جبراكة نيوز: الهلالية

عقدت اللجنة العليا لإعادة إعمار مدينة الهلالية، مساء الثلاثاء 11 فبراير 2025، اجتماعها التأسيسي الأول عبر تقنية الاتصال المرئي، بمشاركة ممثلي الكيانات الأهلية المكوّنة للجنة.

ناقش الاجتماع خطط إعادة الإعمار، وأكد على أهمية توحيد جهود منظمات المجتمع المدني لضمان تنفيذ المشروعات الخدمية بفعالية.

ووافقت اللجنة على البدء فورًا في إعادة تشغيل سبعة من أصل عشرة آبار للمياه، باستخدام الطاقة الشمسية، بعد تعرّض المحطات السابقة للتخريب.

وحددت اللجنة حجم التمويل المطلوب بمبلغ 56.91 مليون جنيه سوداني، ساهمت اللجنة فيه بـ 34.26 مليون جنيه، فيما تكفلت عائلات من المدينة ببقية المبلغ، وهي عائلات آل بساطي، آل الكردفاني، آل يونس، إضافة إلى آل شيخ آدم بوقفين منفصلين.

وأكدت اللجنة استلام التمويل بالكامل، ما يتيح انطلاق العمل الأسبوع المقبل، على أن تدخل الآبار الخدمة قبل حلول رمضان.

كما أدرج الاجتماع خطة لتوفير محطة طاقة شمسية لمركز غسيل الكلى كأولوية عاجلة، إلى جانب مشاريع إصحاح البيئة والنظافة العامة لمنع تفشي الأمراض. وتستهدف اللجنة إعادة تأهيل التيار الكهربائي، وإصلاح مرافق حيوية مثل المدارس والمراكز الصحية، بالتنسيق مع الجهات المختصة.

وناقشت اللجنة تشكيل مكاتبها، واستحداث لجان قانونية لمتابعة تحقيقات الأحداث الأخيرة، وأخرى لدعم النازحين واستعادة المسروقات. كما أكدت ضرورة استقطاب الدعم الحكومي ومنظمات العون الإنساني، مع دعوة أبناء الهلالية في الخارج للمساهمة في جهود إعادة الإعمار.

وعاشت مدينة الهلالية شرقي ولاية الجزيرة أحداثاً مأساوية في نوفمبر نهاية العام الماضي، أثناء الحملات الانتقامية التي نفذتها قوات الدعم السريع على المنطقة عقب إعلان القائد العسكري أبو عاقلة كيكل انضمامه للقتال بجانب الجيش.

ونتج عن حالة حصار فرضتها الدعم السريع على المدينة وفاة ما يزيد عن 600 شخص من المدينة نتيجة لتدهور الأوضاع الصحية وانتشار حالة من الإسهالات المائية. وفاقم من الأوضاع وقتها توقف المستشفى الوحيد بالمنطقة إضافة إلى توقف مركز غسيل الكُلى.

 وأثناء الحملات الانتقامية تم نهب جميع المحال التجارية ومنازل المواطنين وتخريب محطات توليد المياه العاملة بالطاقة الشمسية التي أسسها أبناء المنطقة بجهد شعبي، ما حرم المنطقة من خدمات المياه.

ونزح الآلاف من سكان المنطقة إلى مدن شندي وعطبرة والخرطوم وغيرها، فيما بدأ انتظام المواطنين في العودة إلى المدينة مؤخراً بعد تمكن الجيش من استعادة السيطرة على المدينة هذا الشهر.