جبراكة نيوز: عيسى دفع الله

أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة واستنكرت بشدة استهداف المستشفى السعودي في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، مما أسفر عن مقتل 70 شخصًا وإصابة العشرات.

وفي الوقت ذاته، تتهم الحكومة السودانية دولة الإمارات بدعم قوات الدعم السريع، وهو ما نفته الإمارات في مناسبات عدة، مؤكدةً موقفها الداعم لتحقيق السلام والاستقرار في السودان، ودعوتها إلى حل سياسي شامل يضمن حماية المدنيين.

ومنذ العاشر من مايو الماضي، تشنّ قوات الدعم السريع هجمات متواصلة على مدينة الفاشر بالمدفعية الثقيلة والطائرات المسيّرة، ما تسبب في مقتل المئات ونزوح آلاف الأسر، بالإضافة إلى تدمير المرافق الطبية في المدينة.

وقالت دولة الإمارات، في بيان بتوقيع وزير الدولة الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، إن القصف يشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي.

وقد قصفت قوات الدعم السريع بطائرة مسيّرة، مساء الجمعة، المستشفى السعودي في مدينة الفاشر، مما أسفر عن مقتل 70 شخصًا، بينهم مرضى ونساء وأطفال.

وأوضح حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، أن القصف الصاروخي أدى إلى تدمير كامل لقسم الحوادث بالمستشفى، وهو القسم الوحيد الذي يقدم الخدمات الصحية لسكان المدينة، مما تسبب في خروجه عن الخدمة تمامًا.

وندّد مناوي، في تغريدة عبر منصة “إكس”، بهذا الهجوم الذي وصفه بأنه “جريمة حرب”، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف استهداف المنشآت المدنية.

كما أكد الشيخ شخبوط على موقف دولة الإمارات الداعي إلى التوصل لحل سلمي للصراع، وضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وعدم استهداف المدنيين والمؤسسات المدنية، وعلى ضرورة حماية المرافق والمؤسسات الطبية والعاملين في القطاع الصحي، مشددًا على أهمية عدم استهدافهم في هذا النزاع.

ودعا جميع الأطراف إلى احترام التزاماتها القانونية والإنسانية وفق إعلان جدة وآليات منصة “متحالفون لتعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان – ALPS”، مع ضرورة اتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين وتجنب تفاقم الأوضاع الإنسانية. كما أكد على أهمية العمل الجماعي من أجل تحقيق السلام والاستقرار في السودان.

وعبّر وزير الدولة عن تعازيه ومواساته للشعب السوداني الشقيق ولأهالي الضحايا، متمنيًا الشفاء العاجل لجميع المصابين.

تسيطر قوات الدعم السريع، منذ نوفمبر 2023، على أربع ولايات في دارفور، وتسعى حاليًا للسيطرة على مدينة الفاشر، التي تُعد آخر معاقل الجيش في الإقليم المنكوب.

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023، لقي أكثر من 20 ألف شخص مصرعهم، كما نزح حوالي 10 ملايين شخص داخل وخارج السودان، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.

وتتزايد التحذيرات الأممية والدولية من كارثة إنسانية وشيكة، حيث يدفع استمرار الحرب ملايين السودانيين نحو المجاعة والموت جراء نقص الغذاء والدواء، مع امتداد القتال إلى 13 ولاية من أصل 18 ولاية سودانية.