الأربعاء, مارس 12, 2025
الرئيسيةتقاريرانتهاكات مروعة للجيش وحلفائه في الجزيرة.. ودعوات لمحاسبة مرتكبيها

انتهاكات مروعة للجيش وحلفائه في الجزيرة.. ودعوات لمحاسبة مرتكبيها

جبراكة نيوز: كمبالا

خلال الأيام القليلة التي أعقبت سيطرة الجيش على مدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة، انتشرت مقاطع فيديو مروعة توثق لعمليات قتل خارج إطار القانون لأشخاص متهمين بالتعاون مع قوات الدعم السريع.

شملت تصفية مدنيين عزل عبر إطلاق النار والذبح بآلات حادة، بما في ذلك إلقاء شخص من أعلى أحد الجسور داخل النيل وإطلاق الرصاص عليه بعد سقوطه، ويظهر في هذه الحادثة جنود يرتدون زي كتائب البراء، المقاتلة مع الجيش.

وصحبت عمليات القتل والتعذيب المنتشرة، خطابات تداولها جنود وناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي تحرض على قتل المتهمين بالتعاون مع قوات الدعم السريع، دون تقديمهم للعدالة، الأمر الذي يراه البعض بأنه يعمق من انتشار الفوضى والقتل خارج إطار القانون.

وكانت الفيدوهات التي انتشرت على نطاق واسع أثارت موجة من السخط والاستنكار، وأصدرت مجموعة من الكيانات الحزبية والحقوقية بيانات إدانة شديدة اللهجة، ودعت إلى ضرورة فتح تحقيقات فورية لمحاسبة الجناة وتقديمهم للعدالة.

وتمكن الجيش والقوات المتحالفة معه في 11 يناير الجاري، من استعادة السيطرة على مدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة مع عدد من البلدات في الولاية بعد أكثر من عام من سيطرة قوات الدعم السريع عليها.

محاسبة الجناة

وقال المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان توم برلييلو في تغريدة على حسابه بمنصة “اكس” الثلاثاء، إن التقارير الواردة من ود مدني، التي تتحدث عن الانتقام ضد الأفراد مروعة، ويجب أن تتوقف هذه الأفعال فورًا.

وأضاف بيرييلو “بينما نلاحظ إدانة القوات المسلحة السودانية لتلك الأفعال، يجب على القوات المسلحة والمليشيات التابعة لها أن تتخذ إجراءات فورية للتحقيق ومحاسبة المسؤولين عن هذه الفظائع”.

من جهته، دعا رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش، الفريق عبد الفتاح البرهان، خلال كلمة ألقاها أمام حشد جماهيري في مدينة بورتسودان مخاطبا الجنود والمواطنين، إلى الامتناع عن أخذ القانون باليد.

وشدد على أهمية تقديم المتعاونين مع قوات الدعم السريع إلى العدالة، وأشار إلى ضرورة محاسبة المتورطين بالقانون.

انتهاكات الكنابي

بجانب الانتهاكات التي وثقتها المقاطع المصورة، تعرضت قرية كمبو طيبة في محلية أم القرى بولاية الجزيرة لاعتداءات من قبل قوات تتبع للجيش والمليشيات المتحالفة معه، وأسفرت هذه الاعتداءات منذ 9 يناير الجاري، عن مقتل 13 شخصًا، بينهم طفلان.

كما اعتقل عدد من المدنيين، من بينهم نساء، مع حريق منازل القرية وتشريد سكانها، وذلك بتهم تتعلق بالتعاون مع قوات الدعم السريع، وفق تقارير متطابقة.

التداعيات المحتملة

أثارت حادثة كمبو طيبة موجة إدانات واسعة، إذ يرى مراقبون أن الاعتداء على الكنابي من شأنه أن يعمق الصراع ويدفع به إلى صراع اجتماعي واثني، مع تأثيره على السلام والأمن المجتمعين مستقبلا.

وقالت مجموعة محامو الطوارئ في بيان “هذه الخطابات المدفوعة بمواقف عنصرية وغير قانونية، تعزز مناخًا عامًا للكراهية والعنف ضد هذه المجتمعات، مما يفاقم التوترات الاجتماعية ويهدد الأمن والاستقرار في المنطقة”.

وقال محامو الطوارئ بعد إدانة الهجوم على كمبو طيبة، إن هذه الانتهاكات لا تقتصر بالتعدي على حقوق الإنسان الفردية فقط، بل تهدد استقرار المجتمع وتسهم في تعزيز دائرة العنف والكراهية.

وحذرت من استمرار التحريض وخطابات الكراهية التي تستهدف السكان المدنيين في ولاية الجزيرة.

ومن جانبه، قال رئيس حركة جيش تحرير السودان وحاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي: “أبدينا قلقنا العميق عند سماع خبر وقوع مجزرة لأهل الكنابي قمت بعمل اتصال مع بعض الأشخاص المطلعين على تفاصيل الحادث، وتأكدت أن الضحايا كانوا من المواطنين العزل وأن الدوافع كانت انتقامية”.

وأكد في منشور على حسابه الرسمي بمنصة “فيسبوك”، على عدم قبولهم بوقوع أي مجزرة جديدة مها كانت المبررات.

وأضاف: “أوجه ندائي إلى قادة القوات بضرورة ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة دون السماح لأي حالة من الانفلات تحت ذريعة الانتقام”.

من جهته، أدان الجيش في تعميم صحفي الثلاثاء، ما وصفها بـ”التجاوزات الفردية” التي جرت مؤخرًا  في بعض المناطق بولاية الجزيرة عقب “تطهير” مدينة ود مدني.

وأكد الجيش على تقيده الصارم بالقانون الدولي وحرصه على محاسبة كل من يتورط في أي تجاوزات تطال أي شخص بكنابي وقرى الولاية طبقاً للقانون.

ويعتبر إقرار الجيش بارتكاب بعض منسوبيه لتجاوزات، خطوة أولى لاكتمال التحقيقات وتقديم الجناة للعدالة، وضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات مستقبلًا.

ومن جهة أخرى، عانى سكان ولاية الجزيرة من الانتهاكات الواسعة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في الولاية في المناطق التي سيطرت عليها قبل أن يستردها الجيش، ويأمل السكان أن تعود الحياة إلى طبيعتها في المناطق التي استعادها.

وشملت جرائم الدعم السريع في ولاية الجزيرة القتل والاغتصابات والنهب والتعذيب وتهجير السكان والاستيلاء على منازلهم ووممتلكاتهم والاعتقالات التعسفية التي وثقتها مجموعات حقوقية متعددة محلية ودولية.

وبدأت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف أبريل 2023، في عاصمة البلاد الخرطوم وامتدت شرارتها وتداعيتها إلى كافة أنحاء السودان.

وأسفرت عن عشرات الآلاف من القتلى، وملايين النازحين، وتسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بتقديرات الأمم المتحدة.

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات