعب الشباب دورًا كبيرًا في المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي. حينها، بدأت رؤى جديدة تتضح لهم، وبدأوا يحلمون بوطن ديمقراطي حر. حتى الذين كانوا يطمحون للهجرة، عدلوا عن ذلك وقرروا البقاء والعمل من أجل بناء السودان.
تبدد الأحلام
يتابع محيي الدين في حديثه لـ “جبركة نيوز” ويقول بصوت يغلبه الحزن: “لا يزال الأمل يراودني في انتهاء الحرب والعودة إلى السودان، لكنني أشعر بالخوف من المستقبل. كيف سيكون الحال بعد هذا الدمار؟ ومع دخول السنة الجديدة، أتمنى أن تتوقف الحرب، لكنني أدرك أن العودة قد لا تكون مباشرة. أفكر الآن في الهجرة إلى أوروبا لبناء حياة مستقرة، لكنني أؤمن أن تحقيق السلام ممكن إذا قرر طرفا الحرب إنهاءها. فهما من بدأ الحرب، وهما فقط من يمكنهما إيقافها. ورغم جهود القوى المدنية، يبقى القرار في أيدي أطراف الصراع. أتمنى أن تحمل السنة الجديدة السلام لنا، فالحرب أنهكتنا جميعًا.”
تبدد الأحلام
حين اندلعت الحرب. فقد الكثيرون وظائفهم، تدهورت أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، وتبددت أحلامهم. انتهى المطاف بالبعض في دول الشتات، يبحثون عن فرصة لبناء حياة جديدة، بينما يعيشون بين أمل العودة بعد انتهاء الحرب، وبين التفكير في الهجرة إلى دول أخرى، خاصة الأوروبية.
من العاصمة الأوغندية كمبالا، يروي الشاب محمد حسن، شيئا من تجربته مع اللجوء بعد اندلاع الحرب في السودان، ويقول لـ”جبراكة نيوز”:
“اللجوء في حد ذاته حدث اضطراري، دفع بالكثير من الشباب للسفر دون تخطيط أو استعداد كافٍ بحثًا عن الأمان. كانت أوغندا وجهة مثالية بسبب سهولة شروط اللجوء فيها، لكن بمجرد الوصول، بدأت التحديات تتكشف. يعاني الشباب هنا من صعوبة الاندماج بسبب التباين الكبير بين ثقافة البلدين. السودانيون، نتيجة العزلة الثقافية، لم يتعرضوا كثيرًا للثقافات الأفريقية القريبة منهم، مما جعل التكيف أكثر صعوبة.”

أحدث التعليقات