جبراكة نيوز: عيسى دفع الله

اجتاحت قوات الدعم السريع معسكر زمزم للنازحين، الواقع على بُعد 17 كيلومترًا جنوب الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، يوم الثلاثاء، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى  والجرحى بين النازحين.

 وأسفر الهجوم، الذي نُفِّذ بعشرات المركبات القتالية على أحد أكبر مخيمات النازحين في الإقليم، الذي يأوي أكثر من مليون نازح، عن نهب السوق وإحراقه، إلى جانب حرق عشرات المنازل.

من جهتها، أعلنت قيادة الفرقة السادسة مشاة أن الطيران الحربي التابع للجيش، مدعومًا بالمدفعية، تمكن من دحر قوات الدعم السريع أثناء هجومها على معسكر زمزم لإيواء النازحين في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023، لقي أكثر من 20 ألف شخص مصرعهم، كما نزح حوالي 10 ملايين شخص داخل السودان وخارجه، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.

بدوره، قال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، إن معسكر زمزم للنازحين تعرض لاستباحة كاملة من قبل قوات الدعم السريع.

وأشار إلى أن هذا الهجوم هو العاشر من نوعه على هذا المعسكر، الذي يعج بالنازحين القدامى والجدد.

وأدان مناوي الهجوم والاستباحة بأشد العبارات، داعيًا الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى التدخل للضغط على الدول الداعمة لما وصفه بالإرهاب والإبادة الجماعية، من أجل وقف هذه الانتهاكات.

من جانبه، أكد الصحفي المقيم في الفاشر، معمر إبراهيم، أن الدعم السريع شنّ هجومًا عنيفًا بالمدفعية والمركبات المدججة بالسلاح على معسكر زمزم.

وقال إن الهجوم واجه مقاومة شعبية، مدعومة بقوات إسناد تحركت من الفاشر، مما أدى إلى دحر القوات المهاجمة. كما تدخلت مدفعية الفرقة السادسة وسلاح الجو من على بُعد، ما ساهم في صد الهجوم.

وأضاف معمر أن المواطنين العُزل، الذين نزحوا إلى معسكر زمزم بعد أن شردتهم قذائف الدعم السريع من مدينة الفاشر، تعرضوا لهجوم مباشر من الميليشيا. وأوضح أن قوات الدعم السريع فتحت النار على النازحين خلال ساعات الظهيرة، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين.

وتابع قائلا إن أعمدة الدخان تصاعدت نتيجة القصف والحرق، لكن المقاومة الشعبية وقوات الإسناد تمكنت من التصدي للهجوم ومطاردة العناصر المهاجمة، حيث تم تدمير عدد من المركبات القتالية بواسطة سلاح الجو.

وتسيطر قوات الدعم السريع، منذ نوفمبر 2023، على أربع ولايات في دارفور، وتسعى حاليًا للسيطرة على مدينة الفاشر، التي تُعد آخر معاقل الجيش في الإقليم المنكوب.

وأكد معمر أن مناطق ريف الفاشر تعيش أوضاعًا إنسانية سيئة للغاية، مشيرًا إلى أن “الدعم السريع خطط مسبقًا لهذا الهجوم”.

وأوضح أن هذه الحادثة أدت إلى نزوح واسع للأسر نحو أماكن متفرقة، مما فاقم معاناة المدنيين في الفاشر وقراها يومًا بعد يوم. ورغم ذلك، لا يبدو أن هناك من يستجيب للنداءات الإنسانية، فيما يدفع الأبرياء وحدهم الثمن، وتُزهَق الأرواح يوميًا.

وتتصاعد التحذيرات الأممية والدولية من كارثة إنسانية وشيكة، حيث يدفع استمرار الحرب ملايين السودانيين نحو المجاعة والموت جراء نقص الغذاء والدواء، في ظل امتداد القتال إلى 13 ولاية من أصل 18 ولاية سودانية.