جبراكة نيوز: عيسى دفع الله
كشف تقرير صادر عن منظمة مناصرة ضحايا دارفور عن توثيق 22 حالة عنف جنسي مؤكدة في الفاشر وزالنجي، إضافةً إلى أكثر من 80 حالة أخرى غير موثقة في الفاشر، بسبب التحديات الأمنية والحصار.
وجاء التقرير، الذي حمل عنوان “عاملوني كأني ما إنسان”، عقب مؤتمر صحفي عُقد عبر منصة “زووم” يوم الأربعاء.
وأشار التقرير إلى أن العنف الجنسي يُستخدم كسلاح لإرهاب السكان، تفكيك النسيج الاجتماعي، واستهداف المجتمعات غير العربية، مثل البرتي، التنجر، الفور، والزغاوة.
منذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربًا أسفرت عن أكثر من 20 ألف قتيل، وتشريد نحو 10 ملايين نازح ولاجئ، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.
وسلّط التقرير الضوء على الجرائم والانتهاكات المروعة التي تعرّضت لها النساء والفتيات في الفاشر وزالنجي، مشيرًا إلى أن قوات الدعم السريع تسيطر على أربع ولايات بدارفور، بما في ذلك زالنجي، عاصمة ولاية وسط دارفور، فيما تسعى للسيطرة على مدينة الفاشر، عاصمة الإقليم وآخر معاقل الجيش السوداني فيه.
وأكد التقرير ضرورة تحقيق العدالة والمساءلة لإنصاف الضحايا، مشددًا على ضرورة تسليط الضوء على معاناة الناجيات من تلك الجرائم.
بدوره، قال المحامي والمدافع الحقوقي عبد الباسط الحاج إن الجرائم التي وثقها التقرير هي جزء من سلسلة طويلة من الجرائم الممنهجة والمستمرة منذ عام 2003، مرجعًا استمرارها إلى غياب المحاسبة وإفلات الجناة من العقاب.
واعتبر الحاج أن الجرائم المذكورة هي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، تقع ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية.
وأشار إلى أن زالنجي والجنينة شهدتا جرائم اغتصاب ممنهجة من قبل قوات الدعم السريع، التي تستخدم العنف الجنسي كجزء من سياساتها، مرتبطًا بخطاب الكراهية العرقي مثل استخدام عبارات “الزرقة” و”العبيد” في إطار احتقار المجموعات الإثنية المستهدفة.
وأكد الحاج أن المدنيين يتمتعون بحماية بموجب القانون الدولي الإنساني، مشيرًا إلى أن الدعم السريع يتحمل المسؤولية الجنائية عن تلك الجرائم، خاصة أن صمته إزاءها يُعتبر دليلًا على قبولها.
وأوضح أن المحكمة الجنائية الدولية تُجري تحقيقاتها بشأن الجرائم، ومن المحتمل أن تُصدر قرارات جديدة خلال الفترة القادمة.
وتتصاعد الدعوات الأممية والدولية لإنهاء الحرب في السودان، لتجنب كارثة إنسانية تهدد الملايين بالمجاعة والموت، نتيجة نقص الغذاء والقتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
انتهاكات الدعم السريع، العنف الجنسي، النساء، دارفور
أحدث التعليقات